أعلن الروائي الفرنسي من أصول لبنانية، سليم نصيب، في بيان، له أنه تخلّى عن المشاركة في مهرجان "بيروت كتب" الذي ينظّمه "المركز الثقافي الفرنسي في لبنان"، قائلاً إن تصريحات وزير الثقافة اللبنانية "أثارت اشمئزازه بشدة". وكان من المفترض أن يطلق نصيب من بيروت روايته الجديدة "الجلبة" Le Tumulte التي ولد بطلها في بيروت لعائلة يهودية.
وكان وزير الثقافة، محمد مرتضى، قد صرّح بأن: "لبنان متشبث بالانفتاح الثقافي والتلاقي الفكري بين حضارات الأمم، ونرحب بأي تعاون ثقافي بين الدول والشعوب، كما نثمّن أي انفتاح على الفكر العالمي وتجلياته المعرفية. لكننا نحذر من استغلال الحراك الثقافي في سبيل الترويج للصهيونية وخططها الاحتلالية العدوانية الظاهرة والخفية التي بدأت بالأرض ولن تنتهي بالعقول. التطبيع الثقافي أشد ضرراً على الوطن وكيانه ومستقبله من أي تطبيع سياسي أو أمني أو عسكري. وما دامت القوانين اللبنانية التي تعبر عن مشيئة الشعب بكامل أطيافه، وكذلك قيم أبناء هذا الوطن وأخلاقياتهم وتضحياتهم، تحظر كل أنواع التطبيع مع إسرائيل، بما فيها التطبيع الثقافي مباشرة أو مواربة، فإن وزارة الثقافة في لبنان لن يكون بمقدورها، قانوناً وانتماءً إلى الحق، أن تفتح الباب لثقافة صهيونية ولو مقنعة، أو أن تشرع لبنان ليكون منبراً دعائياً لأدب صهيوني المحتوى ولأدباء صهيونيي الأهداف والمقاصد والهوى".وعلى أثر تغريدة الوزير أعلن خمسة كتّاب فرنسيين انسحابهم من المشاركة في المهرجان الفرانكوفوني "بيروت كُتُب"، وهم: باسكال بروكنير، بيار أسولين، إيريك شميت، الطاهر بن جلون وسليم نصيب، وذلك "لأسباب شخصية" وأخرى تتعلّق بتدهور الوضع العام في لبنان، إضافة إلى تغريدة وزير الثقافة محمد مرتضى التي أشار فيها إلى مشاركة كُتّاب يقومون بـ"الترويج للأدب الصهيوني".الجدير بالذِّكر أن سليم نصيب كان ضمن المجموعات القريبة من الحزب الشيوعي اللبناني، ومن سكان وادي أبو جميل، والداه وجدّه من عشاق طرب أم كلثوم، وهو من عائلة يهودية متحدرة من أصول دمشقية حلبية وصلت الى لبنان في بداية الأربعينيات من القرن الماضي، عند اشتداد الصراع العربي الاسرائيلي. ثم اختار نصيب الهجرة الى باريس في العام 1969، حيث عمل في الصحافة كمراسل لجريدة "ليبراسيون"، وكتب الكثير عن القضية الفلسطينية. في أواخر التسعينيات، حين دعا "مسرح بيروت"، نصيب، الى الاحتفال بالذكرى الخمسين للنكبة، وقعت الواقعة وجنّ غلاة الممانعة ودعاة "وحدة المسار والمصير".ولعل أكثر ما حظي بالشهرة من أعمل نصيب، روايته بالفرنسية عن أم كلثوم، تحت عنوان Oum، وهو الاسم المعروف لأم كلثوم في فرنسا، على غرار "ثومة" في العالم العربي. وتُرجمت الرواية إلى الإنجليزية والإيطالية بعنوان "أحببتك لأجل صوتك"، فيما ترجمها للعربية الشاعر اللبناني الراحل بسّام حجّار تحت عنوان "كان صرحاً من خيال" المأخوذ من قصيدة "الأطلال". وسليم نصيب، استوحى غالبية أعماله من التاريخ العاطفي للمشاهير. وتتناول روايته عن أم كلثوم غرام الشاعر أحمد رامي بها. وسعى نصيب، وبلسان رامي الذي بدا في حالة من العشق الصوفي، تسليط الضوء على الحياة الأدبية والفنية وتركيب تاريخ مصر منذ العام 1924 إلى 1975 تاريخ وفاة أم كلثوم.أما عن نشاطات "بيروت كُتب"، فقالت سابين سورتينو، مديرة المركز الثقافي الفرنسي في بيروت، الذي ينظم المهرجان، لوكالة "فرانس برس": "لقد أكد لنا وزير الثقافة دعمه الكامل لتنظيم المهرجان الذي يهدف إلى إعادة إبراز دور بيروت كعاصمة ثقافية". وأوضحت أن "البرنامج الطَموح للمهرجان، قائم"، مضيفة أن "أكاديمية غونكور أكدت أنها ستفي بالتزامها" وأن رئيسها ديدييه دوكوان سيحضر إلى بيروت للإعلان عن أسماء المتأهلين في 25 تشرين الأول/أكتوبر.وكان الكاتب الفرنسي من أصل لبناني أمين معلوف الحائز جائزة غونكور، تعرّض العام 2016، لحملة في لبنان لإدلائه بحديث إلى وسيلة إعلام إسرائيلية.