تصاعد نشاط مهربي البشر في منصة "تيك توك" للتواصل الاجتماعي، وخصوصاً لخداع الباحثين عن الهجرة إلى الولايات المتحدة.
وعلى عكس الصور المنسقة للغاية للفنادق ومناطق الجذب السياحي النموذجية، فإن هناك جانباً مظلماً آخر للتطبيق، حيث تنتشر مقاطع فيديو تروج لمغامرات شباب من أميركا اللاتينية خلال سفرهم لدخول الولايات المتحدة، حسبما أفادت صحيفة "غارديان" البريطانية.في أحد هذه الفيديوهات التي يبدو أنها تهدف لتوثيق رحلة شاب من الإكوادور إلى الولايات المتحدة، ينام الشخص في مخيمات كتلك التي تظهر في فيديوهات المغامرات، وفي مرحلة ما يسافر ممتطياً حصاناً، ثم يظهر مع رفاقه وهم يتحدثون الإسبانية بينما يتسلقون الجدار الحدودي بين المكسيك والولايات المتحدة. وحصل الفيديو على أكثر من 170 ألف إعجاب، و2500 تعليق كان معظمها من أشخاص يطلبون منه المزيد من المعلومات، حول الكلفة وتوقيت مغامرته.وتنتشر مثل هذه الفيديوهات بالإسبانية تحت عنوان "السفر إلى الولايات المتحدة"، ويزعم كثيرون من أصحابها أنهم يقدمون الخدمات والمشورة للأشخاص الذين يسعون للهجرة من دول مثل غواتيمالا والمكسيك والإكوادور وهندوراس، لكن من الصعب معرفة ما إن كانت هذه الفيديوهات تتم مشاركتها بواسطة مهربي البشر، أو أناس حقيقيين، لكن في الحالتين، يخشى الخبراء أن تنتشر هذه المقاطع عبر المنصة من دون رادع إلى حد كبير.ولا تتضمن مقاطع الفيديو المماثلة كثيراً من التفاصيل، وبدلاً من ذلك توجه المستخدمين للوصول إلى الحساب عبر الرسائل الخاصة أو "واتساب". والتفاعلات مع المنشورات عبر المنصة، لا تدل فقط على أنها مقتصرة على عرض الفيديوهات لتلك الحسابات، بل أظهر التدقيق في أكثر من 50 حساباً، أن معظم المعلقين طلبوا مزيداً من المعلومات.العديد من الحسابات لا يعلن صراحة أن خدماته غير قانونية، لكنه يشير ضمنياً إلى أنه يساعد الأشخاص الذين لا يملكن تأشيرات أو مستندات عبر الحدود. البعض الآخر أقل دقة، حيث نشر أحد الحسابات مقطع فيديو فيه صورة للعلمين الأميركي والإكوادوري، وكتب معه "السفر بأمان ومن دون احتيال". وأحصت صحيفة "الغارديان" البريطانية، ثمانية أمثلة على خدمات الإعلانات المنشورة لنقل الأشخاص عبر الحدود.وفيما قال المتحدث باسم "تيك توك" أوبي أوكوي، أن الشركة أوقفت هذه الإعلانات الثمانية، إلا أن العشرات من مقاطع الفيديو المماثلة تظهر لدى البحث عن مصطلحات بالإسبانية تتعلق بالسفر إلى الولايات المتحدة، حتى إن بعضها تم نشره الأسبوع الماضي.ويتم تحميل المنشورات الجديدة حول الهجرة في أميركا اللاتينية يومياً، وعلى عكس "فايسبوك" الذي يتم العثور فيه على محتوى مماثل عادة في مجموعات خاصة، فإنه يسهل عبر "تيك توك" كشفها لأنه يمكن لأي شخص العثور عليها ومشاهدتها.