أطلقت مجموعات "نبض الجنوب" و"عامية 17 تشرين" وشخصيات مستقلة "تيار التغيير في الجنوب" في منطقة النبطية بحفل أقيم في صالة "لافتيا"، اليوم السبت في 22 تشرين الأول.تجارب متنوعة"تيار التغيير" عبارة عن كيان سياسي يتماهى مع مجموعات وقوى أخرى مثل "شبكة مدى" و"لقاء تشرين" و"شمالنا" و"سهلنا والجبل" والأندية العلمانية، ويهدف إلى التواصل مع مختلف القوى المعارضة في لبنان لوضع أسس للقاء على مستوى لبنان، كما عرّف عنه المنظمون.المنضوون في هذا التيار مجموعات وأفراد مستقلون من كل مناطق الجنوب، من مشارب فكرية متعددة، ومن تجارب حزبية وطالبية متنوعة، تقاطعت مواقفهم خلال وقبل 17 تشرين وأثناء الانتخابات النيابية الأخيرة، التي أدت إلى فوز النائبين المستقلين فراس حمدان والياس جرادة.مواجهة فائض القوةافتتح الناشط السياسي علي مراد اللقاء بكلمة أكد فيها أن الجنوبيين يجددون بعد التجربة الانتخابية الأخيرة، العهد على السير قدما في مواجهة منظومة الفساد في السلطة الجائرة والمتهاوية، التي ارهقت البلاد بالأزمات المتعاقبة والممارسات الميليشياوية المتفاقمة والمدمرة لمرتكزات الدولة، وبسياسة المحاصصة الطائفية والمذهبية والاستقواء بشتى أساليب العنف والترهيب والتعطيل والتعدي على حقوق الانسان".وأضاف: "نحن في الجنوب في مواجهة مع فائض القوة وعصابة من الفاسدين وامراء حرب. لقد سعى ثنائي حزب الله- حركة أمل إلى انهاء السياسة المحلية وقضى على حيوية المجتمع في الانخراط بالعمل السياسي. واستعاض عن العمل السياسي بشبكات زبائنية وخدماتية معقدة، فرضت على المواطنين أمر واقع مسلوب الإرادة. وفي مواجهة ذلك، كانت معركتنا الانتخابية في دوائر الجنوب الثلاثة في مواجهة لوائح الثنائي وحلفائهم والتي استطاعت ان تكسر الهيمنة والتسلط".ولفت إلى أن "تيار التغيير في الجنوب، مساحة سياسية تشاركية تتواصل مع الرفاق والرفيقات في القوى السياسية، التي خضنا واياهم النضالات المشتركة منذ 17 تشرين وصولا إلى الانتخابات النيابية ضمن قواسم مشتركة تُغلّب التقاطعات على التباينات".
ودعا "قوى 17 تشرين إلى إعادة انتظامها السياسي من أجل التوصل إلى خريطة الطريق لتحقيق دولة القانون، الدولة المدنية ذات النظام العلماني والقضاء المستقل في الجنوب وفي كل لبنان".كيان سياسيوفي حديثه إلى"المدن" قال مراد أن الخيار وقع على تسمية "تيار" لأنه في موقع وسطي بين الحزب والتجمع. وعلى "تغيير" لأن لبنان بحاجة لقوى بديلة تخرجه من أزمته. وهو في الجنوب، لأنه يضم جنوبيين وجنوبيات، لكن يسعى للتلاقي مع مجموعات وقوى أخرى على مستوى الوطن. وهو عبارة عن كيان سياسي، ويسعى الى التغيير السلمي الديمقراطي وبناء الدولة والمؤسسات واحترام القانون وتطبيق العدالة الاجتماعية والعلمانية.وأضاف أن "تيار التغيير في الجنوب يسعى لترجمة صوت الجنوبيين لانتاج مشروع سياسي في مواجهة قوى السلطة التي تتحمّل مسؤولية تدمير الدولة وانتهاك السيادة الوطنية، وتجاوز الدستور والقوانين ونهب المقدّرات الوطنية والانهيار المالي والاقتصادي".التنازل عن السيادةولفت إلى أن "الجنوبيين يعيشون منذ أكثر من 30 عاما تحت سطوة النهج الإلغائي والزبائنية والفساد، وفائض القوة، وتخوين كل المعارضين.وغمز من قناة ملف ترسيم الحدود، "الذي اعتبره حزب الله انتصاراً، بينما الاتفاقية مخزية. فحزب الله، الذي عمل على تكريس منطق التخوين في الجنوب وفي كل لبنان، يريد أن يمنع النقاش الجدي والصريح حول مآلات التفاوض والترسيم. فالمسار التفاوضي من خارج المؤسسات الدستورية وصل الى ذروته في الاستغناء المجاني عن الخط 29 وعن حقل كاريش، وأتى نص الاتفاقية مقراً التنازل عن السيادة الفعلية على حقل قانا".وأكد أن هناك ثـلاث ركائز أساسية يقوم عليها "تيار التغيير" تتمثل أولاً ببناء أسس الجمهورية الجديدة، التي تقوم على علاقة مباشرة بين المواطن والدولة. وثانياً تثبيت مبدأ أن الخروج من الأزمة الحالية، لا يتحقق إلا من خلال اعتماد نموذج اقتصادي جديد يقوم على التوزيع العادل لكلفة الانهيار، وتحقيق العدالة الضريبية وبناء شبكة الأمان الاجتماعية، ورفض بيع أصول الدولة لتسديد الخسائر. وثالثاً تكريس السيادة الكاملة للدولة: سيادة دولة القانون وسيادة الدولة الداخلية والخارجية، والسيادة الاقتصادية والاجتماعية، وسيادة الشعب على أرضه ومياهه واقتصاده ومؤسساته الدستورية.سيعمل الناشطون في هذا التيار التغييري في المرحلة المقبلة على "عقد لقاءات وفتح نقاشات داخلية ومع الأصدقاء والمجموعات والنخب في الجنوب لوضع وثيقة سياسية، تنطلق من مرجعية 17 تشرين، ومواجهة الاحتكار السياسي في الجنوب، وتحدد أولويات العمل للتغيير الديمقراطي". وبالموازاة ستتحرك إلى جانب مجموعات وقوى سياسية بديلة في مختلف المناطق لتشكيل لقاء سياسي على مستوى لبنان.