طار نصاب الدورة الثانية من الجلسة الخامسة التي عقدت أمس بهدف إنتخاب رئيس للجمهورية، ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة سادسة يوم الخميس المقبل.

هي مواعيد تتوالى وتتبدل لكن من دون أن تغيّر في السيناريو المرسوم لمسار هذه الجلسات طالما لم يحصل التوافق المنشود داخليا على إسم يشكل قاسما مشتركا بين أكثرية المكونات السياسية، وطالما أيضا لم تصل كلمة السر التي تحتاج الى تفاهمات دولية ـ إقليمية والتي بدورها تحتاج الى إنتاج حلول ربما ليست قريبة.

ما دون ذلك، لا تبديل في نتائج الجلسات النيابية ولو بلغت عتبة المئة جلسة، طالما أن أحدا من الفريقين المتصارعين لا يمكنه إيصال رئيس بمفرده، وفي ظل إنقسامات واضحة تخيم على كل فريق سواء في 8 آذار الذي يواجه عقدة جبران باسيل برفضه السير بترشيح سليمان فرنجية، أو قوى المعارضة التي تحولت الى بيت بمنازل كثيرة. 

واللافت، أن فريق 8 آذار يختبئ خلف الورقة البيضاء التي تراجعت في جلسة الأمس الى 47 صوتا، نظرا لغياب عدد من النواب المنتمين اليه، وذلك الى حين تهيئة الظروف التي تسمح بطرح إسم سليمان فرنجية سواء بموافقة باسيل الذي ما تزال الجهود تنصب على إقناعه بعدم الخروج عن إجماع خطه السياسي والتخلي عن أنانيته وعن التعاطي مع إستحقاق وطني بامتياز بشخصانية، أو من دونها عبر الالتفات الى الحلفاء وحلفاء الحلفاء وأصدقاء الحلفاء في تأمين الـ 65 صوتا لفرنجية على غرار ما قام به هذا الفريق في التصويت للرئيس نبيه بري.

أما المعارضة فبالرغم من تصويتها خلال الجلسات الخمس الماضية للمرشح ميشال معوض الذي يتأرجح بين 39 و44 صوتا في كل جلسة، فعبثا تحاول إقناع سائر مكوناتها بالتصويت له، خصوصا أن الأكثرية في هذا الفريق ما تزال تعتبر أن التصويت لمعوض هو لاحراج الفريق الآخر، وأن القوات اللبنانية تضمر غير ما تعلن، وأنها تنتظر أن تثمر جهودها في جمع أكبر عدد من الأصوات تمهيدا للاعلان عن ترشيح رئيسها سمير جعجع الذي تؤكد النائب ستريدا جعجع في كل مناسبة أنه المرشح الطبيعي وأنه الأقوى مسيحيا وانه الأحق بالوصول الى قصر بعبدا.

ويأخذ كثيرون على ميشال معوض خوض معركة رئاسة الجمهورية تحت مظلة القوات اللبنانية التي لديها أكثر من مرشح واضح وصريح من سمير الى ستريدا، لافتين الى أنه أخطأ في التكتيك، خصوصا أنه رئيس لحركة سياسية يكاد البعض أن ينسى إسمها هي حركة الاستقلال بفعل التماهي مع القوات، وأنه إبن الرئيس رينيه معوض شهيد وحدة لبنان وشهيد الطائف، وبالتالي كان بإمكانه أن يطرح نفسه منذ البداية كمرشح توافقي أو مرشح الحفاظ على الطائف، إنطلاقا من تاريخ والده، وليس مرشح تحدٍ يحاول جعجع في كل مرة النفخ في دعمه باستفزاز الآخرين ما يُضعف حظوظه أكثر لكونه يقدمه ملحقا بالقوات.

وترى مصادر سياسية مواكبة، أن ما حصل في منتدى الطائف لجهة التفاوت السعودي في حفاوة الاستقبال بين ميشال معوض وسليمان فرنجية تؤكد بأن التعاطي مع معوض لم يكن على أساس أنه مرشح جدي لرئاسة الجمهورية.