تفقد نقيب صيادلة لبنان جو سلوم وأعضاء مجلس النقابة، والمدير العام للمؤسسة العامة للغذاء والدواء في المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور نزار مهيدات، مصنع شركة “أروان للصناعات الدوائية” في بلدة جدرا – إقليم الخروب (الشوف)، وكان في استقبالهم رئيس مجلس إدارة الشركة عبد الرزاق يوسف العبدالله وعضو مجلس الإدارة المنتدب للشركة الدكتورة رويدا دهام ومدراء وصيادلة الشركة، حيث تم الإطلاع على مجمل أوضاع المصنع، لا سيما لجهة التقنيات الحديثة والمتطورة التي يعتمدها في تصنيع الأدوية الوطنية.
العبدالله
وعقد لقاء، رحب خلاله العبدالله بالضيوف، وقدم شرحا سريعا عن عملية تصنيع الأدوية، والأساليب المتبعة في تقديم أفضل جودة دوائية وطنية، وتناول مختلف أوضاع المصنع، وخصوصا الإستمرار في التغلب على الظروف الصعبة، ومواجهة التحديات والصعوبات والمعوقات، التي يعاني منها لبنان بفعل الأزمة الإقتصادية والمالية، مؤكدا ان “السوق اللبناني لن يشهد انقطاعا او نقصا للدواء الذي تصنعه شركة “أروان”، مشيرا الى اننا “نغطي حوالى 80 % من منتجاتنا في السوق اللبناني، إنطلاقا من التزامنا بهذا الخصوص، وبالنسبة لأدوية مرضى السرطان، هناك اتصالات مع عدة شركات دولية، ونبذل جهودا كبيرة لنتمكن من صناعة هذه الأدوية في مصنع “أروان”، لنخفف من معاناة أهلنا في لبنان”.
وأعلن انه “بصدد انشاء مصنع في العراق متخصص في ادوية السرطان”، لافتا الى ان “هناك 52 دواء مطلوبا في العراق لعلاج السرطان . وهناك تواصل على تأمين 8 مستحضرات مسجلة في المانيا”، موضحا ان “سوق العراق كبير وبحاجة للأدوية، ويمكننا الاستثمار وتقديم الدواء الوطني للشعب العراقي، ويمكننا ان نغطي السوق المحلي، ولدينا طاقة انتاجية هائلة، ونحن نصدر الى العديد من الدول العربية والاجنبية وغيرها”، مؤكدا ان “منتجاتنا ذات جودة عالمية”، ومعربا عن “إرتياحه في ان تصدر أدوية “أروان” وهي مصنعة في لبنان”، مشددا على “أهمية الصناعة الوطنية اللبنانية وجودتها”، آملا من “الحكومة الاهتمام وايلاء هذا القطاع الاهتمام اللازم، نظرا لأهميته في المجتمع اللبناني”.
وأشاد العبدالله ب”الدور الذي يلعبه الأردن في تسهيل تسجيل الأدوية في البلاد، فالشركات الأردنية مسجلة، ولدينا 169 مستحضرا، والتسجيل لا يحتاج الى تدخل الدولة، بل جودة الشركة وان يكون ملفها متكاملا”، لافتا الى اننا “بصدد انشاء مصنع في السعودية لانتاج الدواء المخدر العام لا ينتج في الوطن العربي كله، وهو يتم من خلال التعاون مع شركة ايطالية، لتغطية السوق في السعودية، كما نحن بصدد إنشاء مصنع في الكويت ايضا ليكون صناعة محلية”.
جولة في المصنع
وبعد اللقاء، كانت، جولة في أقسام وأرجاء المصنع ومختبراتها الحائزة على موافقة منظمة الصحة العالمية حيث أبدى سلوم والحضور اعجابهم الكبير، بحجم المصنع، وما يتبعه من مستوى تعليمي متطور وحديث في تصنيع الأدوية، وتقديم الجودة العالية، وفق أهم االمعايير العالمية.
