أعلن المدير العام لوزارة التربية، عماد الأشقر، من السراي الحكومية عن "توقف الدروس بعد الظهر في المدارس الرسمية لغير اللبنانيين عملاً بمبدأ المساواة". وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عقد لقاء مع وزير التربية عباس الحلبي، بحضور مسؤولين من وزارة التربية رابطة المعلمين في القطاع الخاص، لبحث إمكانية دفع بدل إنتاجية لأساتذة التعليم الرسمي. وكان من المفترض أن يحضره ممثلون عن روابط المعلمين في التعليم الرسمي. لكن الأخيرة أصدرت بياناً اعتذرت فيه عن حضور اللقاء، قبل ساعة من عقده.
لا تعليم للطلاب السوريينبعد اللقاء مع رئيس الحكومة، أعلن المدير العام لوزارة التربية عماد الأشقر التوقف عن تعليم الطلاب السوريين، وقال: نحن نستقبل جميع الناس وقلوبنا مفتوحة للجميع، لكن لا يجوز ألا يتعلم أبناؤنا، وأن يتعلم أولاد غيرنا. وبالتالي نعلن توقف الدروس في مدارس بعد الظهر لغير اللبنانيين الى حين التوصل الى حل لمسالة التعليم ما قبل الظهر".وكانت روابط المعلمين أصدرت بياناً مساء أمس الإثنين دعت فيه إلى إضراب عام لمدة أسبوع، أوردت فيه جملة مطالب من بينها: "مطالبة معالي وزير التربية بالوفاء بما أعلنه في وجه الدول المانحة، حين قال لا تعليم للتلامذة اللبنانيين يعني لا تعليم لأحد من النازحين. وعليه اتخاذ القرار بإقفال الدوام المسائي بعد أن نكثت الدول المانحة بوعدها".ابتزاز الدول المانحةبإعلان الأشقر حرمان طلاب فترة بعد الظهر، وهو البرنامج الممول من منظمة اليونيسف، بدأت وزارة التربية عملية ضغط على الدول المانحة لمحاولة جرها لتمويل التعليم لمرحلة ما قبل الظهر، وذلك بغية دفع الحوافز للأساتذة. هذا في الشكل، تقول مصادر مطلعة، لكن في المضمون يريد بعض المسؤولين في الوزارة إلهاء الأساتذة عن أساس المعضلة عبر الإدعاء أن مشكلتهم سببها الدول المانحة والطلاب السوريين. وهذه طريقة تفتقد إلى الذكاء في التعامل مع الدول المانحة من ناحية ومع الأساتذة أيضاً من ناحية ثانية. فروابط المعلمين لا يدركون المشكلة الحقيقية مع الدول المانحة. وأتى إعلان المدير العام بهدف تضليلهم، وتضليل الأساتذة بأن مشكلتهم مع الطلاب السوريين.وتضيف المصادر، ليست المرة الأولى التي تضغط وزارة التربية على الدول المانحة من خلال الطلاب السوريين. فقد سبق وقال وزير التربية عباس حلبي، عقب لقائه بالجهات المانحة في السّادس من أيلول الفائت "إن لبنان لن يقترض لكي يعلم غير اللبنانيين". وكذلك صدر حينها بيان عن وزارة التربية أكدت عدم قبولها أي محاولة لدمج تلامذة نازحين ولتوطينهم من خلال القطاع التربوي الخاص، داعية المدارس الخاصة التي يتم التواصل معها من جانب أي جهة كانت لهذه الغاية وعرضها عليها تغطية كامل أقساط هؤلاء، إلى الامتناع عن الاستجابة لهذه العروض.ووفق المصادر، سبق وحاول أحد المسؤولين في مصلحة التعليم الخاص بوزارة التربية استقطاب تمويل من منظمة اليونيسف بغية تعليم الطلاب السوريين في بعض المدارس الخاصة، في محاولة للالتفاف على مشروع اليونيسف في وزارة التربية لتعليم طلاب فترة بعد الظهر، أي السوريين بشكل أساسي. لكن وزير التربية حينها تمنى على المدارس الخاصة عدم المشاركة في هذا المشروع، تحت ذريعة التوطين.لكن العارفين في أمور الوزارة يعلمون أنه لا يمكن ابتزاز الدول المانحة بهذه الطريقة. فلا الطلاب السوريين يتعلمون (لم يقلع العام الدراسي كما يجب بعد في فترة بعد الظهر) أكثر من اللبنانيين، ولا الدول المانحة غافلة عن التمويل الذي تقدمه لوزارة التربية، تقول المصادر، وتضيف أن محاولات ابتزاز الدول المانحة مستمرة منذ مدة، خصوصاً أن تلك الدول ترفض تقديم التمويل لأسباب تتعلق بعدم رفع تقارير حول الشفافية المالية من جانب وزارة التربية.الحوافز الموعودة من السوريينوتؤكد مصادر مطلعة أن الأسوأ من كل ذلك أن منح الأساتذة الحوافز بالدولار، في حال حصل بعد الإضرابات الحالية، سيكون بجزء منه من خلال منحة اليونيسف لتعليم طلاب فترة بعد الظهر. بالتالي ما أعلنه الأشقر مجرد ذر الرماد في العيون، للإيحاء للأساتذة بأن مشكلتهم مع الدول المانحة، وبالتالي عليهم القبول بمساعدات الدولة، أي الرواتب الثلاثة. هذا فيما كان يفترض به البحث عن حلول لدعم الأساتذة بالحوافز، ومن أموال اليونيسف المخصصة لفترة بعد الظهر وغيرها، لا تحويل الطلاب إلى ضحايا في صراع لن ينتهي ولا يمكن حله بهذه الطرق العشوائية.وتجدر الإشارة إلى أن تصريح الأشقر استدعى رداً من "لجنة الأساتذة المستعان بهم لبعد الظهر"، وقد صدر عن اللجنة بياناً قالت فيه: "عطفاً على الخبر السابق حول اعلان المدير العام لوزارة التربية عماد الأشقر قرار توقف الدروس بعد الظهر في المدارس الرسمية لغير اللبنانيين، نود تذكير الأستاذ الأشقر أن الأساتذة في الدوام المسائي ما زلوا في انتظار تحصيل الحقوق بمستحقاتهم من الفتات والحوافز المتأخرة عن العام الماضي، والتي لا إجابة حول مصيرها سوى المزيد من الوعود المتكررة والحجج المعروفة (الأخطاء/ السيستام/تصحيح الداتا)".وأضاف البيان: "نود اعلامكم لا بل تذكيركم أننا بدأنا منذ يوم الأمس تنفيذ الإضراب المفتوح في الدوام المسائي حتى الحصول على مستحقاتنا المتأخرة كاملة من جهة، ومن جهة أخرى الحصول على قرار رسمي واضح حول كيفية احتساب الحوافز وبدل النقل عن هذا العام... وتحديد آلية مضمونة لقبض المستحقات المقبلة. إذ بتنا على عتبة انتهاء الفصل الأول لهذا العام المتأزم والدخول بالفصل الثاني، وسط تفاقم الوضع الاقتصادي وازدياد أزمة السياسات النقدية والاقتصادية وعدم وجود أفق لوضع حلول جدية لها".