2024- 09 - 28   |   بحث في الموقع  
logo قصف يطال مبنى في بيروت.. هل من إصابات؟ logo تفاصيل جديدة عن اغتيال حسن نصرالله.. دور الموساد والتخطيط المحكم logo بالفيديو: لحظة سقوط صاروخ أُطلق من لبنان شرق القدس logo صاروخ من لبنان على “معاليه أدوميم” قرب القدس.. واندلاع النيران logo روسيا تندد باغتيال نصر الله.. و"المحور" يتعهد بمواصلة القتال logo "سأدعم دائمًا إسرائيل"... هاريس عن نصرالله: يداه ملطّختان بدماء أميركية logo هاشم صفي الدين... معلومات عن خليفة نصرالله "المحتمل"! logo تحليلٌ يكشف: خيارات إيران "محدودة" بعد إغتيال نصرالله
"الميلاد" المخنوق بالدولار
2022-12-21 10:57:26

لا يختلف واقع عيد الميلاد عن السنوات الماضية. مشهدٌ واحد مكرر في مختلف المناطق اللبنانية. شوارع مظلمة تنيرها أضواء السيارات وهواتف المارة، زحمة سير خانقة سببها إقبال العائلات لتلتقط الصور التذكارية بالقرب من زينة الميلاد، وليشاركوا في النشاطات المتنوعة المجانية.ساحات خاليةجولة واحدة لـ"المدن" في برج حمود، الجديدة، وبيروت، كفيلة بشرح واقع الميلاد. واقع باهت، رمادي اللون ومكرر. يُشبهنا نحن، اللبنانيين، يشبه ملامحنا المرسوم عليها القنوط والتعب. في برج حمود، لا زينة على الشرفات، حتى الساحة التي اعتدنا على رؤيتها مرتدية زينة الميلاد، لم تكن كذلك. فيما اكتفت الأسواق بتزيين واجهات محلاتها، وبوضع شجرة الميلاد الصغيرة داخل المحل. أما الزبائن فاكتفوا بالتجول على الأرصفة أمام واجهات المحال وداخل المتاجر، كمن يرغب بتمضية الوقت من دون أي هدف آخر. فيرمون بنظرهم على الواجهات المزينة، وعلى الهدايا المتربصة على الرفوف، وعلى متاجر اللحوم والأجبان.. ويكملون طريقهم.
تُرعبهم الأسعار، لا يرغبون بسماع أجوبة لا تعجبهم، فيتجنبون أي نقاش غير مرغوب فيه. أما بابا نويل، فقد حطّ في برج حمود، بالقرب من متاجر اللحوم، يحمل جرساً صغيراً، يدقه أحياناً. لا يتهافت عليه الأطفال طالما أنه لا يحمل الهدايا هذا العام. فتأملوه وأكملوا طريقهم. ربما لم يعد يغريهم رجل الأعياد الفقير. وهو، اكتفى بتأمل وجوه العابرين وذهب بعيداً.البيع بالحبةفي منطقة الجديدة، تكرر المشهد أيضاً. تجولت "المدن" مع الزبائن داخل محلات زينة الأعياد. وعنوان هذا العيد "ما عم نشتري شي جديد". وُضعت أشجار الميلاد أمام واجهة المحل، وأرفقت معها أسعارها التي تراوحت بين 4 ملايين ليرة و15 مليون ليرة لبنانية.
أمام الرفوف، يجول الزبائن، يمسكون بعلبة الطابات الملونة، يتأملون سعرها الذي لامس نصف مليون ليرة، فيعيدونها إلى مكانها. يعجبهم تمثال المسيح مع أمه مريم، يقتربون منه، فيكتشفون أن سعره فاق المليون ونصف المليون، يمتعضون ويكملون طريقهم.
وفي الجهة اليمنى من المتجر، رفوف مخصصة للبيع بالحبة، الطابة الملونة الواحدة بـ25 ألف ليرة، سعر مناسب جداً. وبجانبها، نجمة صغيرة بلاستيكية بـ45 ألف ليرة، أما ورقة المغارة، فالواحدة بـ25 ألف ليرة. هذه الأسعار جذبت الزبائن، فتبضعوا منها.
