2024- 11 - 24   |   بحث في الموقع  
logo بيان للنواب التغييريين حول قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت: لحظة حاسمة في تاريخ العدالة الدولية logo مبعوث أممي: تجنب إقحام سوريا في صراعات لبنان وغزة "ضرورة ملحة" logo نتنياهو يعرض "مكافأة مالية ضخمة" لمن يقدم معلومات عن رهائن غزة logo جنود اسرائيل يتسللون لطعن "خاصرة الجنوب"... أُم المعارك تلتهب وخمس بلدات الى "لائحة التدمير"! logo الحصيلة ارتفعت… إليكم عدد شهداء “غارة البسطة الفوقا” logo بالصور: الأشغال”: نعمل على تعزيل وتنظيف مجاري مياه الامطار logo رئيس اتحاد بلديات الدريب الأوسط ناشد المعنيين تأمين الأمن والاستقرار لعكار logo عدّاد شهداء الغارة الإسرائيلية على البسطة إلى ارتفاع
حملة التلقيح ضد الكوليرا بالبقاع: اللبنانيون يكابرون واللاجئون يتقبّلون
2022-11-13 13:56:12

في المخيم رقم 071 ببلدة سعدنايل البقاعية، حيث تقطن 65 عائلة بـ45 خيمة جمع بعضها أكثر من عائلة مع عدد كبير من الأطفال، الذين يتنقلون بأرجائه حفاة القدمين، اجتاحت المياه الآسنة ورائحتها الممرات الضيقة بين الخيم، والتي تشكل ملاعباً لهؤلاء الأطفال، وتسلل بعضها حتى إلى داخل الخيم، نتيجة لعطل طرأ على خط الإمداد الرئيسي الذي كان يصرفها من مخيمهم. المشهد يبدو سريالياً في المكان، وخصوصاً أنه يتزامن مع سيطرة شبح الكوليرا، الذي وعدتهم وزارة الصحة عبر فرقها التي انطلقت في حملات التلقيح منذ صباح السبت، أنها آتية لوقف مساره التصاعدي ومنع تفشيه بأوساطهم. هذا في وقت حاول الأهالي عبثاً أن يوصلوا صوتهم إلى الجمعيات المعنية، أو للبلدية، أو حتى العمل بأيديهم على إصلاح العطل المستمر منذ 15 يوماً. فرمت البلدية المسؤولية على الجهات المانحة، فيما الأخيرة لا ترد على اتصالات سكان المخيم طيلة أيام الأسبوع، وكأن كل أيامها عطلة. وفي وقت إنهالت عليهم منشورات التوعية عبر وزارة الصحة والمنظمات العالمية، والمتضمنة سبل محاربة الكوليرا فردياً بإلتزام الحد الأدنى من معايير النظافة المنزلية.ثلاثة معاييرهذه المشاهدات تسنت لنا خلال انتظارنا لوصول الفرق التي كلفت بتنفيذ حملة التلقيح ضد وباء كوليرا. والتي انطلقت صباح يوم السبت في زحلة وقرى قضائها بالتعاون مع جمعية MEDAIR التي تولت الجزء الأكبر من عملية التلقيح في منطقة قضاء زحلة ومخيماتها، إلى جانب مؤسسة عامل، فأطلقت وفقاً لمصادرها 85 فريقاً في منطقة البقاع من أصل 113 فريقاً لها عملوا على مختلف الأراضي اللبنانية، توزعوا على المناطق وفقاً لثلاثة معايير، أولًا ظهور عدد من الإصابات بالكوليرا فيها، ثانياً ظهور خلل في نوعية المياه المتوفرة لأهلها، بالإضافة إلى نسبة الاكتظاظ السكاني فيها وتنوعه بين لبنانيين ونازحين سوريين. وهي معايير حددت وفقاً للمصادر، لمنع المسار التطوري للوباء في هذه المرحلة، وليس تأمين المناعة المجتمعية على المدى القصير.
