نظّمت لجنة GPA للسياحة (لجنة التنفيذ والاقتراحات) في تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين RDCL، حوارًا حول موضوع السّياحة، بهدف اقتراح خطّة موحّدة قائمة على موقف القطاع الخاصّ حول إعادة إحياء القطاع السّياحي الحيويّ في لبنان. وتمّ عقد هذا الحدث في تاريخ ١٥ تشرين الثّاني، ٢٠٢٢، في مقرّ التّجمّع في وسط بيروت.
افتتح الحدث السّيد جو بولس، مسؤول لجنة السياحة GPA، بالتّعريف عن اللجنة وأهدافها، مشدّدًا على قيمة تبادل الأفكار واقتراح مشاريع يمكن تنفيذها في القطاع السّياحي، وذلك بمساعدة التّجمّع ومساهمته الفاعلة.
وتناولت السّيدة رولا عجوز، المخطّطة الاستراتيجية للسياحة المستدامة، موضوع السّياحة الثّقافية في لبنان، حيث عرضت حلولًا تمكّن من إعادة النّهوض بهذا القطاع. وشدّدت على أنّ لبنان يمتلك إرثًا غنيًّا جدًّا بالمواقع الأثريّة والمعالم التّاريخيّة، والّتي لم يتمّ الكشف عنها بعد خوفًا من استغلالها أو حتّى من تدميرها. بالإضافة إلى ذلك، عدّدت المشاكل الحالية كغياب الدعم والتمويل، والبنى التّحتيّة الضعيفة، كما والتّلوث المتزايد. وكحلّ لهذه المشاكل، شدّدت السّيدة عجوز على أنّ السّياحة المحليّة هي حيويّة للغاية، محدّدةً أنّها يجب أن ترتكز على المناطق الفقيرة والمهملة لأنّها تمتلك الإمكانات لكي تصبح نقاط جذب أساسيّة. وعلاوة على ذلك، أوضحت أنّه يمكن إعادة النّهوض بمنطقة بأكملها عبر أعمال بسيطة جدًّا كتنظيف الطرقات، والزراعة، والتّزيين، والتّرويج. وكمثال على ذلك، ذكرت غابات عكار، وحرج الصنوبر في بيروت، وشارع بشارة الخوري، وغيرها من المواقع الّتي اتّضح أنّها مواقع ثمينة للغاية. وأخيرًا، اختتمت السّيدة عجوز عرضها بالتّكلّم عن ضرورة إيجاد حلول مستدامة، مشدّدةً على وجوب جمع البيانات غير الموجودة عن المعالم التاريخيّة اللبنانية.
من جهته، عرّف السّيد عمر صقر، رئيس جمعيّة درب الجبل اللبناني (LMTA)، بالجمعيّة وهي درب مجتمعيّ يمرّ بمجموعة غنيّة من القرى اللبنانية ذات الثقافات والخلفيات المتنوّعة. وذكر أنّ الجمعيّة تمكّنت من جعل الدرب متاحًا لذوي الاحتياجات الخاصّة. إضافةً إلى ذلك، شرح أنّه عبر الشراكة الدولية مع عدّة مؤسّسات حول العالم بما فيها سويسرا، تعمل جمعيّة LMTA على توسيع نطاق الدرب وعلى جذب عدد أكبر من محبّي الطبيعة من جميع أنحاء العالم. وأخيرًا، ذكر السّيد صقر المحاور الثلاثة الّتي يمكن لتجمّع رجال وسيدات الأعمال مساعدة الجمعيّة بها، ألا وهي تطوير السّياحة الزراعية، وتدريب المرشدين السّياحيين، كما وتسهيل الحركة السّياحة لذوي الاحتياجات الخاصّة.
أدار السّيد جو بولس المناقشة الّتي تلت العرضين، والّتي تواجد خلالها عدّة جهات فاعلة في القطاع السياحي كما وأعضاء التّجمّع. وقد شارك الحاضرون أراءهم وقدّموا عدّة اقتراحات، كما وشدّدوا على الأهمّية البالغة لتثقيف الأطفال عن تاريخ لبنان، كون العلم والمعرفة يشكّلان حلًّا أساسيًّا لمشاكل كثيرة في هذا القطاع، وكونهما أيضًا يساهمان في جعل اللبنانيين يحترمون ويحافظون على الطّبيعة وعلى المعالم التّاريخيّة.