الكوليرا.. ضيف يحل ثقيلاً على القطاع الصحي اللبناني المنهك اصلاً بفعل الازمة الاقتصادية وتفشي فيروس كورونا. وعلى الرغم من المناشدات التي اطلقها وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض بوجوب توخي الحذر لا سيما بعد انتشار الوباء في سوريا، الا ان الوضع الصحي في المناطق الحدودية لا سيما الشمالية بات خارجاً عن السيطرة.
فما هي أسباب انتشار الكوليرا، وما مدى صحة ارقام الإصابات المعلنة، وكيف ستتم مواجهة الوباء في وقت يعاني فيه القطاع الصحي الأمرّين؟
في السياق، يعزو رئيس لجنة الصحة النيابية وعضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب الدكتور بلال عبد الله انتشار الكوليرا الى عاملين “الأول هو وجود مناطق موبوءة بالكوليرا في سوريا وقد كنا نتابع هذا الموضوع وللأسف اعتقد ان الإجراءات المتخذة هناك غير كافية. إضافة الى ان انتقال السوريين من والى لبنان من دون أية ضوابط ضمن المعابر الشرعية وغير الشرعية.
اما العامل الثاني فهو اهتراء شبكة الصرف الصحي وشبكات المياه في لبنان مما انعكس سلباً على نظافة المياه، بالإضافة الى غياب المعايير الصحية المطلوبة لدى النازحين السوريين في المخيمات حيث تبين ان عمل المنظمات الدولية المعنية بهذا الامر كان غير كاف”.
وعن مدى دقة ارقام الإصابات المعلنة يقول عبدالله: “الاعداد المعلنة هي المثبتة مخبرياً ولكننا نعلم ان هناك عشرات وربما مئات الحالات الأخرى غير المعلنة خاصة وان بعض المصابين يعانون من عوارض جد خفيفة. وهؤلاء ربما قد لا يعلمون انهم مصابون بالكوليرا. وللأسف نعم هذا مؤشر خطير في هذه المسألة”.
ورداً على سؤال حول كيفية مواجهة وباء الكوليرا لا سيما وان القطاع الصحي منهار، يلفت رئيس لجنة الصحة النيابية الى ان “وزارة الصحة بما لديها من إمكانات تقوم بتحضير المستشفيات لا سيما الحكومية منها لاستقبال مرضى الكوليرا، وقد تم طلب لقاحات وتجهيزات من الخارج، كما جرى تأمين الامصال المطلوبة. وقد أنشئت خلية ازمة في رئاسة الحكومة لهذا الملف. كما ان لجنة الصحة النيابية ستواكب هذا الموضوع خلال اليومين المقبلين مع كل الإدارات المعنية”.
ويختم عبد الله حديثه بتوجيه رسالة الى المواطنين يطلب منهم فيها “الانتباه لمياه الشفة. فكل مواطن او كل عائلة غير مقتنعة او غير مثبت لديها ان المياه التي تستعملها للشفة سليمة يرجى منهم تعقيمها عبر غليها او وضعها في الشمس. كما ادعو الجميع الى الامتناع عن تناول الخضار الورقية في الوقت الحاضر”.
اذاً، مرة جديدة تطرق المسؤولية المجتمعية باب اللبنانيين متسلحة بوباء جديد قد يكون اكثر واشد فتكاً من فيروس كورونا. فهل سيكون الوعي سيد الموقف على قاعدة ان “درهم وقاية خير من قنطار علاج” ام ان الكوليرا ستتفشى بشكل يصعب ضبطه؟..