في باصات حملت عبارة CHOLE VAX للقاح الكوليرا انطلقت هذه الفرق، بخطة تلقيح حاولت أن تستهدف اللبنانيين والنازحين بأماكن تواجدهم مباشرة. وهكذا انطلق منفذو الحملة في مهمتهم التي انتهجت أسلوب التواصل المباشر مع المواطنين. وفيما توزع هؤلاء بين مخيمات اللاجئين وأحياء سكن اللبنانيين، تألف كل فريق استهدف اللبنانيين من شخصين أو ثلاثة، حمل كل منهم صندوقاً أبيض اختزن 150 لقاحاً يعطى فموياً. وبدا هذا الرقم كهدف محدد على كل فريق تحقيقه في نهاية النهار. ليصل عدد اللقاحات التي أعطيت في اليوم الأول لإنطلاق الحملة بين منطقة الشمال والبقاع 27 ألف جرعة، وفقاً لما أوضحه وزير الصحة فراس الأبيض الذي أبدى رضاه عن هذا الرقم.مواطنون لا يعرفونكل عابر للسبيل كان هدفاً لهذا اللقاح. والملقحون ستدمغ يديهم بالأزرق حتى لا يتلقوه مرة ثانية، كما شرح أحدهم لمواطنة، خصوصاً أن هناك فرقاً أخرى تتشارك معهم فضاء التلقيح.
السؤال الأول الذي طرحه منفذو الحملة على المارة اللبنانيين في أماكن سكنهم، أو الناس في بيوتهم حتى، "هل ترغبون بالحصول على اللقاح"، قبل أن يسترسلوا بشرح حوله، في محاولة لإقناعهم بتناوله.
بدت هذه الآلية مثيرة للدهشة في مجتمعات اللبنانيين، خصوصاً أنها لم تحاول إلزام الناس باللقاح، ولكنها اصطدمت بنقص كبير في المعلومات لدى المواطنين. ولفت أن بعضهم لا يعلم حتى بوصول الكوليرا إلى لبنان، وتنقص الكثيرين المعلومات الكافية حول الحملة والمسؤولين عنها، واللقاح وتداعياته. كما ظهر ضعف التنسيق بين السلطات المحلية ووزارة الصحة في إطلاع الناس حتى على طبيعة هذه الحملة. فكانت ردود الفعل تجاه السؤال المباشر الموجه للناس حول رغبتهم بالتلقيح، إما رفضاً كلياً لتلقيه وتشكيكاً بفعاليته، أو تردداً، أو استهزاءً، وحتى تخويناً. ما جعل اتخاذ القرار مباشرة وعلى الأرض صعباً بالنسبة للفئة المستهدفة من اللبنانيين، ورجح بالتالي كفة الإجابة السلبية. إلا أن الأبيض اعتبر "أن موضوع اللقاح قائم بشكل عام على الثقة، ونحن في لبنان للأسف بسبب أداء الدولة التي لا تقدم خدمات للمواطنين، نجد أن لا ثقة من قبل المواطن بها".ترحيب المخيماتوكان تفاوت في هذه الملاحظات بين القرى والبلدات التي خضعت لهذه الآلية، طبقاً لإنخراط الجهات المسؤولة في سلطاتها المحلية ولا سيما البلديات وشرطتها، ومدى مواكبتها للعملية. وهو ما سمح بتحضير أرضية مرحبة في هذه المناطق، كما أكد ذلك أيضاً وزير الصحة فراس الأبيض، خلافاً للمناطق التي غابت فيها رعاية البلديات وحضورها داخل مجتمعات اللبنانيين، خصوصاً أن جزءاً كبيراً من هذه المجتمعات لا يزال يعتبر أنه محصن من الإصابة بالوباء، ويعتبر أن الأكثر عرضة هم سكان المخيمات، الذين يعانون النقص في تجهيزات البنية التحتية ومقومات النظافة.
