خاص tayyar.org -
أنهت باريس الغموض البنّاء الذي ظلّل الإجتماع الذي بدأت تعد العدة له في بداية كانون الاول الفائت، وتأكّد أن الموعد سيكون في 6 شباط بمشاركة أميركية وسعودية وقطرية، من غير أن تُحسم بعد مشاركة مصر.
ومن المتوقع أن يشارك في اللقاء المرتقب، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط برباره ليف، المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، مساعد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد العزيز الخليفي، الى جانب مستشار الشرق الأوسط والعالم العربي في قصر الإليزيه باتريك دوريل، وهو أحد الأعضاء في خلية الأزمة اللبنانية، ويتولى التواصل اليومي مع مسؤولين وقادة أحزاب في بيروت، وصار لهم من بينهم أصدقاء.
وكان لافتا غياب كل من مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط إيمانويل بون ومدير وكالة الاستخبارات الخارجية الفرنسية برنارد إيمييه، وللإثنين باع لبناني طويل، شغلا منصب السفير في مراحل حسّاسة، لكنهما راكما خصومات كثيرة. كما يؤخذ عليهما تقرّبهما من أفرقاء على حساب آخرين، وخصوصا إيمييه الذي يرتبط بعلاقة وثيقة ومسار جدل مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وشقيقه طه.
وتحاول باريس من خلال الإصرار على عقد هذا الإجتماع، الولوج الى الشأن السياسي اللبناني متخطية التحفظ السعودي على وجه التحديد. إذ بات معروفا أن الرياض تفضّل اقتصار المشاورات في الشأن اللبناني على البعد الإنساني – الإجتماعي، وتضع في الوقت عينه خطوطا عريضة لأي انخراط سياسي جدي لها، تتمثّل في ترسيم يقطع كليا بين الدولة وحزب الله ويعتمد خارطة الطريق المعروفة بالمبادرة الكويتية. ولا قدرة لأي من المرشحين الرئاسيين، حتى الذين يصفون أنفسهم بالسياديين، على التزام مطلب إخراج حزب الله من الحياة السياسية وإبعاده على الحكومة.
تأسيسا على ذلك، لن يطرح اجتماع باريس أسماء او يخرج بحسم في الملف الرئاسي. لكن الإليزيه يسعى الى الخروج بإعلان سياسي عالي النبرة يختزن الخوف الفرنسي من التحلّل اللبناني ومن وصول الأزمة إلى مرحلة حاسمة قد يصبح من المستحيل عكسها.