أجلت الولايات المتحدة جميع الموظفين المدنيين في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرق سوريا، كما أعلنت عن تقليص عدد الدوريات المشتركة مع قسد التي تستهدف مكافحة وجود تنظيم "داعش" خشية عملية برية تركية.
وقال موقع "المونيتور" الأميركي إن الإجلاء شمل جميع الموظفين المدنيين الأميركيين بما في ذلك الدبلوماسيين باتجاه مدينة أربيل عاصمة كردستان العراق، موضحاً أن الإجلاء جاء بسبب الضربات التركية التي باتت تطاول المرافق الحيوية والبنية التحتية لقسد شمال شرق سوريا، ولا سيما المنشآت النفطية ومحطات الطاقة.
ونقل الموقع عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس قوله إن "الضربات التركية شكّلت خطراً على سلامة الأفراد الأميركيين الذين يعملون في سوريا"، لكنه رفض الإدلاء بأي معلومات حول مغادرة الموظفين سوريا، قائلاً إن "واشنطن لا تعلّق على حركة الأفراد الأميركيين".
كما رفض المتحدث التعليق حول ما إذا كانت واشنطن تبذل جهوداً للوساطة بين قسد وأنقرة من أجل منع عمل بري تركي بات وشيكاً، فيما نقل الموقع عن مصادر مطلعة قولها إن "تركيا ترفض جميع جهود الوساطة وحسمت طريقها في الذهاب إلى خيار الحرب البرية ضد الوحدات الكردية".
وأكد برايس أن واشنطن تعارض العمل العسكري التركي الذي يهدد الاستقرار والتقدم الذي أحرزه التحالف الدولي في مواجهة "داعش". وقال: "لقد أخبرنا شركاءنا الأتراك والسوريين المحليين (قسد)، بمخاوفنا على تأثير التصعيد على تلك الجهود وعلى المدنيين على جانبي الحدود".
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية الثلاثاء، إنها قلّصت عدد الدوريات العسكرية المشتركة مع قسد بسبب الضربات الجوية التركية في المنطقة. وقال المتحدث باسم الوزارة باتريك رايدر للصحافيين، إنه في الوقت الذي لم تتوقف الجهود الأميركية لمكافحة "داعش"، تعيّن تقليص عدد الدوريات المشتركة مع قسد بسبب تخفيض الأخيرة لدورياتها.
واعتبر رايدر أن عملاً برياً تركياً في شمال شرق سوريا، سيهدد ما أُنجز في سبيل مكافحة التنظيم المتطرف، لافتاً إلى أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن سيتحدث مع نظيره التركي خلوصي أكار قريباً في هذا الخصوص.
وفي السياق، أكد القائد العام لقسد مظلوم عبدي أنه لا يزال قلقاً من عملية عسكرية وشيكة ضد قواته رغم التطمينات التي تلقاها من الولايات المتحدة. وطالب عبدي واشنطن ب"رسالة أقوى"، مشدداً على انه يأخذ التهديدات التركية على محمل الجد وخصوصاً بعد التعزيزات التي دفع بها الجيش التركي نحو الحدود والتي وصفها ب"غير المسبوقة".
وقال عبدي إنه "لن يعوّل" على الدفاعات الجوية التابعة للنظم السوري "الضعيفة نسبياً" لإيقاف الضربات الجوية التركية، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
وتأتي تصريحات عبدي بعد طلب قدمته قسد لروسيا من أجل التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري يقضي "حماية" المناطق التي تسيطر عليها، بحسب ما أفاد به المتحدث الرسمي باسم قسد آرام حنا لوكالة "نوفوستي" الروسية. وقال حنا: "لدينا لقاءات مستمرة ومهمة مع الجانب الروسي، لكن لم نتلق منهم سوى مساع لخفض التصعيد في إطار الحفاظ على الاستقرار ومنع وقوع أي عدوان".