2024- 11 - 23   |   بحث في الموقع  
logo خضر طالب حاضر في طرابلس عن “الاعلام في زمن الحرب” logo "استهتار فظيع"... إسرائيل تطال المسعفين أثناء قيامهم بعملهم! logo تحولٌ نوعي وجريء... "رسالة قوية" من جنبلاط! logo فيديو يوثق لحظة نسف منازل في الخيام logo بالفيديو: حريق "هائل" يلتهم مبنى في سن الفيل! logo حَلٌّ يساوم بورصة الصبر logo معركة طاحنة تشتعل في أرض الجنوب وأسلحة الإبادة تدخل الحرب... الملحمة الحاسمة بدأت! logo للمرّة الأولى... "حزب الله" يستهدف موقع "مشمار الكرمل"
نمرود.. خليفة إيميه سيزير
2022-12-09 11:56:03

"أمضيت حياتي أتكلم لغة الآخرين" (نمرود).
في آذار/مارس الماضي كان الوسط الثقافي في أنجمينا، عاصمة التشاد، ينتظر وصول نمرود جنكرانك، أحد أشهر الشعراء التشاديين وأغزرهم إنتاجاً وأكثرهم فوزاً بالجوائز. أما نحن، الدراسين بالعربية، فكنا ننتظر من الشاعر والروائي أن يأتي لنا بالروائي عبدالعزيز بركة ساكن الذي سمعنا أنه سيكون برفقة الشاعر في زيارة إلى تشاد التي ينتمي إليها الأديبان.وصل نمرود وحيداً يجر حقيبة صغيرة، ملبياً دعوة المعهد الفرنسي في أنجمينا. المعهد الذي فتح له نوافذ الجمال أيام دراسته للثانوية وقاده إلى جنة الأدب.أيام دراسته للثانوية كان موفقاً بشكل جلي ويعتقد الجميع أنه سوف يصبح قسيساً، بينما كان يقضي العديد من الساعات في مكتبة المركز الثقافي الفرنسي في وقت عجزت فيه الدولة بكاملها عن توفير مكتبة. الابن المفضل للرجل الذي سرقته القصائد من الكنيسة ومنعته من أن يسلك سبيل والده اللوثري. الجمهورية كانت هشة، والجنود كانوا أكثر عدداً من الطلاب، وصوت البندقية هو الأعلى في بلاد لم تفطم بعد عن مستعمرها، كان الشاعر متردّداً بين الأدب والدين حتى اندلعت حرب أهلية في العام 1979 فاضطر الشاب، الذي لم يعرف سوى الكتب وصيد الأسماك على ضفاف نهر شاري، إلى امتحان المنفى. سافر إلى ساحل العاج، وهناك دخل كلية الفلسفة وتخرج فيها ومارس التدريس لسنوات ثم نشر ديوانه الأول "حجر وغبار" عن بلاد الغبار والحروب. فاز الديوان بجائزة المهنة الشعرية التي تمنحها مؤسسة مارسيل بلستين بلانشيت، واكتشفه الروائي والشاعر الكبير ليوبولد سيزار سنغور، وقدم له منحة ليدرس في فرنسا التي سكنها لغوياً منذ طفولته، وهناك ألف العديد من الكتب؛ دواوين وروايات ونوفيلات كما حاز على جوائز عديدة منها جائزة أحمدو كروما، وأخيراً جائزة أبولنير عن ديوانه pétit éloge de la lumière. في العام 2020، بكل تواضع وأناقة وفصاحة هادئة عُرف بها افتتح اللقاء بقراءة في ديوانه "على ضفاف نهر شاري".لطالما بدا نمرود أصغر من عمره. كان يرتدي بدلة زرقاء وقميصاً أبيض وحول عنقه يلتف شال مزركش ربما اعتاد استعماله في أزقة قرى بيكاري الباردة. هو في الستين من عمره، لكن هيئته تعلن عن رجل دخل عمر النبوة تواً. دارت غالبية الأسئلة حول كتابه "أود أن يكون لي ممكلة بعوامات خشبية" الذي قال فيه:
لأنني يائس
لن نستطيع أن نقطف القصيدة
إلا على الندى،
القمر لا يضاء إلا بشظاياه
ستكونَ لي وَحدي مملكة
مملكة من خشب يطفو..
