تشهد بيروت أمسيات موسيقية وغنائية وعروضاً مسرحية في محاولة استعادة بعض من احتفالاتها السنوية التقليدية، خلال فترة الأعياد ووداع كل عام.تحت شعار "أمسيات موسيقى وغناء لَتِتروْحَنْ راس بيروت"، بالتعاون مع مبادرة "حسن الجوار في الجامعة الأميركية في بيروت"، انطلقت سلسلة "الجار للجار" التي تضم عروضاً موسيقية وغنائية في مسرح المدينة في شارع الحمرا.أول العروض كان أمسية شعرية وغنائية جمعت الشاعر طلال حيدر ومغنية السوبرانو غادة غانم، في أجواء أشبه بسهرة ثقافية عرضت فيها مقاطع من فيلم شارك فيه الشاعر بعد انتهاء الحرب مباشرة من اخراج نقيب الممثلين نعمة بدوي، وفيه يرثي الشاعر معالم الأسواق المهدمة ومقاهيها وروادها... وذلك قبل أن يصعد الشاعر طلال حيدر مع المطربة غادة غانم، الى الخشبة، ويجلسا على أريكة في مواجهة الجمهور، ليتبادلا الأحاديث وقصص القصائد التي كتبها وغنتها غانم في عمل أنتج العام 2005 وضم ست أغنيات من ألحان زكي ناصيف وايلي شويري وشربل روحانا والملحن المصري صلاح الشرنوبي، بالإضافة الى أغنية من ألحان غادة غانم، حملت عنوان الألبوم "ريحة شتي". كما غنت غانم قصائد مترجمة للشاعر بالإنكليزية والايطالية برفقة أولغا بولون على البيانو.سبقت الحفلة مسيرة احتفالية، أصبحت تقليداً سنوياً، انطلقت من بوابة الجامعة الأميركية صعوداً إلى شارع الحمراء، برفقة مجموعات كشفية وطلاب مدارس رسمية وخاصة، وتوقفت المسيرة في محطات فنية أحيتها فرقة الكمجاتي في بيت اطفال الصمود في مخيم شاتيلا، وفرقة "العمل للأمل" الموسيقية والأغاني الطربية وصولاً الى درج كنيسة الكبوشية، حيث أحيا "تحالف عاملات الأجنبيات في لبنان" الأغاني الشعبية والفولكلورية لبلدانهن.حُسن الجوار"الجار للجار" عبارة لبنانية شعبية شائعة تبين أهمية الجيرة وقد تبنتها "مبادرة حسن الجوار" في الجامعة الأميركية في بيروت، ووضعتها شعاراً لنشاطاتها وأهدافها التي تستجيب لأولويات سكان منطقة راس بيروت من خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة. كما تشجع المبادرة أعضاء هيئة التدريس والطلاب في الجامعة الأميركية، على الانخراط في القضايا التي تهم سكان رأس بيروت والعمل معهم على محاور اجتماعية واقتصادية ومدينية تنظيمية. مديرة المبادرة والمشرفة على سلسلة العروض الفنية في مسرح المدينة، المهندسة المعمارية منى حلاق، تقول لـ"المدن": "بدأت فكرة الاحتفالات الفنية، بعد ركود طويل طالت البلاد وشعرنا بها في أكثر المناطق حيوية على الصعيد الفني والثقافي في شارع الحمرا، احتفالات الجار للجار هذا العام دعوة للفرح ونبذ العنصرية وتقام في المنطقة التي تعتبر من اكثر المناطق انفتاحاً على مختلف الاثنيات والجنسيات منذ نشأتها العمرانية قبل عشرات السنين. مسيرة الفرح هذا العام كانت مع الأطفال الفلسطينيين والسوريين والعاملات الأجنبيات، بالإضافة إلى الطلاب اللبنانيين من مدارس رسمية وخاصة، كي نذكّر بتاريخية الشارع ونعيد شيئاً من البهجة التي افتقدها بعد السنوات الماضية الصعبة التي مرّت علينا، ونحيّي مسرح المدينة الذي يعتبر جزءاً من ذاكرة هذا الشارع وعروضه الثقافية التي أنتجها منذ بداية التسعينات". "لتتروحن راس بيروت"يتابع برنامح "لتتروحن بيروت" في مسرح المدينة في شارع الحمرا حتى منتصف الشهر الجاري، ففي 19 كانون الأول أمسية بعنوان "شو بحب غنيلك" مع الفنانة أميمة الخليل وفرقة الموسيقى العربية لبرنامج "زكي ناصيف" في الجامعة الأميركية. وفي 20 كانون الأول فرقة "جيلان" مع خالد العبدلله وابنه آدم ومع الموسيقي أسامة الخطيب وابنه إبراهيم. تقدم الفرقة مزيجاً من موسيقى "الرّوك" و"الجاز" والموسيقى الصوفية والطرب الأصيل. تليها في 21 كانون الأول حفلة بعنوان "الثنائي لوتس" Freedom Jazz Dance مع المغنية وعازفة الكونترباص، دونا خليفة وخاتشاتور سافزيان في أمسية "جاز" منوّعة. في 22 كانون الأول أمسية بعنوان "حكي ما تقال" لفرقة "رند" مع المغني وعازف البيانو يوسف أبو حمد والمغنيين ليلى وجمال أبو حمد. ويختتم البرنامج في 23 كانون الأول مع كورال الفيحاء بقيادة المايسترو باركيف تسلاكيان في أمسية بعنوان "ليلة عيد" حيث ستقدّم أغنيات خاصّة من وحي الميلاد المجيد."حاولنا جاهدين أن نتوجه إلى مختلف الأنواع والأذواق الموسيقية، ويكون البرنامج للفنانين المكرسين كما للشباب الواعد بأعماله وحضوره" تقول حلاق، "المهم هو استعادة الفرح والتلاقي، وهذا ما نعمل عليه في مبادرتنا من تنظيم حفلات الى وضع مقاعد على جوانب وزوايا الطرق، أن نلتقي ونتكاتف، هذا ما تحتاجه مدينة بيروت في هذا الزمن الصعب".