2024- 09 - 28   |   بحث في الموقع  
logo قصف يطال مبنى في بيروت.. هل من إصابات؟ logo تفاصيل جديدة عن اغتيال حسن نصرالله.. دور الموساد والتخطيط المحكم logo بالفيديو: لحظة سقوط صاروخ أُطلق من لبنان شرق القدس logo صاروخ من لبنان على “معاليه أدوميم” قرب القدس.. واندلاع النيران logo روسيا تندد باغتيال نصر الله.. و"المحور" يتعهد بمواصلة القتال logo "سأدعم دائمًا إسرائيل"... هاريس عن نصرالله: يداه ملطّختان بدماء أميركية logo هاشم صفي الدين... معلومات عن خليفة نصرالله "المحتمل"! logo تحليلٌ يكشف: خيارات إيران "محدودة" بعد إغتيال نصرالله
"الجديد" و"حزب الله".. معركة الانتقال الى النقيض
2022-12-26 00:56:26

عندما عادت مديرة الاخبار في "الجديد" مريم البسام من لقاء الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بعد انتهاء حرب تموز بأيام قليلة، لامها زملاؤها على حرمانها من مرافقتهم، كما روت في مقابلة صحافية آنذاك، وقال لها مُنتج برامج: "أنا ما في عيش بلاه".
كان نصرالله بشكل خاص، والحزب بشكل عام، يمثل ذروة حلم أي إعلامي في المحطة. وفي المقابل، كانت المحطة صوت الحزب وناسه، وصورة قضيته ومآلاته. أغدقت عليه المحطة بمقدمات وتقارير وتبنٍ لقضاياه، وبادلها الحزب بجمهور عريض، و"سكوب"، وربما بمال، على ما يقول مقربون منه، تعويضاً عن موقف سياسي، قبل حرب تموز، وبعدها.
انقلب كل شيء في 17 تشرين. تبّنت المحطة صوت الشارع الذي طالب بالتغيير، أصمّ الحزب، في المقابل، أذنيه عن صوتهم. له حساباته السياسية التي يدركها الجميع. هو الوحيد القادر على إسقاط النظام، وهو، في الوقت نفسه، أكثر المتمسكين به. يعود ذلك الى قراءة سياسية متصلة بالمنطقة وبالداخل وبمسار ومستقبل ودور الطائفة الشيعية في الحكم. تلك الاسباب التي لم تتبنها المحطة، ولا تعترف بها.
توسعت الهوة بين الطرفين، واستخدمت المحطة في معركتها ضد الفساد، ما أودعه الحزب، أو مقربون منه، في أدراجها من ملفات. ثلاثة ملفات على الأقل، صنعت سمعة المحطة في هذا الجهد، ولم تجد بعدها ما يعادل تلك الملفات ثقلاً.. بغياب من استخدمها في معرض مناكفاته السياسية.
#دكانة_الجديد متغيرة الهوى بحسب الممول ، شاشة صاحبها فاسقٌ و فاسدٌ ،تتكلم عن اعراض اشرف واطهر الناس وعن امهات الابطال الذين رفعوا الرؤوس عالياًخسئت خسئت خسئت …#الجديد_باعت_شرفها
— Sahili Nawar نوار الساحلي (@sahilinawar) December 25, 2022
تضخمت الأزمة، وتحول التنافر بين الطرفين، الى صراع مباشر. اتهمت القناة بتغيير موقفها، والتخلي عن أدبياتها، وخيانة جمهورها. وفي المقابل، عانى الحزب من شماتة خصومه، بسبب الموقف الذي وضعته المحطة فيه. كان التقدير في الصالونات السياسية والردهات الاعلامية، بأن المحطة التي لا يتبعها جمهور مؤدلج، يسهل عليها تبديل موقفها من غير أن تتعرض لمحاسبة. جمهورها من الباحثين عن سبق. تشويق. عرض مثير. سخرية مزخّرة بالتنمّر، في معرض تقديم محتوى أكثر توسعاً مما يجري تناقله في مواقع التواصل. ولا تتردد في مخاطبة أي طرف او مقارعته، بعدما تحررت من صداقة مع بعض أقطاب الشيعية السياسية، أو ممثليهم، كانت متينة حتى عام مضى، أو ربما أشهر خلت.
