شدد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال، القاضي محمد وسام المرتضى، على أن "كل ما نحتاجه لبناء لبنان لا يقوم بغير الحوار والتوافق على كلمة سواء". وأكد "إن دعوة دولة الرئيس نبيه بري إلى الحوار تندرج في هذا الإطار، إطارِ المعرفة بأن الكلمة هي المرجعية الإيجابية التي تحل جميع العقد، وتخفض سقف التشنجات والعصبيات".
كلام المرتضى جاء في خلال رعايته وافتتاحه فعاليات الباخرة المكتبة "logos hope" في مرفأ بيروت وفي حضور كابتن الباخرة والطاقم الى جانب عدد من السفراء والهيئات الثقافية والأدبية والتربوية.
ومما جاء في كلمة الوزير المرتضى: "التاريخ القديم دوّن في صفحاته أن مراكب انطلقت من عندنا، من شط جبيل، حاملة إلى بلاد الإغريق، ومنها إلى العالم أجمع، أثمن كنز عرفته الحضارة، هو الأبجدية. وها هو التاريخ الجديد يستعيد صفحاته تلك المشرقة، عبر هذه السفينة التي تجوب المياه حاملة على متنها آلاف الكتب، لتكون مكتبة مائية متنقلة مباحة لجميع الشعوب. وما أروع ما سميت به: Logos hope الكلمة الأمل، وهل من أمل إلا في أن تعلو الكلمة على كل شيء، وتصير سيدة الحياة الإنسانية؟" وقال: "ليست هذه هي المرةَ الأولى التي ترسو فيها سفينة Logos hope في ميناء بيروت. فلقد سبق أن زارت لبنان وأتاحت للمهتمين والمثقفين الصعود إلى متنها والاغتناء بما تحمله من معارف، كما زارت مدناً وعواصم ومرافئ أخرى على امتداد الشطوط. من أجل ذلك، لسائل أن يسأل: ما دامت الوسائل الرقمية الحديثة تسمح لمن يريد بأن يقرأ أي كتاب وهو مستلقٍ في غرفة نومه، فلماذا كل هذا العناء والسفر في دوار البحر وجعل باخرة مكتبة عائمة؟ والجواب عندي أن الرسالةَ التي توجهها هذه السفينة للبشرية جمعاء، هو أن البوارج وحاملات الطائرات والغواصات ليست هي التي تصنع الحضارة مهما احتوت من معدات وتقنيات وعصارة علوم، ذلك لأنها تحمل أشياء الحرب كما قلت في أول الخطاب، وبمعنى آخر إنها تحمل أدوات القتلِ والموت. أما الكتاب فلا يحمل إلا الحياة، والحضارة في حقيقتها سجل الحياة. من هنا تصبح هذه السفينة جسر صداقة بين الشعوب". وألقى كابتن الباخرة، ادوارد بيري، كلمة شكر فيها الوزير المرتضى رعايته وحضوره إفتتاح فعاليات المكتبة التي تجول العالم لتشجيع كل مواطن على المطالعة والقراءة في لغات عديدة للتزود بأكثر والتعرف على ثقافات أخرى". يشار الى ان هذه الباخرة المكتبة تشكل أكبر معرض عائم للكتب في العالم، وهي إحدى سفن الأسطول التابع لمنظمة GBA الخيرية، وقد بدأت رحلات الأسطول منذ العام 1970، وعلى مدار نصف قرن استضافت المنظمة، على متن سفنها، أكثر من 45 مليون زائر في أكثر من 150 دولة وإقليم حول العالم. وستكون أبوابها مفتوحة أمام اللبنانيين، طلاباً ومثقفين ومحبي المطالعة من الساعة 9 صباحاً ولغاية 10.00 ليلاً، وذلك لغاية 3 كانون الثاني 2023، لتشكل جسراً إلى بر العلم والمعرفة.
يذكر، أنها ليست المرة الأولى التي تزور فيها هذه السفينة لبنان، إذ سبق أن رست في مرفأ بيروت في العام 2010.