رحل الموسيقار المصري محمد سلطان بعد صراع مع المرض، وهو ولد في الإسكندرية عام 1937، ونشأ في بيت ثقافة وفن، فأبوه الحكمدار في الشرطة كان محبا للقراءة ولديه مكتبة كبيرة في البيت ووالدته، وهي لبنانية من آل كامل من بكفيا، تعزف البيانو باقتدار وكذلك العود وانتقلت للابن عدوى الفن فأحب العزف على البيانو والعود منذ طفولته حتى أجادها في صباه، ومثلت له الأم داعما فنيا ونفسياً. حصل على ليسانس الحقوق عام 1960، لكنه لم يمارس المحاماة، لجأ إلى التمثيل، ثم بدأ التلحين، له أعمال كثيرة لكبار المطربين مثل فايزة أحمد وهاني شاكر وميادة الحناوي وعلي الحجار ومحمد الحلو.يقول الكاتب فارس يواكيم سنة 1964، تزوج محمد سلطان وفايزة أحمد، رغم فارق السن (كانت تكبره بسبع سنوات)، والفوارق الاجتماعية والثقافية ومقدار الشهرة. لكن الحب جمع بينهما، حب الآخر وحب إبداعه. وغنت فايزة أحمد العديد من ألحان محمد سلطان، ومنها: "آخد حبيبي" و"العيون الكواحل" و"خليكو شاهدين" و"مال عليّ مال" و"ياما انت واحشني" و"أحبه كثيرا" وقصيدة نزار قباني "رسالة من سيدة حاقدة".
بالإضافة إلى ذلك قام بالاشتراك في الموسيقى التصويرية في عدد من الأفلام السينيمائية منها "الراقصة والسياسي" و"سمارة الأمير". وشارك الموسيقار فريد الأطرش بالتمثيل في فيلم يوم "بلا غد" عام 1962 من إخراج بركات.
ومؤخرًا كشف سلطان، عن تفاصيل عمله وزواجه من فايزة أحمد، مؤكدًا اعتزازه وحبه الكبيرين للنجمة الراحلة قائلاً: "تزوجت عن قصة حب من الفنانة "مكوناش بنستغنى عن بعض".. كانت غالية عليا وإنسانة قوى وعطوفة وبتحب الناس".
وعن علاقته بعبدالحليم حافظ، قال: عبدالحليم جالى قبل ما يموت بفترة صغيرة الساعة 4 صباحا كنت نايم وصحوني وقالولي عبدالحليم موجود، وقال تاخرنا وينبغي أن نتعاون، وبدأنا بالفعل في أغنية "أحلى طريق في دنيتي" لكن القدر لم يمنحه الفرصة لاتمام الأغنية، ولاحقا عدلت فيها لتناسب فايزة أحمد، كما أن القدر حال بين تعاوني مع كوكب الشرق أم كلثوم أيضا".
وكان محمد سلطان دائم الحديث عن وقوف محمد عبد الوهاب بجواره، حيث ساعده في الدخول لعالم صناعة الموسيقى. كما له العديد من الأعمال والبصمات الفنية المميزة مع عديد من النجوم.