ساهم تدشين نصب تذكاري لـ"شهداء جمهورية أذربيجان" في بلدة الكواشرة – عكّار، في اضافة عنصر جديد إلى تراكمات العلاقة المتأرجحة بين "الأرمن" عموماً وحزب الطاشناق تحديداً، وبين التيار الوطني الحر.
فمشاركة عضو تكتل لبنان القوي النائب جيمي جبور في الافتتاح أرخت بظل ثقيل على الأوساط الأرمنية عموما التي بادرت أحزابها الثلاثة الهنشاك، الرامغفار والطاشناق إلى عقد اجتماع استثنائي واصدار بيان استنكار معتبرين أن الاحتفال بحدّ ذاته "يناقض الموقف الرسمي للدولة اللبنانية الذي يستنكر إقدام الجيش الأذري على اجتياز الحدود الرسمية لدولة أرمينيا وارتكاب جرائم حرب". مطالبين بـ"ضرورة احترام حقوق الشعب الأرمني وكرامة الطائفة الأرمنية في لبنان".سقطات واسقاطاتواذا كان الإجماع الارمني يتأمن دائما ضد "العدو الخارجي" في أرمينيا، الا ان حساسيات الوضع اللبناني وحسابات الأرمن فيه تجد السبل دائما لاسقاطات خارجية على السياسة الداخلية، فكيف إذا رافق ذلك "سقطات" لحلفاء، كمثل المشاركة في الإحتفال المذكور و"كانه انحياز لفريق ضد آخر". وهي مناسبة لـ"الطاشناق" تحديداً ليبدي تمايزاً عن "التيار" والتعاطي من باب الندّية.
وفيما اكتفى النائب جبور بالتغريد على تويتر كاتبا "أحترم تضحيات الشعب الأرمني، وبالتأكيد انني حريص على مشاعر اللبنانيين الأرمن"، أكد أحد المسؤولين في التيارالوطني الحر لـ "المدن" أن "الموضوع حُمّل أكثر مما يحتمل. فالنائب جبور الذي حضر جزءا من الاحتفال كان على موعد مع ممثلين عن الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" التي قدمت مشروع ريّ لبلدة القبيات. ولا أظن أننا اليوم على عداء مع الدولة التركية او الأذربيجانية، مع كل الاحترام، لا بل الخشوع أمام ضحايا المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن وتاييدنا لحقهم بالعدالة".
وكانت ردود الفعل الارمنية قد تزايدت وراى الأمين العام لحزب "الطاشناق"، النائب هاغوب بقرادونيان في التكريم "إهانة...فالمجرمون مكانهم على مشانق العار". كذلك ادانت لجنة الدفاع عن القضية الأرمنية الإحتفال وإقامة النصب.
واصدرت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي بيانا دعت فيه "القوى السياسية كافة، إلى عدم إدخال البلاد في صراعات خارجية لا شأن لبنانياً فيها".وأضاف البيان "آخر هذه الظواهر ما جرى في بلدة الكواشرة في عكار من إقامة نصب تذكاري يثير حفيظة شريحة أساسية من اللبنانيين تتمثل بالأرمن الذين وقعوا ضحايا مجازر وارتكابات وتهجير". متمنياً "لو نتعظ من كل تلك التجارب، وننصرف لمعالجة أزماتنا الداخلية في لبنان وما أكثرها".