من هذا المنطلق، لا يمكن اعتبار العرض الساخر الذي قدمته جوانا كركي، شاذاً عن القاعدة. لم تدقق القناة في المضمون، جرياً على عادتها، لكنها تبنّته، واستخدمت جميع أذرعها في الدفاع، بمن فيهم البسام نفسها، للذود عنه.
كان يمكن أن يمرّ العرض بلا ضوضاء، لولا استخدام التعميم في اسقاطات ساخرة، تمثلت في عبارة "فاتوا فينا الانكليز والطليان".. ولكان اعتبر الامر نكتة سمجة، أو حتى سخرية قاسية، لولا وسم نساء المنطقة، مسلمين ومسيحيين، بصفة بيع النفس لجنود غرباء. كانت النكتة بمثابة "سقطة"، تتجاوز حدودها امكانية التجاهل، وتعززت بالاصرار عليها، بما يشبه الصدام وافتعاله، لكشف خباياه.
والخبايا هنا، ألمحت اليها "الجديد" في مقدمة نشرتها المسائية الأحد، حين تحدثت عن "وديان وبرك"، في اشارة الى أزمة بلدة رميش الحدودية.. فيما قارب الحزب الخلاف، بـ"مراكمة المزيد من الشحن السلبي والتطاول"، كما جاء في مقدمة "المنار"، رغم أن خبايا الخلاف أبعد من كونه "اساءة الى الامهات في الجنوب". فالقناة، تُتهم في أوساط بيئة الحزب بأنها تستخدم موظفين من الطائفة، ومن البيئة الجنوبية، وممن كانوا حتى سنوات قليلة خلت، قريبين من المحور، في تموضعها السياسي المعارض للحزب. وليست البسام وحدها في هذه الواجهة.
لم ينبرِ الحزب للرد، عبر نائب عنه هو رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النيابية النائب ابراهيم الموسوي، أو نجل أمينه العام أو مشايخه وعلمائه، من غير خلفيات وخبايا. استخدم الحزب أقانيمه الثلاثة للردّ: الاقنيم النيابي، والناشط الالكتروني، والاقنيم الديني، كل بحسب اختصاصه، لتزخير المعركة.
أصدر رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النيابية النائب الدكتور ابراهيم الموسوي البيان التالي: منذ اللحظة التي بثت فيه قناة الجديد السكتش المهين المشؤوم بحق امهاتنا واخواتنا في الجنوب وكل لبنان احتدم الجدال عبر وسائل التواصل الاجتماعية ما بين اخذ ورد، وسجال محموم خطير وسلبي.
— مركز نسيم (@nasseembek) December 25, 2022
سوقية وسفاهة تلفزيون الجديد لم تتوقف يوما على مشهدأوجملةأو كلمةأو برنامجإنما هذا التلفزيون من أساسه بُني على افتعال الفتن وتأجيجهاكما بُني على الإبتزاز والإبتذال والترويج للمنكرات والمتاجرةبقضايا الناس..وفي نفس الوقت يدَّعي مكافحةالفسادوالنزاهة والوطنية..وهو لم يشم رائحتها يوما
— السيد سامي خضرا (@sayedsamikhadra) December 25, 2022
هال الحزب انتقال المحطة من الخلاف السياسي، الى استهداف بيئته بالسخرية والاساءة. لا يستطيع أن يحتمل استهدافاً مشابهاً، وهو من يرفع لواء الدفاع عن الجنوبيين. من شأن أي تخاذل هنا، أن يهزّ صورته هناك. تلك المعادلة الصعبة، بين مقاربات متصلة بقمع الحريات وخوض معركة شبه خاسرة مع الاعلام، أو التخاذل في الدفاع عن الأعراض، حسب ما ورد في احد النقاشات الالكترونية.
انكسرت الجرة بين الطرفين، ربما لأسابيع مقبلة. أجادت القناة احراج الحزب، باختزال المعركة بنجل الامين العام، وبتحويلها الى سجال بينه وبين مديرة تحرير نشرتها الاخبارية، ابنة الجنوب، ومن وصفت يوماً مقابلة نصر الله بأنها "زينة الحياة الدنيا، وقد وضعتُ خطاً فاصلاً ما قبلها وما بعد بعدها". لم يعد أمام الحزب ما يخسره. ذراعه في الاعلام الآخر، انقطعت منذ 17 تشرين، ويمضي الآن في المعركة قانونياً، حسب ما أعلن ناشطون مقربون منه.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top