لم يكن ما يوجب هذا النصّ، لولا ضرورة لفت انتباه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (في حال فاته الإنتباه) الى مدى السفه الذي بلغته ماكينة سياسية وإعلامية تركن حصرا الى الشتم والقذف والضلال والغيّ والدعاية النتنة، حبلى بالخواء واللغو والجهل، متأثرة، يا للأسف، بمن نشأ بين أوراق المجلات الفنية الهابطة وثناياها.
بلغت تلك الماكينة - المنصّة قعرا لا قعر له، في استخدامها عناوين رخيصة ومفردات سوقية وتعابير صدئة. خالفتْ الأخلاق الإعلامية وأبسط قواعد المهنة. استحالتْ منصة للترويج لخطاب الكراهية والتنميط ومختلف أصناف التنمّر والجوائد.
ظَنُّ القيّمين عليها أن قلّة الأخلاق والأدب معينٌ لهم في حجب عيب الجهل والغباء.
فيا دولة الرئيس ميقاتي، الخلاف السياسي، مهما اشتدّ وبلغ، لا يوجب أو يبرّر للمُبعثرين من حولك هذا الكمّ من الكراهية والبغضاء والحقد والظنّ الذي هو إثم.
وعلى ما قيل "الرشد لغة ضد الغيّ والضلال، ضد السفه وسوء التدبير".
سقى الله زمن خلدون الشريف، المُخاصِم برقيّ وأدب!