بدأ فصل الشتاء، وازدادت هموم الناس في البلدات والقرى الجبليّة، في الوقت الذي تغيب الدولة بكامل إداراتها وأجهزتها عن متابعة القضايا الحياتيّة.
أسعار المازوت تفوق قدرة المواطنين، الأمر الذي دفع بعضهم إلى اللّجوء إلى تجميع الحطب، مع ما يشكّل ذلك من خطر على الثروة الحرجيّة والبيئيّة، لا سيّما أنّ بعض التجّار لا يراعي الأصول في تشحيل وتشذيب الأشجار ويعمد إلى قطعها بشكل عشوائي ضاربين عرض الحائط القوانين المرعية الإجراء.
ومع حلول موسم الأمطار تتضاعف الأعباء والمشاكل وهموم الشّتاء ومنها همّ الثلوج وتراكمها ومشكلة إقفال الطرق واحتجاز المواطنين في منازلهم وعدم تمكن الموظفين من الوصول الى مراكز عملهم والتلاميذ الى مدارسهم بالإضافة الى ما قد يتسبب ذلك بشلل في عمل مستشفى تنورين الحكومي الصرح الاستشفائي الوحيد في الجرد البتروني.
في السنة الماضية، تساقطت الثلوج ابتداءاً من أواخر كانون الأوّل ولم يكن مركز جرف الثلوج التابع لوزارة الأشغال جاهزاً للقيام بمهماته، علما أنّ عمله يغطّي كافّة بلدات وقرى جرد البترون. فالدولة لم توفر مادّة المازوت للآليّات ولا الزيوت ولا الملح المخصّص للرّش على الطرقات لتذويب الجليد، كما لم تتوفّر صيانة وتصليح الآليّات وغير ذلك من متطلّبات تشغيل المركز وقد تمّت تغطية التّكاليف من أحد المتبرّعين من أبناء تنورين ومن بلدية تنورين.
رئيس بلدية تنورين سامي يوسف أعرب عم أسفه عبر “” “لأننا اليوم على أبواب موسم الثلوج، ولم تبادر الدولة إلى تجهيز المركز الذي يحتاج إلى كميّات كبيرة من المازوت تتجاوز 14 طناً وبطّاريّات للآليّات وزيوت للمحرّكات ودواليب لسيارات المركز وصيانة المولّد الكهربائي وأجهزة التدفئة للمركز وتصليح بعض الآليّات وغير ذلك من اللوازم. هذا بالإضافة إلى دفع أجور العاملين في المركز التي لم تدفع عن السنة الماضية لغاية تاريخه في ظل الأزمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشونها كما كل اللبنانيين.”
واضاف: “إن عدم تجهيز المركز واستطراداً عدم فتح الطرقات في موسم الثلوج يعرّض حياة المواطنين في جرود البترون إلى أخطار أكيدة على مختلف المجالات، الصحيّة والتعليميّة، والإجتماعيّة، ويعطّل عمل كافّة المؤسسات من مدارس ومؤسسات حكوميّة وصليب أحمر ومستوصفات ومستشفى ومراكز أمنيّة ويمنع المواطنين من مزاولة أعمالهم، وباختصار يعطّل كل مظاهر الحياة.”
وتابع يوسف: “أمام هذا الواقع، وأمام الضّائقة الماليّة التي تعاني منها البلديّة وعدم توفّر إمكانيّة تغطية تكاليف هذه السنة، أتوجّه إلى معالي وزير الأشغال العامّة بنداء عاجل لاتّخاذ كافّة التدابير التي يراها مناسبة لمنع وقوع تنورين، كونها البلدة الأكثر ارتفاعاً في جرود البترون، وكافّة القرى والبلدات الأخرى في كارثة نحن بغنى عنها، إذ تكفينا الكوارث التي نعيشها في هذه الظروف المأساويّة التي يعيشها اللبنانيّون.”
حيال هذا الواقع، وفي حال عدم إيجاد حل لهذه القضية تكون تنورين ومعها البلدات الجردية مهددة بعزل تام عن المناطق الأخرى ما يستدعي تجاوبا سريعا من وزارة الأشغال العامة ومن الجهات المختصة لتفادي حصول الكارثة.