#حاربي_كإمرأة، #تشرين_الأمل و#PinkOctober هي مجموعة هاشتاغات بدأ تفاعلها منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر، باعتبار هذه الفترة من كل عام شهراً للتوعية بخصوص سرطان الثدي، الذي يُعدّ أكثر أمراض السرطان إنتشاراً ويسجل معدلات عالية من حيث عدد الوفيات. لكن في لبنان الغارق في أزمته الاقتصادية التي دفعت مرضى السرطان إلى مزيد من المعاناة بسبب انقطاع الأدوية والعلاجات منذ أكثر من سنتين، غابت وزارة الصحة اللبنانية عن شهر التوعية، وذلك ليس بغريب طالما أن الوزارة التي لا تُلبي نداءات الإستغاثة لمرضى السرطان أصلاً، فلن يعنيها بالتالي تفعيل حملات التوعية لسرطان الثدي، لدرجة أنها لم تُعلن عن تقديم صور مجانية في أي من مراكزها الصحية والمسشتفيات الحكومية.
وأجرت "المدن" اتصالاً مع "مستشفى رفيق الحريري الجامعي" في بيروت ليتبين أن آلتي تصوير الـMammography" و"التصوير الصوتي" معطلتان منذ أكثر من أسبوعين، وما من حملة مجانية هذا العام. والحال نفسه في مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية، الذي أكد بدوره أن لا حملة مجانية هذا العام للكشف المبكر عن سرطان الثدي، كما أن صور الـ"Mammography" غير متوافرة في المستشفى.وتراخي وزارة الصحة، التي يبدو أنها تريد الآن صنع "إنجازات" في ملف الكوليرا، يدفع بكثير من السيدات إلى عدم الخضوع إلى صور الكشف المبكر بسبب كلفتها المرتفعة في المستشفيات الخاصة والمختبرات الطبية. ويتوقع بالتالي وجود ارتفاع في حالات الإصابة بالمرض الخبيث.والحال أن شهر تشرين الأول/أكتوبر يتسم برمزية استخدام الشريط الوردي أو العقدة الوردية. وعادة ما يتم إستخدام الأشرطة الملونة كرمز لمرض معين بهدف التضامن مع أصحاب المرض والسعي لجمع التبرعات لدعم الأبحاث العلمية وإكتشاف العلاج. وظهر الشريط الوردي للمرة الأولى العام 1991 ليصبح رمزاً رسمياً للتوعية حول سرطان الثدي في العام التالي، ومن هنا جاءت تسمية "أكتوبر الوردي". وتقدر "الوكالة الدولية لبحوث السرطان" وجود أكثر من 2.26 مليون حالة جديدة من سرطان الثدي، وحوالى 685 ألف حالة وفاة بسبب سرطان الثدي في أنحاء العالم. الأعداد المرتفعة بالإصابات والوفيات تزيد من نسب حملات التوعوية وضرورة الكشف المبكر عن السرطان.ومنذ عام في لبنان، امتلأت البرامج التلفزيونية وصفحات مواقع التواصل بحالات لمرضى يناشدون المسؤولين تأمين تكاليف علاجهم، كما نُظّمت تحركات احتاجية لمرضى السرطان، إلا أنها لم تلقَ التجاوب المأمول من المعنيين.السيدة سميرة ضاهرة مُشخصة بسرطان الثدي منذ أكثر من سنة ونصف، أي في عز الأزمة الإقتصادية والصحية. وقالت لـ"المدن"، أنها رحلتها للعلاج تتمثل بالتنقل من جمعية خيرية إلى أخرى بغرض تأمين كلفة علاجها الكيميائي والمساهمة في دفع تكاليف العملية الجراحية. وشهدت الضاهر تأخراً في المباشرة في متابعة علاجها الشعاعي نظراً للأعطال التي تطرأ على آلة العلاج الشعاعي في المستشفيات الحكومية، وهي لا تملك القدرة على دفع تكاليف المستشفيات الخاصة.الضاهر كانت من السيدات اللواتي لا يخضعن إلى متابعة طبية سنوية، إلا أنها بدأت بنشر أهمية إجراء الصور الدورية للسيدات المحيطات بها. ولفتت إلى أنها لو كانت تخضع للكشف المبكر لكانت وفرت عليها العديد من التكاليف المادية، وإستطاعت محاربة المرض في أوله، وعدم تركه يتمكن من جسدها.من جهتها المستشفيات الخاصة تخصص منشورات توعوية في صفحات التواصل الإجتماعي الخاصة بها. إلا أن قلة منها قدمت تخفضيات مالية للصور المخصصة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وأغلبها في الواقع اكتفى بمحاضرات توعوية وتقديم نقاشات عن أبرز الأبحاث المتقدمة في علاج المرض.أما الجمعيات المدنية فنشطت كالعادة لأخذ زمام المبادرة ونشر التوعية وجمع التبرعات لمرضى السرطان. وهذا ما تقوم به "جمعية بنين الخيرية" التي انتشرت لها لوحات إعلانية في الطرق اللبنانية، لعدد من الممثلين والإعلاميين اللبنانيين دعموا "الحملة الوطنية لإنقاذ مرضى السرطان". كما قدمت صفحات "فايسبوك" الخاصة بالجمعية عدداً من الفيديوهات التضامنية لعدد من الممثلين والكوميدين والإعلاميين اللبنانيين الداعمين للحملة.وفيما قامت الجمعية بجولة ميدانية لجمع التبرعات في العديد من المدارس والجامعات والمراكز التجارية، فإن حملتها الإعلانية تكاد تكون الحملة الوحيدة التي تُقام على الأراضي اللبنانية للتوعية وجمع التبرعات لمرضى سرطان الثدي. كما قدمت الجمعية أيضاً نوعاً من "السكيتشات" الفكاهية للحديث عن سرطان الثدي، إلا أن طريقة التنفيذ لا تنم عن إحترافية في الأعمال البصرية أو الفكاهية، أو التي تُعنى بالحملات الدعائية الضخمة.وأوضح رئيس اللجنة الإجتماعية في "بنين" عبد الكريم شيمساني، أن الفيديوهات التي انتشرت على الصفحة هدفها إحداث صدمة إيجابية لدى المشاهدين وتحفيز المواطنين والمتبرعين لدعم الجمعية وتقديم خدماتها الصحية على مجمل الأراضي اللبنانية.وأضاف شيمساني أن مئات الطلبات والمناشدات تصل للجمعية لتغطية نفقات عمليات طارئة لمرضى السرطان، وهنالك أولوية لمساعدة الأكثر فقراً. ولم ينكر شميساني، أن بعض التعليقات في مواقع التواصل تأتي لمواطنين لم تتمكن الجمعية من تلبية نداءتهم، موضحاً أن الجمعية ليس بمقدورها أخذ مكان الدولة اللبنانية، أي وزارة الصحة الغائبة عن دعم مرضى السرطان، في ظل إرتفاع كلفة علاجات السرطان وإنقطاع الأدوية وإهتراء المستشفيات الحكومية والنقص المالي التي ترزخ تحتها.ورغم ذلك كله، استطاعت "بنين" أن تضم العديد من المطاعم والمحلات التجارية لتأمين التبرعات المادية لمرضى السرطان خلال الشهر التوعوي. علماً أنه، مثل كل عام، تُقام حملات لقصّ الشعر في المجمّعات التجارية للتبرع بها للمرضى، ويشارك فيها مؤثرون وإعلاميون وممثلون.
View this post on Instagram
A post shared by Hair Secrets Middle East (@hairsecretsme)