تابع وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض جولته في طرابلس، وكان مستشفى طرابلس الحكومي في القبة محطته الرابعة حيث جال في الأقسام التي يتلقى فيها المصابون بالكوليرا العناية الصحية.
وعقد بعد جولة شملت أقسام المعاينة والطوارىء لقاء موسعا شارك فيه رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور فواز حلاب ومدير المستشفى ناصر عدرة ورئيس مصلحة الصحة في الشمال سعدالله صابونة ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مياه لبنان الشمالي خالد عبيد ومنسق تيار العزم في عكار هيثم عزالدين ووفد من “اليونيسف” والأطباء.
بعد اللقاء قال الأبيض: “نحن هنا في المحطة الرابعة من جولتنا في منطقة الشمال ونتابع ميدانيا التطورات الصحية في ظل اتساع عدد الإصابات بالكوليرا. وفي الواقع ان مستشفى طرابلس الحكومي ومعه مستشفى حلبا الحكومي يواجهان الوباء الذي يتوسع، وغالبية المرضى من منطقة عكار”.
أضاف: “نلاحظ ان تلوث المياه سبب رئيسي في الإصابات، إذ يتعذر الوصول الى مصادر مياه نظيفة او موثوقة، وفي بعض الأحيان يؤدي استخدام المياه غير النظيفة في الزراعة الى الإصابة بالكوليرا. ونسجل من خلال جولتنا سرعة في تغير حالة المصابين وحاجتهم بالتالي الى الامصال، وهذا الأمر يحتم علينا زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات خاصة تلك التي في خط الدفاع الأعلى، سواء في طرابلس او المنية او حلبا او سير الضنية ، او في مناطق أخرى سنزورها غدا في عرسال والبقاع. هذه المستشفيات بحاجة الى دعم وهي فرصة لنحدد معها ما هي الأمور التي يجب أن يوفر الدعم من خلالها، وما رأيناه ان هذه المستشفيات تحتاج لدعم العامل البشري وقطاع التمريض والقطاع الطبي وتعزيز هذه القطاعات حتى تتمكن من القيام بالواجب المطلوب منها في هذه الظروف الصعبة، علما أن العاملين في هذه المستشفيات لم يقصروا على مدى سنتين في مواجهة كورونا، واليوم مطلوب منهم مواجهة الكوليرا. نحن من جهتنا ملتزمون بالوعود التي قطعناها لهم، وخلال هذا الاسبوع سنحرص على أن تلتزم وزارة المال بتعهداتها وتصفية مستحقات هذه الفئة، فنحن بصدد جندي مجهول معلوم، يجب أن نوفر له كل الدعم ليتمكن من الاستمرار بالقيام بواجباته”.
وتابع: “هناك أمور عدة من المستلزمات المطلوبة للمستشفيات سواء في أقسام العناية او في الغرف العادية خاصة لمحاربة التلوث ومنع انتقال العدوى، ونحن حضرنا من جهتنا لوائح بهذه الطلبات وأمنا جزءا منها ، ونحن مستمرون مع شركائنا في توسعة القدرة الاستيعابية، وهذا ما يحصل في كل مستشفياتنا في حلبا وطرابلس وغيرها، وهناك مستشفيات أخرى تدخل على الخدمة، وأخيرا هناك مستشفيات ميدانية منها ما ندرس انشاءه في عرسال وبر الياس ومنطقة المنية”.
وقال: “بالنسبة إلى الموضوع الأساسي أي الكوليرا، هناك حاجة للمسارعة الى المعالجة المبكرة عن طريق الامصال، ويمكننا ان ننقذ الكثير من الأرواح. ولا بد من التأكيد على توفر اللقاح، فإلى جانب الوقاية بتأمين المياه النظيفة والمساعدة في الصرف الصحي أيضا، يمكن ان نعتمد على اللقاح، فتوفيره ضروري للعاملين والمناطق التي تسجل نسبة كبيرة من الإصابات”.
وختم: “ألفت ختاما الى أن الأزمة الحالية تسببت بها عقود من الإهمال وعدم تأمين الخدمات الأساسية لهذه المناطق، ونحن الآن كمواطنين ووزارة صحة ندفع ثمنا غاليا نتيجة عدم تأمين هذه الخدمات الأساسية، لذلك نرى وجوب أن تكون هذه الأزمة جرس إنذار لأزمات ممكن ان تأتي في المستقبل ما لم يتم الاستثمار الصحيح بقطاع الخدمات الأساسية، لأننا نعرف ان كل هذه الاوبئة كان من الممكن تجنبها لو توفر عندنا قطاع خدمات أساسية وبنى تحتية جيدة، وللأسف فان الأزمة الحالية ناتجة عن غياب هذا القطاع والمعنيون يعرفون أنفسهم سواء في لبنان او الشركاء الدوليين ، فنحن بحاجة ملحة الى الاستثمار في هذا القطاع لكي نتجنب المزيد من الأزمات في المستقبل”.