تمكن "اتفاق الطائف" من حشد تأييد واسع للتمسك به، والأهم تطبيق كل بنوده بما فيها الإصلاحات التي لم يتم تطبيقها. نظرياً نجح المؤتمر الذي نظمته السفارة السعودية في لبنان في الذكرى 33 لتوقيع الإتفاق، والتي تصادف مع أكبر أزمة سياسية وإقتصادية تعيشها البلاد في ظل فراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال. حضرت المؤتمر معظم المكونات اللبنانية باستثناء حزب الله وممثلين رسميين عن تيار المستقبل. الرئيس حسين الحسيني وهو عرّاب الطائف ورئيس المجلس النيابي لدى إقراره تغيب لأسباب صحية. فيما حضر الأخضر الإبراهيمي، وكان السفير السعودي وليد البخاري راعياً للمؤتمر مؤكداً ان السعودية كما المجتمع الدولي من فرنسا إلى الولايات المتحدة الأميركية كلهم متمسكون بالطائف وتطبيقه.
البخاري:السعودية مهتمة وأكد البخاري في كلمته "اننا بأمس الحاجة الى تجسيد صيغة العيش المشترك والحفاظ على هوية لبنان وعروبته". وشدد على ان "المؤتمر يعكس اهتمام السعودية وقيادتها بالحفاظ على أمن لبنان ووحدته واستقراره والمحافظة على الميثاق الوطني ونعوّل على حكمة القادة اللبنانيين وتطلعات الشعب اللبناني الذي يسعى للعيش باستقرار"، مؤكدًا أن "فرنسا أكدت لنا من خلال اللقاءات مع الرئيس ايمانويل ماكرون أنّه لن يكون هناك أيّ نية أو طرح لتغيير اتفاق الطائف".
الإبراهيمي:تعطيل المتابعةأما الأخضر الإبراهيمي فقد أكد أن الطائف حمى الدولة في لبنان وأوقف الحرب الأهلية والإقتتال الداخلي، وتضمن إصلاحات متعددة ولكن اجتياح العراق للكويت أدى إلى تعطيل متابعة تطبيق الإتفاق وأوقف عمل اللجنة الثلاثية التي كان يفترض بها أن تبقى متابعة لمسار تطبيقه، مشيراً إلى أنه بفعل هذه التطوات الإقليمية لم يتم استكمال تطبيق الإتفاق.ميقاتي: الاتفاق الأصلحوأكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في تصريح له على هامش الاحتفال بأن "الطائف لا يزال الإتفاق الأصلح لتطبيقه". أضاف إن"هذا اليوم رمزيته مهمة جداً والمؤتمر ينفي ان السعودية تركت لبنان والحضور الكبير يشير الى تثبيت مضامين الطائف".
السنيورة لرئيس يؤمن بالطائف الرئيس فؤاد السنيورة شدد من "الأونيسكو" على أن "الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من التجربة تفيد بأن لبنان يقوم على قوة التوازن المستدام، الذي يحقق الاستقرار". وقال: "لا حل طائفيا أو فئويا، بل هناك حل واحد فلبنان يقوم بالجميع أو لا يقوم، ويكون للجميع أو لا يكون". وختم: "حسن النوايا هو المبدأ الذي يجب ان تبدأ به أي مبادرة أو حل، والأهم اليوم الوصول الى رئيس للجمهورية يؤمن باتفاق الطائف ويرعى العودة إليه ويسعى الى تثبيته والالتفات إلى الممارسة الصحيحة لتطبيقه".جنبلاط:تطبيق قبل التعديلمن جانبه، شدد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من "الأونيسكو"، على أن "الأهم اليوم انتخاب رئيس للجمهورية". وقال: "المعركة الكبرى الآن ليست في صلاحيات الرئاسة الواضحة دستوريا وسياسيا، بل المشكلة في انتخاب الرئيس ولاحقا تشكيل حكومة ذات مصداقية، تطلق الإصلاحات المطلوبة للبدء بالإنقاذ الاقتصادي والمالي".
أضاف: " الطائف أساسي جدا لأنه كرس إنهاء الحرب التي شهدها لبنان على مدى 15 عاما. وقبل البحث في تعديل الطائف، علينا تطبيقه أولا للوصول الى إلغاء الطائفية السياسية". وختم: "في بنود الطائف المتعددة، هناك بند ينص على إنشاء مجلس الشيوخ الذي لم يطبق حتى الآن. هذا المطلب ورد في مذكرة الهيئة العليا للطائفة الدزرية إلى الرئيس السابق أمين الجميل، لكننا اصطدمنا مع النظام السوري برفض قاطع لأن النظام لا يريد إعطاء الدروز في لبنان امتيازا إضافيا قد ينعكس على دروز سوريا".
مطر وواجب الحوارمن جهته، اعتبر المطران بولس مطر أن "المسيحيين والمسلمين أمة واحدة في اتفاق الطائف، ونحن في لبنان أخوة بالوطنية والعروبة والإنسانية، فنرجو من اللبنانيين وضع خلافاتهم تحت سقف الأخوة وليس فوقها". ورأى أن "عودتنا إلى الطائف فرصة للبنان، فالنظام السياسي خاضع للتبديل ضمن حوار يجب ألا يتوقف"، مشددا على أن "الحوار واجب علينا بمحبة وأخوة".
ودعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا إلى "شحذ الهمم لتطبيق اتفاق الطائف التاريخي بما يضمن استقرار لبنان". وأشارت إلى أن "الاتفاق وضع نظاما سياسيا جديدا يلبي طموحات اللبنانيين من خلال تبني الإصلاحات وتنفيذها وتأسيس الانتماء الوطني".
فرنجية:نحن جزء من الطائف رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية والذي شارك في المؤتمر أكد أنه "كل عمرنا بهمنا الطائف" ونحن جزء منه ولم نأت من أجل الرئاسة بل دُعينا ولبينا الدعوة". مضيفا أن"حلفائي ليسوا ضد الطائف لذا حضوري لن يؤثر على علاقتي معهم". إلى ذلك، وخلال مغادرة جنبلاط المؤتمر قال ردا على سؤال أنه "لا يقبل برئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية"، مؤكداً أن مرشحه هو النائب ميشال معوض.