تجّمع اليوم أهالي الموقوفين اللبنانيين في سجن الوثبة الإماراتي في أبو ظبي، أمام السراي الحكومي مثقلين بالهمّ والقلق على مصير أفراد من عائلاتهم بعد أن تمت إدانتهم بتهم الإنتماء إلى التنظيمات الإرهابية، والحكم عليهم بالسجن المؤبد، بهدف الضغط على السلطات اللبنانيّة للتوسط مع الجانب الإماراتي لإطلاق سراحهم وتخفيض عقوباتهم.
أحكام مؤبدةوكانت السلطات الاماراتية قد اعتقلت 10 لبنانيين منذ عام 2013 لادانتهم بالتعامل والتخابر مع حزب الله وإيران إلى جانب تبييض الاموال لصالح إيران، وقد أطلقت سراح عدد منهم في بداية شهر أيلول الفائت، ومن بينهم حسين علي نحال ومحمد نحال، من بلدة جبشيت.
ولا يزال 8 سجناء داخل سجن الوثبة الإماراتي وهم: عبدالله هاني عبدالله (الخيام، اعتقل عام 2013 وحكم بالسجن المؤبد)، علي حسن مبدر (صيدا، اعتقل عام 2014 وحكم عليه بالسجن المؤبد)، أحمد مكاوي (طرابلس، اعتقل عام 2014 وحكم عليه بالسجن 15 عاماً)، عبدالرحمن شومان(كفردونين، اعتقل عام 2018 وحكم بالسجن المؤبد)، أحمد فاعور (الخيام، اعتقل عام 2019 وحكم بالسجن 15 عاماً)، فوزي دكروب (بيروت، اعتقل عام 2019 وحكم بالسجن المؤبد)، وليد إدريس (البقاع، اعتقل عام 2020 ولا زال قيد المحاكمة)، ناجي ناصر (صيدا، اعتقل عام 2020 ولا يزال قيد المحاكمة).
مناشدات واسعةتقول فريال والدة المعتقل عبد الرحمن شومان، وقد شاركت صباحاً في التحرك أمام السراي الحكومي للمطالبة ببراءة إبنها: "عمل إبني أكثر من 17 عاماً في تدريب الأمن الاماراتي، وفجأة اتهمته السلطات الاماراتية بالتعامل مع حزب الله. لا دخل لنا بأي حزب سياسي، ولا ننتمي إلى أي جهة سياسية. اتهم ابني بتهم عديدة ومنها التعامل مع ايران وحزب الله، والتخطيط لاغتيال بعض الشخصيات السياسية والاعلامية، ثم اتهم أيضاً بتبييض الاموال، وحكم عليه بالسجن المؤبد بعد اتهامه بانه زعيم منظمة ارهابية تابعة لحزب الله. ومنعنا من تأمين أي محام له من خارج الأراضي الاماراتية، ومنعنا من التواصل معه لعدة أشهر متواصلة."
وتضيف فقيه لـ"المدن"، حاولت التواصل مع كل الجهات المعنية، ولم تتدخل أي جهة سياسية لمساعدتنا، فتوجهنا نحو الشارع لايصال أصواتنا، وعينت له محام اماراتي ودفعت اكثر من 25 ألف دولار ولكنني لم أحصل على أي نتيجة. أحفادي يطالبون بابيهم اليوم وانا لا أرغب سوى برؤية إبني بصحة جيدة. وتختتم قائلة" لا يوجد ما هو اقسى من فراق الإبن، فأنا لم أعتد على فراقه، وصرت أتجنب تناول أوتحضير كل المأكولات التي يحبها..ولا انتظر سوى رحمة الله...
قضية معقدةفي هذا السياق، تواصلت "المدن" مع المحامي محمد صبلوح، وهو وكيل المعتقل أحمد مكاوي، للاطلاع على تفاصيل القضية. وقد اعتبر صبلوح ان هذه القضية معقدة جداً، وأنه حول ملف مكاوي إلى الجهات الدولية لمساعدته على اطلاق سراح موكله بعد أن حكم 15 عاماً، وقد أكد في الفترة الماضية تعرض موكله للضرب ومنعه من التواصل مع عائلته، إلا أن هذا الملف متوقف حالياً ولا معلومات جديدة فيه".
يعتبر هذا الملف من القضايا المعقدة داخل لبنان، وذلك نظراً لحساسية هذا الملف وللتهم الموجودة فيه، فيما تؤكد عائلات المعتقلين أنها "ستظل تناشد كل الجهات المعنية للوصول إلى الحرية، وستقوم بتحركات مستمرة أمام السفارة الاماراتية خلال الفترات القادمة".