منذ عشرة أيام يعاني طلاب وأساتذة مجمع المدارس في بئر حسن من أزمة عدم وجود مياه للاستخدام. فبعد انطلاق العام الدراسي بأيام، وإجراء وحدة الإرشاد الصحي بالتعاون مع منظمة "انقاذ الطفل" في لبنان فحوص للمياه في هذه المدارس، تبين أنها ملوثة بالصرف الصحي. واتخذ قرار بوقف المراحيض إلى حين إيجاد حل.
عبوات مياه من المنازلوتواصل أساتذة في المجمع مع "المدن" لعرض هذه المشكلة التي تهدد نحو خمسة آلاف طالب وأكثر من مئتي أستاذ. فمنذ نحو عشرة أيام أوقفت وحدة الإرشاد استخدام المراحيض في المجمع. وطلب المدراء من الأساتذة جلب عبوات مياه من منازلهم لاستخدامها بعد قضاء الحاجة. وكذلك عمم الأساتذة على الطلاب الأمر عينه.يوجد في المجمع نحو عشرة مدارس تبين أن مياهها غير صالحة للاستخدام بسبب تلوثها ببكتيريا تتواجد في الصرف الصحي. وتضم هذه المدارس ما لا يقل عن خمسة آلاف طالب في فترتي قبل الظهر وبعده. فالعدد الدقيق غير متوفر حالياً لأن عملية تسجيل الطلاب على النظام الإلكتروني لم تنته بعد. تعبئة خزان المياهوفي التفاصيل، تبين أن الخزانات العائدة للمدارس ملوثة، لأن الخزان الرئيسي الذي يغذي المدارس ملوث بالصرف الصحي. لذا أوقفت الوزارة استخدام المراحيض إلى حين إجراء التعقيم اللازم. وعملت على إفراغ الخزانات لتعقيمها. وتطلب الأمر أيام عدة لإفراغ الخزان الكبير. لكن المشكلة في إعادة ملئه بالمياه في ظل انقطاع مياه الدولة، تقول مصادر مطلعة في المجمع.وتضيف المصادر، أن كمية المياه التي تضخها مصلحة مياه في بيروت وجبل لبنان غير كافية لتغذية المجمع في الأساس. والجهة الوحيدة القادرة على تعبئة الخزانات هي الدفاع المدني. لكن ظل أزمة المحروقات لا يمكنه القيام بالمهمة.الحق على الدولةوشرحت المصادر أنه يوجد في المجمع مدرستان مزودتان ببئر ارتوازي، لكن لا يمكن أن تغذي خزان المدارس في ظل أزمة المازوت. فكل مدرسة تتدبر نفسها بكميات المازوت التي في حوزتها لتشغيل مولدات الكهرباء لمدة ثلاث ساعات في اليوم، بغية إجراء الأمور الإدارية الضرورية التي تحتاج إلى التيار الكهربائي. وتعود وتطفئ المولدات كي لا تضطر إلى قطع التيار الكهربائي نهائياً.مصادر رسمية في وزارة التربية قللت من أهمية هذه الأزمة مشيرة إلى أنها في إطار الكشف على مياه المدارس، تبين أن مياه ثانويتين وأربعة مدارس ملوثة ببكتريا، فاضطرت إلى تفريغ الخزانات وأجرت لها التعقيم اللازم، وعادت المياه إلى المدارس. وبالتالي لا داعي لتهويل الأمر وضرب التعليم الرسمي. فالمشكلة هي مشكلة الدولة اللبنانية التي لم تعد قادرة على تأمين المياه ولا حتى الكهرباء أو المازوت لتشغيل مولدات الكهرباء لتشغيل مضخات المياه. لذا تطلب الأمر بضعة أيام لحل هذه المشكلة.لكن أساتذة في المجمع نفوا وصول المياه إلى مدارسهم إلى حين كتابة هذا التقرير. وأشاروا إلى أنهم تبلغوا أن العمل جارٍ لتعبئة الخزان الكبير، وبات فيه كميات من مياه لضخها إلى المدارس. لكن بسبب عدم وجود التيار الكهربائي يحتاج الأمر إلى المزيد من الوقت لتعبئة خزانات المدارس لتصبح مراحيضها صالحة للاستخدام.