وهذا ما بدا صحيحاً إلى حد بعيد. إذ أنه بمقابل عدم إكتراث اللبنانيين بالحملة، كان الترحيب بها أوسع في مخيمات النازحين. ومع أن تناول اللقاح ليس إلزامياً في أي من المجتمعات، بدا الإصرار أكبر من قبل الفرق الملقحة على إقناع سكان المخيمات بها، حتى أن الأرضية النفسية بهذه المخيمات جهزت بشكل أفضل، بعد أن زود القيمون على المخيمات بكامل المعلومات حوله، وطلب منهم تعميمها على سكانه، ما جعلها مستعدة لتلقي اللقاح، وحتى من دون أن يعي البعض طبيعته وأهميته، وخصوصاً في المجتمعات الأكثر تهميشاً، والتي اعتادت أن تدير لها الجهات المانحة والجمعيات أمورها من دون سؤال أو نقاش.
فلمس المعنيون بالحملة سلاسة بتقبل اللقاح، وخصوصاً في تجمعات النازحين التي جرت توعية المقيمين فيها مسبقاً، والتي تفاوتت نسبة إلتزامها بقواعد الوقاية طبقاً لتجهيزات البنية التحتية من جهة، وللوعي التي يتحلى به القيميون على شؤونها.
في أحد المخيمات التي تشرف عليها شاويشة، خضع للقاح جميع من فيه، كباراً وصغاراً. وكان تسابق من قبل هؤلاء على إبتلاعه. ولدى البحث عن السبب، يتبين أن شاويشة المخيم، وهي من بين سيدات قليلات يتولين هذه المهمة في تجمعات النازحين السوريين، هي من الناشطات في البحث عن أفضل ظروف الحياة لسكان مخيمها، وتسعى لانتزاع كل المكتسبات المتوفرة عبر الجمعيات والهيئات. وقد خضعت الأخيرة لدورات إرشادية حول طبيعة الكوليرا وعوارضه وسبل الوقاية منه، وعملت على نقل معرفتها إلى المقيمين في المخيم، ما جعل هؤلاء مستعدين تماماً لتلقي اللقاح ومن دون نقاش.سباق مع الكوليرافي المقابل، بالنظر إلى الظروف التي يعيش فيها سكان هذه المخيمات وبنيتها التحتية الهشة في معظم الأماكن، ظهر كأن اللقاح هو في سباق مع الكوليرا، للتخفيف من تداعيات انتشاره المحتم فيها. وحسب الأبيض، فإن الأرقام التي تتابعها وزارة الصحة فيما يتعلق بوتيرة الانتشار تظهر بأنه لا يزال مستمراً، ولكن نجد أن وتيرة المرضى في المستشفيات تتراجع، وكذلك وتيرة الوفيات. وهذا الأمر -وفقاً لأبيض- يعكس بأن وزارة الصحة "تمكنت من امتصاص الحالات شديدة العدوى عبر المستشفيات التي تم تجهيزها. بالتوازي مع الإجراءات الوقائية المتخذة، إن كان على مستوى استخدام الكلورين بالمياه، أو من خلال وقف مصادر المياه غير الموثوقة، ولكن من الواضح أننا لم نصل إلى موضوع الوقاية وتأمين المياه السليمة والصرف الصحي إلى المكان الذي نريده، ونحتاج إلى جهود أكبر، وبالتالي موضوع اللقاح يؤمن الوقت حتى نستكمل الإجراءات المتوسطة والطويلة الأمد".
يذكر أنه وفقا للأرقام التي نشرتها وزارة الصحة عن تطور المرض حتى يوم السبت، فإن العدد التراكمي للإصابات بالكوليرا بلغ 3340 حالة، بمقابل تسجيل532 حالة مشتبه بها، و18 حالة وفاة، مع تسجيل صفر حالة وفاة منذ أكثر من أسبوع. ولا زالت عكار تتصدر هذه الأرقام.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top