نظّمت إدارة الجامعة اليسوعيّة يوم أمس السبت الانتخابات الطلّابيّة في مختلف مجمّعاتها وكلياتها، ليفضي اليوم الانتخابي الطويل إلى تقاسم النادي العلماني والمستقلّين من جهة، والقوّات اللبنانيّة من جهة أخرى، الجزء الأكبر من مقاعد الكليّات، في مقابل حصّة متواضعة جدًا لتحالف الثنائي الشيعي مع التيّار الوطني الحر، ولوائح حزب الكتائب اللبنانيّة. مع الإشارة إلى أنّ إدارة الجامعة اليسوعيّة تعتمد النظام النسبي على أساس الكليّات كدوائر انتخابيّة، ما يجعل عدد المقاعد مرآة لنسبة الأصوات التي حصّلها كل طرف داخل كل كليّة.استعادة "الحقوق"حملة "طالب"، المدعومة من النادي العلماني، تمكنت في النهاية من الفوز برئاسات سبع كليّات، ونحو 77 مقعدًا في مجالس الكليّات. كما تمكنت الحملات المستقلّة الأخرى، التي تنسّق في العادة ترشيحاتها ولوائحها مع حملة طالب، من الفوز بـ31 مقعدًا، ما يجعل حصيلة المستقلين في الجامعة 108 مقاعد في مختلف الكليّات والمجمّعات والمعاهد الجامعيّة.
إلا أنّ أهم ما تمكّن النادي العلماني من تحقيقه هذه السنة، كان استعادة كليّة الحقوق في مجمّع هوفلان، التي تكتسب المعركة فيها كل سنة في وجه القوّات اللبنانيّة رمزيّة وأهميّة استثنائيّة على المستوى السياسي، خصوصًا بالنظر إلى الاهتمام التي تعطيه القوّات إلى هذا المجمّع كمعقل تاريخي لها. مع الإشارة إلى أنّ النادي العلماني تمكّن من الحصول على رئاسة كليّة الحقوق و7 من أصل 11 مقعداً فيها، ما يعتبر من وجهة نظر النادي نصرًا حاسمًا هذا السنة. وكان النادي العلماني قد فاز للمرّة الأولى بهذه الكليّة منذ سنتين، قبل أن تستعيد القوّات هذه الكليّة السنة الماضية، ليعود النادي ويقلب الآية مجددًا هذه السنة.
في سائر الكليّات، حصدت القوّات –حسب بيانها- نحو 85 مقعدًا، ما يجعلها الفائز الثاني بعد النادي العلماني والمستقلين. وكانت القوّات قد اعتبرت هذه النتيجة انتصارًا كاسحًا لها، لنيلها هذا القدر من المقاعد كطرف منفرد. لكن في جميع الحالات، يمكن القول أنّ القوّات تمكّنت من تسجيل حضور وازن مقارنة بغريمها التقليدي في الجامعة قبل الثورة، أي تحالف التيّار والثنائي الشيعي، إلا أنّها لم تتمكن من مقارعة الخطاب التغييري الذي قدّمه المستقلون وحملة طالب، وهو ما انعكس في نتيجة أبرز معاقل القوّات في مجمّع هوفلان.الجميع يحتفل!أمّا تحالف التيّار الوطني الحر والثنائي الشيعي، فانحصرت نتيجته بـ37 مقعدًا، مقابل 8 مقاعد فقط لحزب الكتائب. وقد حرص التيّار على تبرير هذه النتيجة الهزيلة في بيانه يوم أمس، متحدثًا عن "سنتين من حملات الشيطنة والتشويه والتنمّر التي تعرّض لها طلاب التيار الوطني الحر، بسبب ما سمي بالثورة ومتسلقيها". ومع ذلك، حاول التيّار تعداد بعض الإنجازات الهامشيّة في بيانه التبريري، كحصوله على 6 مقاعد من أصل 17 في كليّة الهندسة، و6 مقاعد من أصل 13 في كليّة الآداب، وهو ما لا يمثّل أغلبيّة مطلقة في أي من الكليّتين. وفي النتيجة، اعتبر البيان أن التيّار تمكن من تحقيق "نتائج مشرّفة" في كليّات اليسوعيّة.
هكذا، وكحال كل عام، خرج الجميع محتفلًا أو مبرّرًا في نتائج انتخابات اليسوعيّة. العلماني والمستقلّون حصّنوا تقدّمهم النسبي على القوّات في عدد المقاعد، وأضافوا إليه نتيجة هوفلان. القوّات حافظت على تقدّمها على التيّار والثنائي، والكتائب حافظ على حصّة رمزيّة جدًا من عدد المقاعد.