سلوم
وبعد الجولة تحدث سلوم فقال: “تشرفنا كأعضاء مجلس نقابة صيادلة لبنان، بزيارة مصنع شركة “أروان”، هذا المصنع الرائد بالصناعة الدوائية المحلية، وقد قمنا بجولة على مختلف أقسامه، من مختبرات واقسام الإنتاج، وما يهمنا أن نؤكده هو أهمية وجودة الدواء المصنع في لبنان، الذي هو فخر الوطن اللبناني، لذلك نناشد الدولة اللبنانية ايلاء هذه القطاعات، المزيد من الدعم والرعاية وتحفيز الصناعة المحلية، خصوصا في هذه الظروف الصعبة، وفي ظل اوضاع المرضى اللبنانيين القاسية، الذين يعانون من عدم توفر الدواء في لبنان وارتفاع أسعاره”.
أضاف: “ان الدواء المصنع محليا، هو الأرخص ثمنا، وذات جودة متميزة، فاذا إستثمرنا بالصناعة المحلية والدوائية، نكون نقدم خدمة للمواطن وفرص عمل للبنانيين، ونساهم في انعاش لبنان اقتصاديا، ومصنع “أروان” مثل صارخ للصناعة الدوائية المتميزة، وقد اطلعنا على الأفكار المتطورة على مختلف الأصعدة، وخصوصا الادوية الحديثة والمبتكرة، ومنها الأدوية السرطانية، وإمكانية تصنيعها في لبنان”، متمنيا للمصنع والصناعة اللبنانية “التقدم والازدهار والمزيد من النجاحات”.
وشدد على “أهمية دور الصيادلة، الذين هم صمام أمان”، مؤكدا ان “الدواء اللبناني يجب ان يكون الخيار الاول في مطلق استراتيجية دوائية”، مشيرا الى ان “نقابة الصيادلة قدمت في 8 أيار الماضي استراتيجية دوائية، والتي أشارت الى هوية لبنان الدوائية القائمة على المصانع المحلية وعلى المكاتب العلمية وقطاع الصيادلة، وتؤكد على اهمية الصناعة ودعمها وتحفيز المستثمرين للعمل والتصنيع في لبنان، وهذا يؤدي الى توفير المعاناة عن مرضانا”.
وختم سلوم: “من واجبات الدولة تأمين الدواء لمواطنيها، ومن خلال الصناعة المحلية يمكننا ان نؤمن الدواء الجيد وبسعر منخفض، لكن نأمل ان يكون هناك آذان صاغية لدى المسؤولين”.
مهيدات
من جهته أعرب مهيدات عن سروره لوجوده في لبنان “بين الإخوة الصيادلة وفي مصنع “أروان” لتقديم ما يمكن للشعب اللبناني”، مؤكدا اننا “ندير أهم مؤسسة معنية بالدواء والغذاء في الاردن”، مشددا على “ضرورة تأمين هذه السلع للمواطن، والتي هي من أبسط الحقوق”، مشيرا الى ان “الدور المحوري للمؤسسة هو تأمين غذاء ودواء آمن وفعال للمواطن”.
وشكر شركة “أروان” الرائدة في الصناعات الدوائية، ونقيب الصيادلة وأعضاء مجلس النقابة، معربا عن “أسفه الشديد للنقص في تصنيع بعض الأدوية المهمة والضرورية وعلى رأسها أدوية مرض السرطان”، مؤكدا ان “الأردن يحرص على مساعدة إخواننا العرب أينما كانوا وفي شتى الظروف”، ومعلنا عن “استعداد الأردن تزويد لبنان من خلال شركات تصنيع الأدوية ووكلاء أردنيين، بالمهارات في مجالات التدريب، وفي اعتماد مصانع الدواء اللبنانية، ودعم تسجيل الدواء اللبناني لزيادة حجم الصادرات اللبنانية، والتي تسهم في زيادة الواردات المالية للإقتصاد اللبناني”، واضعا المؤسسة ب”تصرف الصيادلة اللبنانيين لمساعدة الشعب اللبناني للتغلب على أزمته”.
وفي ختام الجولة، قدم العبدالله الدروع التذكارية والتقديرية للزائرين.