عن أمّهات "إنستغرام" اللبناني.. وآباء بلا مَهام
2022-11-04 22:26:07
الغرابة في محتوى تطبيق "انستغرام"، وصلت الى نشر نصائح مخصصة للأمهات، حيث تُعرّف صاحبة احدى الصفحات عن نفسها بأنها "مدرّبة تربية إيجابية".
تُمطَر الأمهات بوابلٍ من التعليمات والنصائح والتنظير، وتفترشُ يومياتها: كيف تُدرّس، تُلعّب، تطبخ، وكيف تهتم بجمالها؟ يشبه "إنستغرام" تلفزيون الواقع، ويبث بأقل كلفة مادية. يكفي أن يكون الناشط بارعاً في الكلام، لخلق عالم متخصص سواء في التربية أو الفن، الكوميديا أو الرقص، في الوعظ وغيرها من الأمور. يرنّ مصطلح التربية الإيجابية، ويخلق أسئلة عن السلبية والصعوبات التي تواكب تربية الأطفال.. أيعقل أن تكون التربية عبارة عن "كاتالوغ" يتصفحه المشاهدون مع كل جولة في إنستغرام؟مع بداية العام الدراسي، بدأت المسابقة بين الأمهات على تحضير "اللانش بوكس" الصحي للأولاد، وطريقة تزيينه، وترك ملاحظة حب وتشجيع بداخلها للطفل. هنا أمّ لثلاثة أطفال تتمتع بالسرعة الخارقة لتجهيز أطفالها الثلاثة للدوام الصباحي المدرسي، مع كم هائل من الإيجابية وعدم التذمر أو التعب. وتظهر بقدرة استثنائية على تصوير إنجازاتها من دون أي فوضى في مطبخها.. أنه السباق الإنستغرامي، الذي يجعل الأمهات المتصفحات في حالة صراع مع النفس، وفي ما بينهن للفوز بلقب الأم المثالية (أمام مَن؟ وبمعايير مَن؟)، ناهيك عن جعلها دائمة الشعور بالذنب والتقصير.. بالضبط كما قد تقارن فتاة عادية جسدها بجسد عارضة أزياء في صُورها من الخيال أكثر من الواقع.
View this post on Instagram
A post shared by Learn With Lea
وكالات