تصدر قريبًا رواية «فرصة لغرامٍ أخير» للكاتب اللبناني حسن داوود عن دار هاشيت أنطوان/نوفل. في الرواية العربية التي يشكل وباء كورونا محورها، تبدأ العلاقات وتنتهي مثل الوباء نفسه. من على شرفته البيروتية، يلمح عزت ضوءاً وحيداً على شُرفةٍ وحيدة، في المبنى المقابل. مِن تلك اللحظة، لحظة الحَجْر، تبدأ العلاقة العابرة للمسافة الخالية بين المبنيين، في الهواء وبالإشارات. تتوالى الأحداث بعد خروج صاحبة الظِل إلى الشُرفة، لتواجه المتلصص، فتشاركه الوقت والحيرة... والرغبة. في موازاة ذلك، تستجد صداقة بين عزت وبين تامر، أحد معارفه القدامى، وهي صداقة حذرة تقوم على تبادل يوميات اللقاءات العابرة، التي ما تلبث أن تتطور إلى صيغٍ أكثر خطورة. ولا تنتهي القصة بالتعادل، بل بوجود خاسرين.جاء في النبذة:أرادت أن تبلّغ شيئاً بوقوفها على شرفتها، مع أنّها لم تنظر ناحية بنايتنا، إذ لم تشأ أن تضيف شيئاً على ما قد يعنيه ظهورها بتلك الثياب. لم أعرف إن كانت لمحتني وأنا أخطو خارجاً إلى الشّرفة. ولا إن كانت رأتني فيما هي تنتظر، هناك في الأسفل، ارتفاع العارض الحديدي للمرأب كي يتيح خروجها بسيارتها. رغم ذلك رحت أفكّر أنّ ظهورها على الشّرفة كان لي، لتخبرني أنا. وهي ظلّت مبعدةً نظرها عن بنايتنا لكي يظنّ عزّت، إن رآها هو أيضاً، أنّها خرجت هكذا، ليس من أجل أن يراها أحد. لكنّني في الوقت الّذي تلا راحت تخطر لي تفسيرات أخرى لظهورها ذاك. فكّرت مرّاتٍ أن أتّصل بعزّت، لعلّي أفهم شيئاً، لكنّي لم أفعل. ثم خلصتُ إلى أنّ تشوّشي حيال ظهورها يعود إلى اضطرابها، ربّما بين علاقة توشك أن تنتهي وعلاقة على وشك أن تبدأ. حسن داوودروائي لبناني، مواليد بيروت 1950. حاز شهادة الكفاءة في الأدب العربي من كليّة التربية، الجامعة اللبنانية. عمل في الصحافة الأدبية في جرائد «السفير» التي أدار تحرير ملحقها الأسبوعي، و«الحياة» (1988-1999)، كما في «المستقبل» التي رأَسَ تحرير ملحقها الثقافي «نوافذ» (1999-2012). صدرت له مجموعات قصصية وأعمال روائية من بينها «بناية ماتيلد» (1983)، «غناء البطريق» (1998) التي حازت جائزة المنتدى الثقافي اللبناني في فرنسا، «مئة وثمانون غروباً» التي مُنحت جائزة المتوسط الإيطالية (2009)، و«لا طريق إلى الجنّة» التي نالت جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية (2015)، كما صدرت له «نساء وفواكه» (2020) عن دار نوفل، وقد تُرجمت رواياته إلى لغات عديدة.