تتواصل فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ64 في مركز "سي سايد أرينا" في واجهة بيروت البحرية الجديدة في بيروت، وشهدت الندوات عناوين مهمة تناولت تاريخ لبنان وخطط التعافي الإقتصادي، والعربية 24/24 بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.
"تاريخ لبنان الإجتماعي المعاصر"بدأ النشاط بمناقشة كتاب "تاريخ لبنان الإجتماعي المعاصر" للدكتور مسعود ضاهر، وأدار الجلسة القاضي زياد شبيب وشارك فيها كل من الوزير السابق الدكتور جورج قرم ورئيس المجلس الدستوري السابق القاضي عصام سليمان. عرف القاضي شبيب الدكتور مسعود ضاهر قائلا: "هو قيمة وطنية أكادمية، إستاذ الجميع ليس في علم التاريخ وحسب، وإنما بإلتزامه القضايا الوطنية، وبالمبادئ الشخصية التي إعتقنها في الحياة العامة وهو مثال يهتدى".وكان أول المتحدثين عصام سليمان، فتناول المنهجية التي اعتمدت في وضع هذا الكتاب وكيف أن ضاهر شدد في كتابه على رسم مسار الأحداث التي مر بها لبنان منذ عهد الإمارة حتى دولة لبنان الكبير، فقد ركز على "فكرة إعادة تاريخ لبنان في مساره العلمي الصحيح دون التركيزعلى خلفيته"، مشيرا إلى أن "العيش المشترك ليس معززا لأن الناس تعتمد على طوائفها بدلا من الدولة التي تشكل الضمانة الحقيقية للإستمرار والإستقرار".من جهته، قارن جورج قرم "بين لبنان وسينغافورة من ناحية تعددية الطوائف ووهم اللبنانيين"، معتبرا أن "لبنان منكوب وما يذهلني جهل الشباب في تاريخ بلاده"، مشيراً إلى أن المشكلة "تكمن بالتقنيات التعليمية، فقرارالمفوض السامي المتعلق بالطوائف التاريخية يسبب متاعب ويجب إلغاؤه، فلا يمكننا بناء ثقافة عبر وسائل التواصل الإجتماعي والتمسك بفرنسا باعتبارها الأم الحنون ما يدل على انحطاط لدى بعض اللبنانيين".وفي الختام كانت كلمة لمسعود ضاهر شرح "مراحل الإستقلال عن الإستعمار الفرنسي وإبراز ثقته بالشعب اللبناني وقدرة شبابه على تذليل العقابات التي تحول دون التوصل إلى دولة علمانية خارج القيد الطائفي"."العربية 24/24"وفي نشاط المعرض اليوم ولمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، أقيمت ندوة بعنوان "العربية 24/24"، أدارها الدكتور هنري عويس وشارك فيها كل من يحيى جابر وهادي زكاك ومنير الحافي.بدأ عويس بتوجيه الشكر "لرئيسة النادي الثقافي العربي سلوى السنيورة بعاصيري وكل من جاء ملبيا الدعوة من ناشرين ومكتبات وباحثين وأدباء"، مستعرضا خمس مفردات تعبر عن اللغة العربية وهي الوقت والمناسبة والسجل والعاطفة والثقافة.بدوره، أشار منير الحافي إلى أن "منظمة الأونيسكو إعتمدت يوم الثامن عشر من كانون الأول من كل سنة يوماً للغة العربية، لإذكاء الوعي بتاريخ اللغة وثقافتها وتطورها كما يقول الموقع الالكتروني للأمم المتحدة باللغة العربية، مذكرا بدور الرواد اللبنانين في اللغة"، قائلاً: "إن العربية لم تمت أبدا ولم تضعف منذ نشأتها، والعربية الفصحى ستبقى وسنبقى نحتفل مع الأمم المتحدة ومع النادي الثقافي العربي كل سنة، باليوم العالمي للغة العربية".