تنتهي ليل الثلاثاء فترة التمديد البالغة عشرة أيام الممنوحة لرئيس حزب "ليكود" بنيامين نتنياهو، لتشكيل الحكومة، وسط توقعات بأن يمتنع نتنياهو عن مطالبة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، بتمديد المهلة لأربعة أيام إضافية، رغم أن مفاوضات الائتلاف لا تزال جارية، والعملية التشريعية الخاطفة التي يسعى معسكر نتنياهو إلى إتمامها قبل تنصيب الحكومة لا تزال مستمرة.لا تمديد
وترجح التقارير أن يخطر نتنياهو الرئيس الإسرائيلي بأنه تمكن من تشكيل الحكومة، ويبذل جهوداً في الأيام السبعة التي يمنحه إياها القانون الإسرائيلي كحد أقصى لتنصيبها - بعد إخطار الرئيس، لكي يضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقيات مع شركائه من الحريديين والصهيونية الدينية، والانتهاء من سن التشريعات التي ستتيح تنفيذ هذه الاتفاقيات الائتلافية.
وتشير التقديرات إلى أن الأسبوع المقبل سيشهد تنصيب حكومة نتنياهو السادسة والأكثر تطرفاً، وذلك مع استبعاد إمكانية أن يطالب نتنياهو بفترة التمديد المتبقية بجعبة هرتسوغ. واعتبرت صحيفة "هآرتس" أن نتنياهو يفضل الإعلان عن نجاحه في تشكيل حكومة وتجنب المزيد من التأخير، خشية أن يرفع شركاؤه من سقف مطالبهم في اللحظة الأخيرة ومحاولة الاستفادة من ضغوط الوقت.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الأحد، عن مقربين من نتنياهو قولهم إن الأخير لن يبلغ الرئيس الإسرائيلي بأنه "تمكن من تشكيل الحكومة"، إلا إذا تم الانتهاء من العمل على جميع الاتفاقات الائتلافية.شراء الوقت
وتشير التوقعات إلى أن نتنياهو ورئيس الكنيست المؤقت ياريف ليفين سيعملان على المناورة لشراء المزيد من الوقت، وذلك من خلال تأخير هذه العملية قدر الإمكان، من دون أن يكون لذلك علاقة بالمسائل العالقة في المفاوضات الائتلافية، ولكن للإنتهاء من عملية تمرير التشريعات التي التزم "ليكود" بسنها حتى قبل أن تؤدي الحكومة الجديدة اليمين الدستوري، لتمكين الائتلاف من تنفيذ الاتفاقات التي تشكل على أساسها.
ونقلت "هآرتس" عن مصادر مطلعة على المفاوضات الائتلافية، أن معظم الخلافات في المفاوضات قد تم حلها، ولم تعد هناك نقاشات جوهرية قد تعرقل مسار الائتلاف المتشكل بين "ليكود" وشركائه، سوى مطالبة رئيس حزب "القوة اليهودية" المتطرف إيتمار بن غفير على مستوى التصريحات العلنية على الأقل، بمنحه حق النقض في اللجنة الوزارية للتشريع أو نيابة رئيس اللجنة، على الرغم من معارضة "ليكود".
في المقابل، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه سيتم تشكيل الحكومة حتى وإن لم يتم حل جميع الخلافات العالقة بين "ليكود" وشركائه من الحريديين والصهيونية الدينية، وذلك بعد أن تقرر تأجيل حلّ معظم القضايا الخلافية إلى ما بعد تشكيلها. وأشارت إلى أن أبرز الملفات العالقة الي سيتم حلها بعد تنصيب الحكومة، هي الصيغة النهائية لقانون تجنيد الحريديين و"بند التغلب" على المحكمة الإسرائيلية العليا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في "ليكود" قولهم إن الحزب يسعى إلى تعجيل عملية تنصيب الحكومة الجديدة لتجنب المزيد من الابتزاز من جانب شركاء نتنياهو الذين يرفعون من سقف مطالبهم ويضعون شروطا إضافية للانضمام لحكومة نتنياهو، كلما شارفت مدة التمديد على الانتهاء.خطر على إسرائيل
يأتي ذلك فيما المخاوف من حكومة نتنياهو المتطرفة تطغى دوليا. ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها السبت، حكومة بنيامين نتنياهو بأنها "تشكل خطراً على مستقبل إسرائيل".
وأشارت الصحيفة أن "الحكومة اليمينية المتطرفة التي ستتولى السلطة قريباً، بقيادة بنيامين نتنياهو، تمثل اختلافاً نوعياً ومثيراً للقلق عن جميع الحكومات الأخرى في تاريخ إسرائيل".
وأضافت "في حين أن نتنياهو يحظى بوضوح بدعم الناخبين الإسرائيليين، إلا أن انتصار ائتلافه كان ضيقاً ولا يمكن اعتباره تفويضاً واسعاً لتقديم تنازلات للأحزاب الدينية المتطرفة والقومية"، محذرة من أن "حكومة نتنياهو تشكل تهديداً كبيراً لمستقبل إسرائيل وتوجهها وأمنها وحتى لفكرة وطن يهودي".
واعتبرت افتتاحية الصحيفة أن وضع الحكومة الإسرائيلية المقبلة يجعل من المستحيل عسكرياً وسياسياً، الوصول إلى حل الدولتين، داعية الإدارة الأميركية بايدن إلى فعل كل ما في وسعها للتعبير عن دعمها لمجتمع تحكمه حقوق متساوية وسيادة القانون في إسرائيل.
وأوضحت أن الحكومة المقبلة التي ستتشكل من الأحزاب اليمينية المتطرفة، تدعو إلى توسيع وشرعنة المستوطنات بطريقة تجعل قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية أمراً مستحيلاً، كما تدعو إلى تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، وهو عمل ينذر بإثارة جولة جديدة من العنف والتصعيد، إلى جانب تقويض سلطة المحكمة العليا الإسرائيلية، ومنح الكنيست إمكانية فعل ما يشاء مع تهميش للقضاء.
وتابعت الصحيفة: "هذه التحركات مقلقة، وعلى قادة أميركا أن يقولوا ذلك. كان الرد الرئيسي لإدارة جو بايدن حتى الآن هو خطاب حذِر من وزير الخارجية أنطوني بلينكين الذي أعلن فيه أن الولايات المتحدة سوف تتعامل مع السياسات الإسرائيلية، وليس الأفراد".