وبحسبة صغيرة، ولشراء شجرة ميلاد مع الزينة والمغارة، المواطن بحاجة إلى مبلغ يتراوح بين 5 ملايين ليرة لبنانية و25 مليون ليرة، وهذا المبلغ قد يرتفع أو ينخفض تبعاً لحاجة الزبون من الزينة.إقبال مرتفعاعتبرت ميريام حداد، صاحبة محلات "SUNNY HOUSE" لبيع هدايا وزينة الميلاد، في حديثها لـ"المدن" أن حركة السوق تزايدت هذا العام، وإقبال الزبائن ارتفع، فالزبائن بدأوا بتقبل ارتفاع الدولار الأميركي وتقلّب الأسعار المستمر. ولكنها لم تستورد زينة الميلاد من الخارج، بل اكتفت ببضائع الأعوام الماضية وبشراء ما تحتاجه من الأسواق المحلية، وذلك خوفاً من تراكم البضاعة وعدم بيعها.
وشرحت حداد أن الزبائن اليوم يكتفون بشراء الزينة التي يحتاجون إليها فقط، الأمر الذي أدى إلى بيع الطابات الملونة بالحبة. وآخرون يكتفون بالتجول داخل المحل وتأمل الأسعار فقط. في المقابل شريحة أخرى من الزبائن قادرة على شراء كافة احتياجاتها، وهي التي تتقاضى رواتبها بالدولار الأميركي، فجددت هذا العام زينتها كاملةً.الطعام أولاً..تقول السيدة ريتا، إحدى سكان منطقة الجديدة، في حديثها لـ"المدن"، أنها اكتفت بزينة الميلاد القديمة، ولكنها بحاجة إلى الشرائط الملونة فقط. وبالرغم من أن شجرتها تعاني من بعض الكسور في قاعدتها، فهي غير قادرة على اقتناء واحدة جديدة ببضعة ملايين. وتضيف، "اليوم يقع علينا مسؤولية تأمين الطعام والشراب والأدوية، ولم تعد أولوياتنا شراء زينة الميلاد، ولكننا وبالرغم من كل الظروف المحيطة بنا، لا نريد التخلي عن أجواء هذا العيد الذي نعتبره مقدساً، ونريد الحفاظ على ما تبقى منه. وحفاظاً على هذه الأجواء، ما زلنا نحافظ على أجواء محبة العائلة حول المائدة في ليلة الميلاد، ولكننا لن نشتري اليوم الأطباق التي اعتدنا تناولناها سابقاً، سأتخلى عن حبش العيد واللحم، وسأكتفي بأطباق تناسب قدرتي المادية".
أسعار أطباق مائدة الميلاد باتت تفوق الملايين، فعائلة واحدة بحاجة إلى 150$ لشراء حبش العيد المزين بالمكسرات. وفي حال قرروا التخلي عن حبش العيد والاكتفاء بأطباق من اللحم، فإن سعر كيلو اللحم يتراوح بين 400 و450 ألف ليرة، أما أسعار النبيذ فتبدأ بـ200 ألف ليرة، وأسعار كيلو الجبن تبدأ بـ300 ألف ليرة. وأيضاً، تبدأ أسعار قوالب "BUCHE DE NOEL" بـ900 ألف ليرة.التخلي عن الهداياوأمام هول هذه الأسعار، تجنبت العائلات تبادل الهدايا الباهظة الثمن واكتفت بتأمين الاحتياجات الأكثر ضرورةً. تقول السيدة سيلين، في حديثها لـ"المدن"، عن عجزها في شراء الهدايا للعائلة وللأطفال، إن ابنتها المتزوجة بحاجة إلى نجمة صغيرة لشجرة الميلاد، فقررت أن تُهدي ابنتها تلك النجمة بـ45 ألف ليرة. وتضيف: تخلينا عن عادة تبادل الهدايا القيمة والباهظة كالهواتف الجديدة والذهب وغيره.. اليوم نحاول تبادل الأدوية الناقصة بين بعضنا البعض. على سبيل المثال شقيقتي قررت أن تدفع إيجار شقة إبنها كهدية منها، وذلك نظراً للضائقة المادية الصعبة التي يمر بها.
كل الظروف المحيطة بنا تدفعنا إلى القنوط والتخلي عن الاحتفال بأجواء الأعياد السنوية، ولكن زحمة بيروت والبلدات ليلاً، تؤكد أن اللبنانيين متمسكون بخيوط الأمل، ويحتاجون فقط إلى أن يرخي الدولار الخانق قبضته على حياتهم ومعيشتهم.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top