من جهته، تناول صانع الأفلام الوثائقية، هادي زكاك، تطور اللغة المستخدمة في الوثائقيات والتخلي التدريجي عن الفصحى، مشيراً إلى أن "السينما انتقلت مع الحرب من سينما كانت تطغى عليها اللهجة المصرية إلى سينما عادت تتكلم بلهجتها الأم وليس فقط لغتها"، وعرف اللغة بأنها "مكون أساسي من الشريط الصوتى للفيلم وليس فقط مكوناً معلوماتياً أو سردياً بل هي أيضاً جزء من الموسقى والخصوصية".أما المسرحي يحيى جابر فتحدث عن تجربته مع اللغة العربية منذ الصغر إلى حين دخوله المسرح، حيث كان يكره اللغة أثناء الدراسة وكان مجبراً على تعلمها. واشارالى أنه "بقي كارهاً للغة إلى حين دخوله المسرح، حينها تغيرت نظرته وأدرك أهميتها وجمالها خاصة في القرآن الكريم". "خطط التعافي الإقتصادي" وكان النشاط الثالث والأخير اليوم ندوة بعنوان "خطط التعافي الإقتصادي إزاء المأزق المالي والنقدي"، أدارتها سلوى السنيورة بعاصيري وشارك فيها كل من الدكتور منير راشد والدكتور نسيب غبريل.استهلت السنيورة بعاصيري اللقاء بعرض ما وصفته "علامات الوهن والإنهاك على وجه لبنان وإقتصاده الذي طالما زعمنا أنه قادر على التكيف والإبداع"، مستشهدة بتقرير البنك الدولي الذي وصف الأزمة بأنها "من بين أسوأ ثلاث أزمات يمر بها العالم"، متسائلة عن "دور السلطة الموكلة بمعالجة القضايا والتصدي لها استباقيا حيث لا نستشعر سوى الصمت حول مفاعيل هذه الأزمة على المجتمع والإقتصاد والفرد".ولفت منير راشد إلى أن "الخطة المالية تؤثر في المواطن وعلى الإقتصاد وأغلب الناس ومنهم وزراء ونواب يعرفون محتوى الخطة كون الدولة تُعطي الوجه الحسن للخطة وليس السلبي"، مشيراً إلى أن "الأسباب الرئيسية للأزمة هي العجز وعدم توافق السياسات مع ثبات سعر الصرف والفوائد المرتفعة وتمنع الحكومة عن سداد سندات اليورو بوندز بشكل مفاجىء وعدم وضع قيود على السحوبات ما أدى إلى نسف الإحتياطي الذي بلغ عام (2019)32 مليار دولار ما دفع البنك المركزي إلى وقف منح السيولة للمصارف". ورأى أن "الحل والخطة البديلة تتطلب إعطاء ضمانات للمودعين وحل مشكلة الثقة والسيولة والتحرير الكامل لسعرالصرف مما يعيد التوازن للأسواق المالية ويُعيد الثقة بالمصارف ويعزز القدرة التنافسية ويدعم النمو الإقتصادي ويخلق فرص عمل ويؤمن دخول رؤوس الأموال من الخارج، وإعادة جدولة إلتزامات لبنان وأصوله المالية كبديل للكابيتال كونترول، وخصخصة الإدارة على أسس ومعاييرعالمية وفرض الضرائب عليها وتحويل صناديق الضمان إلى صناديق نقدية".من جهته، رأى الدكتور نسيب غبريل أن "جذور وأسباب الأزمة تتلخص بسوء إستخدام السلطة وإدارة القطاع العام وإدارة الأزمة والصفقات والمحسوبيات، ما أثر في الثقة الدولية وتدفق رؤوس الأموال، إضافة إلى مشكلة الكهرباء والإتصالات والتهرب الجمركي وإقرار سلسلة الرتب والرواتب وعدم وقف التوظيف في القطاع العام، وكذلك إستمرار دعم السع لمصلحة المحتكرين والتخلف عن سداد سندات اليورو بوندز، معتبرا أن المشكلة الأساسية تكمن في هوية الإقتصاد اللبناني وما إذا كنا نريد إقتصادا يحترم فصل السلطات ويمنع التهريب أولا؟".وزار المعرض مئات الطلاب من مختلف المدارس.