"إن مستويات الفقر غير المسبوقة، ومعدلات البطالة المرتفعة للغاية، ودرجات اليأس المتزايدة تنتشر في انحاء لبنان، الأمر الذي أثر بشدة على اللبنانيين ولاجئي سوريا وفلسطين. ويأتي ذلك وسط إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في التاريخ الحديث، والتي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19 وسوء الحوكمة وانهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية. إن لاجئي فلسطين، الذين يعيشون في مخيمات مكتظة ويعانون بسبب سياسات التمييز، هم أحد أفقر الناس في البلاد عبر العقود. أصبحوا الآن يتشبثون بآخر ما تبقى".
في هذا السياق، ناشد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني المساعدة للحصول على 13 مليون دولار التي تشتد الحاجة اليها لتتمكن المنظمة من مساعدة العدد المتزايد من لاجئي فلسطين الذين يستعينون بالأونروا.
يؤكد كثر من لاجئي فلسطين إن "أي شيء" اصبح أفضل من حياتهم اليوم. في الوقت الذي تتوجه أنظار العالم إلى مكان آخر، يواصل هؤلاء المخاطرة بانفسهم بحثاً عن حياة أفضل.
"يعيش كل لاجئ من فلسطين في لبنان تقريباً في فقر. لقد ارتفع متوسط تكلفة السلة الغذائية ستة أضعاف في العام الماضي، وهي احدى أعلى الارتفاعات التي سجلها العالم هذا العام. كما أن تكلفة المياه والوقود والكهرباء والغاز والنقل والرعاية الصحية ارتفعت من ثلاث إلى خمس مرات. هناك نقص متزايد في الأدوية وباتت العائلات غير قادرة على دفع ثمنها منذ رفع الدعم الحكومي. لم يعد عدد كبير جداً من عائلات لاجئي فلسطين قادر على دفع مقابل الرعاية الصحية الثانوية. ويفقد اليوم بعض من تلك العائلات العلاج المنقذ للحياة فقط لتجنب تراكم الديون.قطرة في محيط من اليأس"في حين دأبت الأونروا على المساعدة وتقديم المعونات النقدية وغيرها من الخدمات الأساسية، فإن مساعدتنا ليست سوى قطرة في محيط من اليأس. ومع النقص الشديد الذي نواجهه في تمويل المناشدات الإنسانية الطارئة، فإن لاجئي فلسطين غالبا ما يكونون غير قادرين حتى على العيش بكفاف. هناك حاجة فورية إلى أكثر من ذلك بكثير لتجنب المزيد من المآسي. فاستنادا إلى آخر مسح أجرته الأونروا، فإن 93 بالمئة من كافة لاجئي فلسطين في لبنان فقراء.
"لقد حان الوقت لاتخاذ خطوات فعلية. علينا أن نتحمل المسؤولية الجماعية، وأن نمد يد العون للبنان للمساعدة في سحب الناس من على حافة الهاوية.
"تناشد الأونروا الحصول بشكل عاجل على 13 مليون دولار من أجل لاجئي فلسطين في لبنان. وسيمكن ذلك الوكالة من تقديم المساعدات النقدية التي تشتد الحاجة إليها، ومواصلة تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، وإبقاء مدارسنا مفتوحة حتى نهاية العام".الأرقام كمؤشر على المآسييعيش حوالى 210 ألف لاجئ من فلسطين في لبنان (180 ألف لاجئ فلسطيني من لبنان إضافة إلى 30 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا) في 12 مخيماً رسمياً للاجئين، أو خارج المخيمات في ظروف معيشية مكتظة.
يحظر على هؤلاء ممارسة 39 مهنة في لبنان، بما في ذلك في مجالات الطب العام وطب الأسنان والصيدلة والعلاج الوظيفي والقانون وغيرها من المهن.
ومع تدهور الأحوال الأمنية في بعض المخيمات على مر السنين، وزيادة في العنف واستخدام الأسلحة، لجأ العديد من اللاجئين إلى آليات التكيف السلبية، بما في ذلك تعاطي المخدرات.
وتحاول الأونروا المساعدة في التوعية، فتؤمن التعليم لأكثر من 39 ألف طفل لاجئ من فلسطين.
وتسجل الأونروا أكثر من 550 ألف زيارة مرضية كل سنة في مراكزها للرعاية الصحية التي يبلغ عددها 27 مركزا في لبنان.
وقد وصلت الأونروا إلى 162 ألف لاجئ من فلسطين وقدمت لهم معونات نقدية هذا العام.