في ظل أزمات لبنان الاقتصادية التي أكثر ما تصيب هم الضعفاء المفقّرين، وخصوصاً الأكثر هشاشة كالنساء والأطفال، والتي أدت إلى ارتفاع نسبة عمالة الأطفال، وعدم قدرتهم على الالتحاق بالمدارس لأسباب عديدة وقاهرة، تمكنت مدرسة "26 LETTERS" من أن تقدم نموذجاً تعليمياً جديد، لأكثر من 160 طالباً، لمساعدتهم على اكتساب لغات عدة ومهارات متنوعة، ومن ثم تعيين مجموعة منهم في فريق إدارة المدرسة.من بائع ورد إلى مديريروي صلاح خليفة مدير "26 LETTERS"(21 عاماً)، عن تاريخ تأسيس هذه المدرسة، حين كان بائعاً للورود ولم يتمكن من الدخول إلى المدرسة لأسباب معيشية صعبة. وبقي يجول في شوارع بيروت بهدف مساعدة والده المصاب بالسرطان، إلى أن التقى بالشابة "خنيرا طيبو"، وهي مؤسسة هذه المدرسة، والتي بدأت تعلّمه اللغة الإنكليزية على درج المتحف الوطني في بيروت، ثم انتقلا إلى التعلّم يومياً في منزلها. وخلال عدة أشهر، بدأ صلاح يجمع رفاقه بائعي الورود ليتعلموا معه. فقررت خنيرا إنشاء هذه المدرسة عام 2015 في منطقة فردان.
لا تشبه مدرسة بائعي الورد باقي المدارس، فهي عبارة عن أربع غرف صغيرة ومطبخٍ متواضع، وعلى الحائط وضعت صوراً عديدة لأشكال الحيوانات، وللأرقام والأحرف الملونة، ووزعت الطاولات المستديرة والكراسي الملونة في الغرف تبعاً للحاجة، وعلى الأطفال مسؤولية تنظيم وترتيب ملفاتهم وأقلامهم. كما أنهم مسؤولون أيضاً عن نظافة الغرف.جنسيات متنوعةتضم المدرسة مجموعة من الأطفال بأعمار مختلفة، تبدأ من عمر 8 سنوات حتى 13 سنة. وبدأ عدد الطلاب يرتفع في بداية كل عام حتى وصل عام 2022 إلى 160 طالباً.
وفي حديث "المدن" مع المنسق الإداري في "26 LETTERS"، عيسى موسى مصطفى (17 عاما)، أوضح أن "هناك أكثر من 1100 طالب يريدون الانضمام إلى مدرستنا، فوضعنا كل الأسماء على لائحة الانتظار، ريثما نستطيع توسيع المدرسة لنتمكن من استقبالهم. وتضم المدرسة أطفالا من جنسيات مختلفة، سورية وسودانية وبنغلادشية، على سبيل المثال لا الحصر، إلى جانب مجموعة من الأطفال اللبنانيين. وهناك حوالى عشرة أطفال يذهبون إلى مدارسهم صباحاً، ومن ثم ينضمون إلى مدرستنا لتقوية لغتهم الإنكليزية، ولمساعدتهم على إنهاء واجباتهم المدرسية اليومية.شروط محددة وتعليم مجانياستقبلت المدرسة حوالى 25 متطوعاً لتعليم الأطفال. ومهام الإدارة الأساسية هي التنسيق مع كل متطوع جديد والاتفاق معه على تعليم تلاميذه المواد الأساسية لمدة ست ساعات في كل أسبوع. ويشارك الطفل في صفوف أخرى لتعلّم القيم والأخلاق والرسم، إلى جانب حصص أسبوعية تقدمها معالجة نفسية لمتابعة حالة الأطفال النفسية.
التعليم مجاني للجميع من دون استثناء. وأكاديمية تعليم اللغة العربية للأجانب والتابعة للجمعية هي التي تقوم بتمويل هذه المدرسة، والتي تقدم رواتب شهرية للعاملين في القسم الإداري. أما طاقم الأساتذة، فهم طلاب الجامعة الأميركية واليسوعية، يدرِّسون كمتطوعين ويقدمون حصصهم التعليمية مجاناً.لا شهاداتويؤكد خليفة أن هذه المدرسة لا تقدّم الشهادات للأطفال الذين ينضمون إليها، فهي مشروع فردي، ولا وجود لأي تعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي. فهي ليست مدرسة للتعليم غير النظامي لدمج الطلاب في المدارس النظامية. والهدف الأساسي هو تعليم الطفل مجموعة من اللغات وبعض المهارات لتخوله الاندماج في المجتمع من دون أي عوائق.
وشرح خليفة أن اختيار إسم المدرسة هو نسبةً لأحرف اللغة الإنكليزية التي تضم 26 حرفاً، وقام المعلمون بتأليف 26 كتاباً ورقياً لتوزيعها على الاطفال. وهي مجموعة من قواعد اللغة الإنكليزية والعربية وقواعد الرياضيات لأعمار مختلفة.
ويتم تقسيم الطلاب على أوقات مختلفة خلال النهار، فتفتح المدرسة أبوابها من الإثنين حتى يوم الجمعة، منذ السابعة صباحاً، حتى السابعة مساءً، وتستقبل الطلاب وفقاً للبرنامج المتفق عليه بين الأساتذة وأهالي الطلاب والإدارة.نموذج إداري جديدإلا أن اللافت في الفريق الإداري، أن الطفل الأول الذي تعلم في هذه المدرسة عُيّن بعدها مديراً. إذ تتألف الإدارة من الأطفال الذين تعلموا في المدرسة عام 2015، واليوم لم تتجاوز أعمارهم 20 عاماً. فالهدف الأساسي هو تدريب الأطفال على تحمل المسؤولية، ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع، ومنحهم الثقة بأن كل أحلامهم قابلة للتحقق.
أنجز هذا المشروع لتحقيق أمنية طفل تمنى أن يعيش حياةً طبيعية، وعليه، ستحاول إدارة هذه المدرسة جاهداً تحقيق باقي أحلام الأطفال، وتقديم الفرص المتاحة أمامهم للتعلم، ومن ثمّ إيجاد فرص عمل لائقة لهم في المستقبل. ب6 LETTERS"درسة "26العاملين ل العاملين اع عدد الأطفال الغير ملتحقين بالتعليم لظروف إقتصاديّة وإجتماعية، اع على نسب تلوثها والعمل