رغم محاولات رأب الصدع في تكتل التغيير، التي يقوم بها البعض، ما زالت تداعيات العاصفة التي ضعضعت بنيان التكتل مستمرة. فالفريق الذي قرر ترشيح الدكتور عصام خليفة ما زال مصراً على الاقتراع له في الجولة المقبلة، رغم الانقسام الذي حصل على ترشيحه، فيما يواصل النائب وضاح الصادق صب الزيت على النار، تارة من خلال الإيهام أنه سيشكل كتلة مع زملاء آخرين، وطوراً من خلال المشاركة في لقاءات، سبق وأدت إلى خلافات داخل التكتل.
النواب السنّة المستقلونذهب الصادق بعيداً بإعلان خروجه من التكتل، وكان ضيفاً على مأدبة النائب فؤاد مخزومي، يوم أمس، في لقاء ضم 14 نائباً من السنّة المستقلين. ورغم أن النائبين السنيين رامي فنج وياسين ياسين شاركا في اللقاء، إلا أنهما لم يعلنا الخروج من التكتل. لا بل أكدا أنهما يشاركان بصفتهما الشخصية للاستماع والتشاور من دون أي التزام قد يصدر عن المجتمعين. أما الصادق فكان واضحاً أنه بات خارج التكتل ويستطيع اتخاذ الخطوات التي يراها مناسبة له على المستوى الشخصي. وهذا بخلاف ياسين وفنج الحريصان على مراعاة الشارع السني والناخبين من ناحية، والجو التغييري، الذي تكرس بعد انتفاضة 17 تشرين، الممثل بالتكتل، من ناحية ثانية.وأكدت مصادر من داخل اللقاء لـ"المدن" أن هدف اللقاء كان توحيد جهود النواب المستقلين كي لا تأخذهم الأطراف السياسية بالمفرق والبقاء على هامش المعادلة السياسية. وإلى جانب نقاش القضايا التنموية التي يمكنهم القيام بها في مناطقهم، والدخول إلى المواقع الإدارية في الدولة، ناقش الحاضرون مد الجسور مع تكتل التغييريين، للتعاون في الاستحقاقات المقبلة. لكن لم يناقش الحاضرون الاستحقاق الرئاسي، الذي سيكون معطلاً وسط توقعات بأن تطول فترة الفراغ في سدة الرئاسة.لا يدركون قوّتهممصادر العاملين على رأب الصدع بين نواب التكتل لفتت إلى أن السقطات التي يرتكبها البعض تعقد الأمور عوضاً عن حلها. ما سيتوجب التوقف عن الانفعالات والتروي قبل الإقدام على خطوات مضرة لهم على المستوى الشخصي، قبل الحديث عن البلبلة التي حصلت أمام الرأي.وتؤكد المصادر أن على النواب التغييريين إدراك أن قوتهم في اتحادهم. فهم لديهم التكتل الذي يستطيع فرض المعادلات في التفاوض على اسم الرئيس أقله. فالتكتل يعتبر من أكبر الكتل النيابية، لكن لم يحسن النواب تنظيم الاختلافات فيما بينهم، لجعل تكتلهم لاعباً أساسياً مع مختلف القوى. وبالتالي، هم بحاجة إلى تنظيم علاقاتهم واختلافاتهم بين بعضهم البعض ومع القوى السياسية الأخرى في الاستحقاقات الدستورية المقبلة، حتى لو لم يتمكنوا من تحقيق أي إنجاز في الاستحقاق الحالي، بسبب صعوبة إعادة لم الشمل.الفيتو ونصب الأفخاخومن ضمن الانتقادات التي توجه إلى نواب التكتل عدم وجود آلية لاتخاذ القرار، لا بل الاحتكام إلى مبدأ "الفيتو". فأي نائب يستطيع وضع "فيتو" على مرشح أو قرار ويتعطل العمل ويتعطل التكتل، ويفقد قوته في المناورة. وقد سبق وطرح البعض مبدأ اعتماد التصويت بأغلبية عشرة نواب لاتخاذ القرار وتم رفض الاقتراح، رغم أن هذه الأغلبية تعتبر مرتفعة جداً وتضمن عدم التفرد بالقرار من دون موافقة أي مجموعة من مجموعات التكتل.وتشرح المصادر صعوبة إعادة رأب الصدع في الوقت الحالي، بعد تجربة طويلة من ممارسة نصب الأفخاخ والألغام لبعضهم البعض. وهذا يحتاج إلى بناء الثقة، التي تتطلب نزول الجميع عن الشجرة. وإلى حين لم الشمل، ثمة إصرار على تحويل التكتل إلى لقاء تشاوري في المرحلة المقبلة، وترك الحرية لكل نائب في اتخاذ القرارات التي يراها مناسبة.