نَهرا منَ ماسِ
فقط
لأنني يائس.طفولة مثيرة
قبل استقلال تشاد ببضعة أشهر، ولد الشاعر في قرية كيوم في ولاية مايو كيبي في جنوب تشاد في السابع من كانون الثاني/ديسمبر1959. لا يتخلف نمرود عن الحديث عن طفولته في أي لقاء؛ في بهو المركز الثقافي الفرنسي تحدث عن طفولته على ضفاف نهر شاري وعن ذكرياته والخشب الطافي فوق صفحة المياه، وعن الأحجار والغبار والغبار. يقول نمرود: "كل ما أكتبه مصدره طفولتي، أعتمد بشكل كامل على الأحداث والقصص التي عشتها وسمعتها في الطفولة لأكتب"، ويضيف بأنه ترعرع في بيت رجل يقرأ ويكتب بشكل يومي وأن هذا أثر فيه بشكل كبير.رحلة طويلة مليئة بالأسفار والمطبات عاشها نمرود. من طفل صغير يخبره مدرّسه بأنه سوف يصبح كاتباً، فلا يفهم معنى الكلمة ثم يخبره أنه ربما سيصبح صحافياً فينتشي بالفرحة، لأنه يعرف معنى الصحافي، إلى طالب للفلسفة في ساحل العاج، ثم فرنسا والصين والولايات المتحدة بحثاً عن المعرفة، ليقرر العيش أخيراً في بيكاردي محاضراً في الفلسفة حيث يكتب "بابل بابيلون"، ليتحدث فيه عن المنفى وعن ألم العيش بعيداً من الوطن وعن الرغبة في العودة والخوف من العسكر الذين ما زالوا جاثمين على صدر الوطن. المارتينيك
في العام 2006 حصل الشاعر على دعوة انتظرها لسنوات. دُعي ليكون من بين المحتفلين بعيد ميلاد إيميه سيزير، "شاعر الزنوجة" الفرانكوفوني (أصوله من المارتينيك)، في بيته بالعاصمة فور دو فرانس. كان سيزير يحتفل بعيد ميلاده الثالث والتسعين لكنه أراد أن يسمع من شعر نمرود الذي قرأه قبل سنوات وعبر عن إعجابه بما يكتب. في تلك الجلسة استمع سيزير إلى العديد من قصائد نمرود وفي الختام أعلن للجمع أن هذا الشاعر التشادي هو خليفته.في ثلاث جلسات ثقافية للشاعر حضرتها تحدث فيها جميعاً عن ذلك اللقاء الذي يصفه بإحدى أهم الأشياء التي حدثت في حياته. وأضاف في لقائه الأخير بأن سيزير أخبره بأنه وريث فكرة الزنوجة. لقاء دفعه لوضع كتابه "روزا باركس؛ لا للعنصرية"، وكتاب "ايميه سيزير؛ لا للإهانة".بدأ نمرود مسيرته الأدبية بالشعر في العام 1989 وواصل يكتب الشعر ثم الرواية والنوفيلا حتى العام 2021، الذي نشر فيه روايته " الوقت السائل" ومنذ بدايته وحتى الآن وضع أكثر من عشرين عملاً وما زال يواصل الكتابة إلى جانب التدريس.روايته الأخيرة "الوقت السائل" التي نشرها في دار غاليمار، أثارت ضجة بين النقاد الذين حاروا في وضعها في خانة القصة أو الشعر أو الرواية؛ فالعمل يتكون من 17 نصاً يتحدث فيها الكاتب عن سيرته الذاتية في قالب قصصي، وعن أسفاره العديدة وقلقه الذي رافقه من تشاد إلى فرنسا وعن النهر والطفولة. كتبها بلغة شاعرية ولم يبحث عن رابط بين النصوص. وفي مقابلة مع قناة TV5 MONDE Afrique فقرة الأدب، قال الشاعر: "في أي كتابة أهتم بالإيقاع والنظام ترعرعت وأنا أغني الترانيم في القاعات المقدسة وفي مزارع القطن، لذا يهمني الإيقاع والنظام، وهذا ما جعل أغلب أعمالي السردية تحمل نكهة شاعرية".


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top