لفت وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض إلى أن الأزمة الحالية بما يتعلق بوباء الكوليرا تسببت بها عقود من الإهمال وعدم تأمين الخدمات الأساسية التي ندفع ثمنها غاليا.كلام الأبيض جاء أثناء جولة قام بها إلى شمال لبنان، توقف خلالها في مستشفى طرابلس الحكومي، حيث عاين الأقسام التي يتلقى فيها المصابون بالكوليرا العناية الصحية، وعقد بعدها لقاء موسعا شارك فيه رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور فواز حلاب ومدير المستشفى ناصر عدرة ورئيس مصلحة الصحة في الشمال سعدالله صابونة ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مياه لبنان الشمالي خالد عبيد ووفد من "اليونيسف" والأطباء.تلوث المياهبعد اللقاء قال الأبيض:"نتابع ميدانيا التطورات الصحية في ظل اتساع عدد الإصابات بالكوليرا. وفي الواقع ان مستشفى طرابلس الحكومي ومعه مستشفى حلبا الحكومي يواجهان الوباء الذي يتوسع، وغالبية المرضى من منطقة عكار".
أضاف: "نلاحظ أن تلوث المياه سبب رئيسي في الإصابات، إذ يتعذر الوصول إلى مصادر مياه نظيفة او موثوقة، وفي بعض الأحيان يؤدي استخدام المياه غير النظيفة في الزراعة إلى الإصابة بالكوليرا. ونسجل من خلال جولتنا سرعة في تغير حالة المصابين وحاجتهم بالتالي إلى الامصال، وهذا الأمر يحتم علينا زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات خاصة تلك التي في خط الدفاع الأعلى، سواء في طرابلس أو المنية أو حلبا أو سير الضنية أو في مناطق أخرى سنزورها غدا في عرسال والبقاع".دعم المستشفياتوتابع: "هذه المستشفيات بحاجة إلى دعم وهي فرصة لنحدد معها ما هي الأمور التي يجب أن يوفر الدعم من خلالها. ومما رأيناه فان هذه المستشفيات تحتاج لدعم العامل البشري وقطاع التمريض والقطاع الطبي وتعزيز هذه القطاعات حتى تتمكن من القيام بالواجب المطلوب منها في هذه الظروف الصعبة".ووفق الأبيض، "هناك أمور عدة من المستلزمات المطلوبة للمستشفيات سواء في أقسام العناية او في الغرف العادية خاصة لمحاربة التلوث ومنع انتقال العدوى، ونحن حضرنا من جهتنا لوائح بهذه الطلبات وأمّنا جزءا منها، ونحن مستمرون مع شركائنا في توسعة القدرة الاستيعابية، وهذا ما يحصل في كل مستشفياتنا في حلبا وطرابلس وغيرها، وهناك مستشفيات أخرى تدخل على الخدمة، وأخيرا هناك مستشفيات ميدانية منها ما ندرس انشاءه في عرسال وبر الياس ومنطقة المنية".الأمصال واللقاحوقال: "بالنسبة إلى الموضوع الأساسي أي الكوليرا، هناك حاجة للمسارعة إلى المعالجة المبكرة عن طريق الامصال، ويمكننا ان ننقذ الكثير من الأرواح. ولا بد من التأكيد على توفر اللقاح، فإلى جانب الوقاية بتأمين المياه النظيفة والمساعدة في الصرف الصحي أيضا، يمكن ان نعتمد على اللقاح، فتوفيره ضروري للعاملين والمناطق التي تسجل نسبة كبيرة من الإصابات".وختم أن "الأزمة الحالية تسببت بها عقود من الإهمال وعدم تأمين الخدمات الأساسية لهذه المناطق، ونحن الآن كمواطنين ووزارة صحة ندفع ثمنا غاليا نتيجة عدم تأمين هذه الخدمات الأساسية، لذلك نرى وجوب أن تكون هذه الأزمة جرس إنذار لأزمات ممكن ان تأتي في المستقبل ما لم يتم الاستثمار الصحيح بقطاع الخدمات الأساسية. ان كل هذه الاوبئة كان من الممكن تجنبها لو توفر عندنا قطاع خدمات أساسية وبنى تحتية جيدة. وللأسف فان الأزمة الحالية ناتجة عن غياب هذا القطاع والمعنيون يعرفون أنفسهم سواء في لبنان او الشركاء الدوليين، فنحن بحاجة ملحة إلى الاستثمار في هذا القطاع لكي نتجنب المزيد من الأزمات في المستقبل".