"لن نتسامح في أي تغيير لقواعد الاشتباك من قبل الحكومة الاسرائيلية الجديدة، التي تضم فاسدين ومجرمين ومتطرفين متشددين، وعلى دول العالم لجم هذه الحكومة عن الاعتداء على المقدسات في فلسطين المحتلة لتجنب حصول حرب في المنطقة". بنبرة حادة وصوت مرتفع وجّه أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، تهديده هذا رداً على التهديدات الإسرائيلية. تجاوز نصرالله حالة التهاب القصبة الهوائية المصاب بها، والتي أدت إلى تأجيله لكلمته التي كان موعدها الأسبوع الفائت. وأشار في ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني إلى أن التعرض للمسجد الأقصى من قبل الإسرائيليين سيؤدي إلى تفجير الوضع في المنطقة ككل. معتبراً أن لا احد سيتحمل اي اعتداء على المقدسات، وقال: "إذا كنتم لا تريدون حرباً ثانية في المنطقة عليكم كبح هؤلاء المجانين. كما جدد نصرالله التأكيد بعدم السماح بتغيير قواعد الاشتباك مع لبنان. لأن الحزب سيكون جاهزاً للذهاب إلى أبعد مدى في المواجهة". وقال: "هذه الحكومة لا تخيفنا على الإطلاق، وربما نتفاءل بتعجيل نهاية الكيان المؤقت على أيدي هؤلاء، من خلال ارتكاب حماقات وأخطاء قد تودي بهم إلى الهاوية. وأضاف: أريد أن أضمّ صوت المقاومة في لبنان إلى صوت فصائل المقاومة في فلسطين لأقول إن التعرض لمقدسات المسلمين والمسيحيين من قبل الصهاينة لن يفجر الوضع في فلسطين فقط بل في المنطقة بأكملها، فنحن حاضرون وجاهزون".الطعن في الظهر والحوارلبنانياً، وفي ملف رئاسة الجمهورية، قال نصرالله إن حزب الله لا يريد رئيساً يدافع عن المقاومة أو يحميها، إنما نطالب برئيس لا يطعن ظهر المقاومة. وهذا يعني أن لا يأخذ البلد إلى حرب أهلية ويؤيد الحوار في لبنان، قائلاً: "حقنا الطبيعي المطالبة برئيس لا يطعن بالمقاومة، والمقاومة في لبنان ليست بحاجة الى غطاء، هذه الصفة للرئيس ليست للمزايدة، بل هذا طبيعي". وبالتالي، فإن الحزب لا يطالب بضمانات من أي رئيس، داعياً إلى ضرورة التركيز على الحوار الداخلي، وإن كان ذلك بناءً على حوارات ثنائية أو ثلاثية كما حصل في الأسابيع الماضية، طالما أن الحوار الموسع لم يتحقق بسبب عدم التجاوب مع دعوة الرئيس نبيه برّي. معتبراً أنه لا يمكن الرهان على المفاوضات الإيرانية الأميركية أو الاتفاق السعودي الإيراني للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية. وهذا يعني أن الانتظار سيطول. ومعتبراً أن ايران لا تتدخل بانتخاب رئيس في لبنان. وإيران أبلغت الجميع أن هذا "شأن لبناني وناقشوا مع أصدقائنا في لبنان". وقال: "لمن ينتظر توافقاً سعودياً- إيرانيّاً، فإنّ إيران لا تناقش الانتخابات الرئاسية ولا تتدخّل في الشأن الداخلي اللبناني، منذ اليوم الأول للمفاوضات النووية الإيرانية وحتى اليوم الأخير، الجمهورية الإسلامية لا تفاوض إلا على الملف النووي، وقد ثبت ذلك خلال السنوات الماضية. ومن ينتظر المفاوضات النووية قد ينتظر عشرات السنين فهل نبقى عندها من دون رئيس للجمهورية؟ وأيضاً من ينتظرون توافقاً سعودياً إيرانياً هم جاهلون".التحالف مع التياروأكد نصرالله أنه لا يمكن انتظار الخارج، لأن كل ما يحكى عن تدخل فرنسي أو قطري، فيه الكثير من المبالغات، حسب المعلومات التي تبلّغ بها. أما عن الإشكال بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ، فشدد نصرالله على ضرورة معالجته، وأنه سيكون هناك لقاءات قريبة. والحزب حريص على العلاقة. وأكد أن الحزب لا يريد الخروج من التحالف. ولكن في حال أراد الطرف الآخر الخروج من التحالف فهذا شأنه، "وأنا قلت لباسيل سابقاً إنه إذا كان محرجاً من الاتفاق والتحالف بإمكانه الخروج منه". لكنه أكد أن الحزب يفضل عدم الحديث في مثل هذه الاختلافات بين الحلفاء على العلن، بل يفضّل بحثها في اللقاءات الداخلية. وهذا ما سيحصل في المرحلة المقبلة. وختم نصرالله قائلاً: "لن ننزع يدنا من يد صديق أو حليف".