تتفاقم معاناة سكان مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، بسبب انقطاع مادة الخبز، بعد تشديد النظام السوري وروسيا الحصار على المخيم ومنع دخول الطحين.
وتوقف الفرن الوحيد الذي كان يؤمن مادة الخبز لنحو 7500 نازح، نتيجة نفاد الطحين، حسب ما أكد مصدر من "جيش سوريا الحرة"، موضحاً لـ"المدن" أن الفصيل لم يعد يستطيع تقديم الدعم (دقيق، خميرة) للفرن بسبب عدم توفر المواد، وارتفاع سعرها بشكل قياسي قبل انقطاعه نهائياً".
واتهم المصدر النظام وروسيا باستغلال توجه الاهتمام الإعلامي والدولي إلى الشمال السوري وتركيا بعد الزلزال، عبر زيادة الضغط على المخيم بهدف إجبار العائلات على مغادرة منطقة التنف، تمهيداً لتفكيك المخيم.
وأوضح أن الدقيق كان يصل التنف من خلال معبر جليغم الواقع على طريق دمشق- بغداد، والذي يصل المنطقة بسيطرة النظام السوري، مؤكداً أنه منذ نحو أسبوعين والنظام يمنع التجار من إدخال الطحين.
ويتهم أهالي مخيم الركبان الذي أسس في العام 2014، النظام وروسيا بتجويع أهالي المخيم منذ العام 2018، وينتقدون الأمم المتحدة بسبب عدم إدخال المساعدات بشكل منتظم إلى المخيم، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى تناقص أعداد النازحين.
وقال المصدر إن سكان المخيم يعتمدون حالياً على الأرز والبرغل كبديل للخبز، مستدركاً: "لكن هذه الحلول ليست دائمة، لأن الحبوب ليست متوفرة دائماً وثمنها مرتفع بسبب الحصار".
ورأى أن حل أزمة نفاد الطحين يجب أن يكون عبر الأردن، مشدداً على أنه "لا بد من تأمين هذه المادة الأساسية للأهالي".
بدوره، أوضح رئيس مجلس محلي الركبان محمد درباس الخالدي سبب فقدان المخيم للخبز، قائلاً لـ"المدن" إن سكان المخيم يتضورون جوعاً بسبب فقدان الخبز والطحين، بسبب حصار النظام وروسيا.
وتابع خالدي مشيراً إلى تجاهل التحالف بقيادة واشنطن لمطالب الأهالي، وقال إن "التحالف تجاهل المطالب، وقال لنا إن مسؤوليته حماية المنطقة من تمدد تنظيم داعش فقط".
ويتعرض المخيم منذ أكثر من أربع سنوات لحصار، وقال الصحافي عماد غالي لـ"المدن" إنه "منذ أكثر من أسبوع لم يعد الخبز متوفراً".
وعن كيفية تدبر الأهالي للغذاء، أشار الصحافي الموجود في مخيم الركبان إلى اعتماد السكان على الحبوب، لافتاً إلى قيام بعض العائلات التي تمتلك كميات قليلة من الدقيق بتحضير الخبز في المنزل.
وتطالب روسيا دائماً بتفكيك مخيم الركبان، وإجلاء سكانه نحو مناطق سيطرة النظام، إلا أن الأهالي يرفضون ذلك، ويطالبون بدلاً من ذلك بالسماح لهم بالانتقال إلى الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة.
ويدعم الأردن المطالب الروسية بتفكيك المخيم، حيث تقول عمّان إنها تدعم أي صيغة لتسوية من شأنها تفكيك المخيم، الذي يشكل تهديداً أمنياً لها، وفق مصادر أردنية.