بعد خمس مجموعات قصصية وضعت اسمها ونتاجها الابداعي في خريطة السرد الفلسطيني والعربي بقوّة، وأهّلتها للفوز بـ"جائزة الملتقى للقصة العربية القصيرة" العام 2019، صدرت قبل أيام عن دار راية للنشر والترجمة المجموعة الشعرية الأولى للقاصة والشاعرة الفلسطينيّة شيخة حليوى، موسومةً بـ"الهوّةُ التي هي أنا".في عملها الجديد تستلهم حليوى ذاكرة المكان الأول؛ مسقط رأس الكاتبة ومكان الطفولة والوعي البكر، وهو هنا قرية بدوية اسمها "ّذيل العِرج" على سفوح جبال الكرمل، التي جرى هدمها وتوزيع اهلها على عدة مدن وتجمعات سكانية العام 1992. في هذا الاستلهام تستعيد الشاعرة مكانها الاول بشخوصه وأحداثه ويومياته عبر الاتكاء على سيرتها الذاتية التي تحضر بوصفها النبع الذي تصدر عنه قصائد المجموعة كلها، بحيث تشكّل نصوص المجموعة واجواؤها نوعاً من سيرة ذاتية موازية ومزدوجة؛ سفرٌ في المكان وترحالٌ بين سفوح الكرمل ويافا التي تقيم فيها الشاعرة منذ ثلاثين عاما، وسفرٌ آخر بين الطفلة التي ولدت هناك وعاشت طفولتها في ظروف بالغة الصعوبة والمرأة الكاتبة التي تحققت بعد ذلك، عبر التمعن في هذه التجربة ومساءلتها في عالمها الادبي؛ الشعري والسردي.يُذكر أن مجموعة "الهوة التي هي أنا" تقع في 110 صفحات، وتشتمل إلى جانب النصوص، على صور من ارشيف الشاعرة العائلي والشخصي.