يشهد اتحاد بلديات الفيحاء موجة غضب تمتد بين الموظفين الذين دخلوا الشهر الثاني من دون تقاضي رواتبهم الزهيدة. في حين علمت "المدن" أن محاولات تجري من قبل رئاسة الاتحاد لاستغلال هذه الاحتجاجات مقابل مطالبة بلديتي طرابلس والميناء بتسديد ديونهما المتراكمة للاتحاد. ويتساءل كثيرون إن كان ما يناهز نحو 170 موظفًا سيتحولون إلى ورقة تجاذب بين بلديات ورئاسة اتحاد يغرق بالشبهات المالية.
تحركات الاطفاء في هذا الوقت، أقدم عناصر فوج الاطفاء في طرابلس على قطع الطريق أمام اتحاد بلديات الفيحاء، وهم يتبعون له إداريًا وماليًا، ويبلغ عددهم نحو 50 عنصرًا من أصل 170 موظفًا. في حين يقر رئيس اتحاد بلديات الفيحاء حسن غمراوي في حديث لـ"المدن" بعدم دفع رواتب الموظفين منذ نحو شهرين، ويشكو من "إفلاس" صندوق الاتحاد، معللًا الأمر بشح التمويل المادي الذي تقدمه وزارة الداخلية. ويتهم بلدية طرابلس بالتسبب بأزمة انقطاع رواتب الموظفين، "لأن لنا في ذمتها ما لا يقل عن 35 مليار ليرة، إضافة إلى 9 مليار ليرة في ذمة بلدية الميناء". وهذان المبلغان، وهما جزء من بدل خدمات الكنس والإطفاء وتوفير المحروقات، وفق غمراوي، "كفيلين بدفع رواتب الموظفين".
ويقول أحد عناصر الإطفاء لـ"المدن" أثناء تنفيذ الاعتصام، أن ثمة تراكمات من بدل النقل لم يسددها الاتحاد لهم منذ أشهر، ويعملون في ظروف سيئة وخطيرة كما لو أنهم في السخرة بلا مقابل.
ويشير أحد العناصر إلى أن معظمهم يحتاج يوميًا ما لا يقل عن 150 ألف ليرة للتنقل إلى العمل، بينما بدل النقل المرصود لا يتجاوز 64 ألفًا لا يحصلون عليه. كما أن رواتبهم التي كانت تقدر قيمتها بنحو 1500 دولار، أصبحت أقل من 50 دولاراً ولا يحصلون عليها أيضًا.
وما أثار غضب عناصر الإطفاء، وفاة أحد زملائهم المتقاعدين قبل أيام، نتيجة جلطة دماغية، ورفضت المستشفيات إدخاله من دون دفع مبلغ ضخم، إذ إنه لا يحظى بتغطية صحية رغم خدمته لنحو 40 عامًا. مناشدات وتحذيرات ويرفع العناصر، أبناء اتحاد الفيحاء الذي يضم بلديات طرابلس والميناء والبداوي والقلمون قائلين "نحن نفديكم بدمائنا وأرواحنا، ونحن ندخل جبل النفايات لإطفاء الحرائق ونستنشق المواد المسرطنة لنردها عنكم، لكننا لم نعد قادرين على العمل بظروف مذلة، إلى أن وصل الأمر بالاتحاد ليقطع رواتبنا عنا".
ويحذر العناصر وزارة الداخلية وبلديات الفيحاء باتخاذ اجراءات تصعيدية، إذا لم تتخذ حلول فورية، وعلى رأسها: تغطية نفقات دخولهم المستشفيات مع عائلاتهم، وتسديد رواتبهم ومضاعفتها أسوة بسائر موظفي الدولة، إضافة إلى تأمين المحروقات لآلياتهم.
وفي ظل التحديات الكبيرة التي تعصف بالبلديات واتحاد الفيحاء، يخفف غمراوي من مأساة عناصر الإطفاء والموظفين باعتبار أن "كل اتحادات بلديات لبنان تعاني من أزمات مادية"!. وفيما تغيب الشفافية عن إيرادات ونفقات اتحاد بلديات الفيحاء، يقول غمراوي: "نحن نحصل فقط على مليار و٧٠٠ مليون ليرة من وزارة الداخلية، وبالكاد تغطي جزء من كلفة المحروقات". أما الحل الأسرع لأزمة انقطاع رواتب موظفي الاتحاد، فهو برأيه: "أن تسدد بلدية طرابلس ديونها إلى الاتحاد خصوصًا أن فيه وفرة تقدر بنحو 100 مليار ليرة. وأن تعيد وزارة الداخلية النظر بآلية تمويلها لصناديق البلديات، وتعمل على مضاعفة مخصصاتها".