مرة جديدة، عاد الخوف من إنتشار فيروس جدري القردة بعد 66 عاما على ظهوره لأول مرة، وسط مخاوف من تحوله الى جائحة عالمية تهدد الأمن الصحي.
وعلى إثر انتشاره السريع، دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر حيث أصدرت تحذيراً عالمياً بشأن فيروس جدري القردة معلنة حالة طوارئ صحية بسبب تزايد عدد الحالات المصابة بين الأطفال والبالغين في أكثر من 12 دولة.
وفي هذا السياق قال المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس غيبريسوس: “لقد حصلت زيادة كبيرة بعدد الإصابات المبلّغ عنها العام الماضي، وبلغ عدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها هذا العام أكثر من 14 ألفًا، وحدثت 524 حالة وفاة متعلقة بالمرض.
ماهو فيروس “جدري القردة”؟
إنتقل الفيروس من الحيوان إلى الإنسان ومن إنسان الى آخر، وتم اكتشافه عام 1958 لدى قردة كانت تُستخدم في الأبحاث.
ورُصدت أول إصابة بشرية في هذا الفيروس في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970 لطفل رضيع بيلغ من العمر 9 أشهر وبقيَ محصوراً بعدها لمدة طويلة في أكثر من عشر دول أفريقية، لكن في العام 2022 بدأ ينتشر في أنحاء العالم ولا سيما في الدول المتطورة.
هل وصل جدري القردة إلى لبنان؟
رصدت وزارة الصحة اللبنانيّة إصابتان فقط في آذار الماضي العام 2024، وتعقيباً على كل ما نشر حول تسجيل 30 إصابة بجدري القردة في لبنان، صدر عن مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة بيان أعلنت فيه إن وزارة الصحة العامة تتابع عن كثب كل جديد مرتبط بالمرض وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واللجان العلمية، مؤكدة أنه لم يسجل أي حالة جديدة بالفيروس المذكور منذ
شهر آذار الماضي (حين سجلت حالتين فقط).
وفي هذا الإطار يقول رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور بلال عبد الله لـ””: “إن جدري القردة انتشر في افريقيا، وبعدما كان يصيب القردة فقط أصبح يصيب الإنسان، وهناك تخوف كبير لدى المواطنين من تكرار سيناريو جائحة كورونا، ووزارة الصحة اللبنانية اتخذت الإجراءات اللازمة وأعطيت كل الإرشادات المطلوبة للتصرف مع أي حالة يشتبه بها”.
ويضيف: “بالتأكيد المطلوب اتخاذ كل الإجراءات لمنع انتشار هذا الفيروس في لبنان، خصوصا أن عددا كبير من المغتربين اللبنانيين متواجدين في أفريقيا وأيضاً في الوقت ذاته لا داعي للهلع لأن الانتشار السريع له يتطلب احتكاك دائم مع المصاب وبمجرد عزل المريض نستطيع السيطرة على الحالة، أما من ناحية اللقاح لهذا الفيروس ربما بدأ في عدة دول، ووزارة الصحة اللبنانية تدرس هذا الموضوع مع منظمة الصحة العالمية وإن كان هناك ضرورة، فلبنان عادةً لا يتلكأ في هذا الخصوص حيث كنا من الأوائل في لقاح كورونا”.
وفي هذا الخصوص، كشفت مصادر في وزارة الصحة أن الوزارة تستعد للتعامل مع هذا الفيروس وستطلب تزويد لبنان خلال الفترة المقبلة كميات من لقاح (MPOX) المضاد لهذا الفيروس كما أنها ستبدأ بتدريب الطواقم الطبية وتجهيزها للتعامل مع المصابين ومن جهة وسائل التشخيص فهي متوفرة أيضاً.
ما هي أعراض فيروس جدري القردة وسبل الوقاية منه؟..
على الرغم من تشابه أعراض مرض جدري القرود مع الأعراض الناتجة عن مرض الجدري، إلا أنها تكون أخف، مع اختلاف وحيد يتضمن تورم العقد اللمفية نتيجة الإصابة بجدري القرود وتتراوح فترة الإصابة به عادة من 6 الى 13 يوما، إلا أنها يمكن أيضاً أن تتراوح بين 5- 21 يوما قبل بدء ظهور الأعراض.
ويمكن أن تتضمن أعراض جدري القردة المبكرة ارتفاع حرارة الجسم، الأوجاع الحادة في الجسم، إضافة إلى الصداع، الحمى، الطفح الجلدي وخصوصًا في الفم، التهاب الحلق، تورم الغدد الليمفاوية، آلام العضلات والظهر”.
أما حول طفح جدري القردة، فإنه عادة ما يبدأ بالظهور بعد يوم الى 3 أيام أو أكثر من إصابة المريض بالحمى، والذي غالباً ما يظهر على الوجه أولاً، ثم يبدأ بالانتشار إلى باقي أجزاء الجسم، مثل الأيدي، والأرجل، وداخل الفم وقد تختلف الأعراض من مصاب إلى آخر.
وفي هذا السياق أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في إفريقيا، أنها اكتشفت الفيروس في 13 دولة على الأقل، فيما يمثل زيادة بنسبة 160% عن العام الماضي، كما ارتفعت الوفيات بنسبة 19%.
وبهذا الصدد، كشفت “مايو كلينك” عن أهم الخطوات الواجب الالتزام بها للوقاية من جدري القردة (mpox) ومنع انتشاره:
– تجنب الاتصال الوثيق بالأشخاص الذين يعانون من طفح جلدي يشبه جدري القردة.
– تجنب ملامسة الملابس أو الملاءات أو البطانيات أو المواد الأخرى، التي لمسها حيوان أو شخص مصاب.
– عزل الأشخاص المصابين بفيروس جدري القردة عن الأشخاص الأصحاء.
– غسل اليدين جيدا بالماء والصابون بعد أي اتصال بشخص أو حيوان مصاب. كما يمكن استخدام معقم اليدين الذي يحتوي على الكحول.
– تجنب الحيوانات التي قد تحمل الفيروس.
موقع سفير الشمال الإلكتروني