قراءة شيهان كاروناتيلاكا...كمشاركة طاولة في حانة مع غرباء يشبهونك
2022-11-03 13:26:08
حاز الكاتب السريلانكي شيهان كاروناتيلاكا (1975)، جائزة "بوكر" الأدبية البريطانية للعام 2022 عن روايته "أقمار مالي ألميدا السبعة" التي تعتمد أسلوب الهجاء الفكاهي الساخر وتدور أحداثها خلال الحرب الأهلية التي شهدتها بلاده.
ماذا لو كانت الآخِرة بيروقراطية؟ ماذا لو كان عليك الوقوف في صفّ مع كل تلك الأشباح الأخرى (أو الأموات) مضطراً إلى ملء النماذج وختم الأوراق وإجراء فحوص مختلفة على جسدك - بافتراض أن لديك جسداً سليماً - قبل أن تتمكّن من الانتقال إلى عالم الخلود المقيم؟شيهان كاروناتيلاكا يموضع روايته "أقمار مالي ألميدا السبعة" هنا بالضبط. في مقابلة مع موقع جائزة بوكر، قال إن السريلانكيين معتادون على العيش في بيروقراطية تمتد إلى معظم تفاصيل حياتهم، فلماذا لا تصل إلى الحياة الآخرة أيضاً؟ وزارة الآخرة في الرواية تحمل ملمحاً بارعاً وظريفاً يبرز الفكاهة السوداء للرواية بأكملها.لا يعني ذلك أن ثمة اختراعاً روائياً هنا، بالنظر إلى سوابق واضحة وحديثة، مثلما في "لنكولن في باردو" للأميركي جورج ساندرز، و"هنا يذهب أي شيء" للأسترالي ستيف تولتز، وحتى "10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب" للتركية أليف شافاق؛ وجميعها روايات تحمل أساساً فنياً لتلك اللعبة وهذا التكنيك الروائي. "باردو" هي النسخة الأكثر استخداماً والأقل كليشيهية من هذا العالم. إنها الكلمة التبتية لعالم مؤقت ومشروط حيث يجب أن ينتظر الموتى قبل بعثهم من جديد، لذلك هناك القليل من الحركة بين العوالم الممكنة. أشار كاروناتيلاكا إلى رواية ساندرز الرائعة (فازت بجائزة بوكر في العام 2017) وتأثيرها في كتابته، لكن بيروقراطيته هي اختراعه الأصيل الرائع. يقرّ كاروناتيلاكا أيضاً بفضل "العم كورت"، قاصداً الأميركي الراحل كورت فونيغِت، وفوضاه المنهجية.
الحبكة تسير على النحو التالي: في العام 1989، ذروة الحرب الأهلية المعقدة والوحشية في سريلانكا، يجد الشاب مالي، الجميل الذكي المتباهي، نفسه ميتاً، على غرار أموات جدد آخرين، في انتظار أن يأخذوا دورهم في رحلة العالم الآخر. يبلغ من العمر 34 عاماً فقط. وفي حياته، كان مصوراً حربياً، بعلاقات واسعة وحرص على إبلاغ العالم بكل ما يعرفه وكيف رآه. ليس مثاليًا، لكنه منفتح على الأفكار الجديدة وغالباً "في المكان الخطأ حاملاً كاميراته". هو أيضاً مقامر وملحد ومثلي الجنس وعالق في ذروة وباء فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.
وكالات