اختفت الطبقة الوسطى من لبنان تقريباً، في ظل الأزمة الحالية. لكن نوعية الطلاب وانتماءهم لمختلف طبقات المجتمع لم تتغير في الجامعة اللبنانية الأميركية، وإن تغيرت، فهي غير ملحوظة. لا بل إن عدد الطلاب ارتفع هذا العام بخلاف توقعات بخسارة الجامعة بين 10 و15 بالمئة من طلابها، بعدما حصرت تحصيل الأقساط بالدولار النقدي. فالجامعة كانت تضم نحو 8300 طالب، وارتفع العدد إلى 8600 طالب، وفق ما أكد رئيس الجامعة البروفسور ميشال معوض.
جامعتكم هي الوحيدة التي دولرت أقساطها بالكامل في لبنان، هل يمكن القول أن الخطر على مستقبل الجامعة زال بعد قرار تحصيل الأقساط بالدولار؟الأمر ليس بهذه البساطة. الدولرة هي بمعنى أننا نحصل الأموال من الطلاب بالدولار ولا نقبل الليرة اللبنانية، لأننا لا نستطيع تقدير ما هي القيمة الفعلية لها. لكن لم تقدم الجامعة على الدولرة الشاملة، لأن الطلاب حالياً لا يدفعون القسط مئة بالمئة. فحوالى الثمانين بالمئة من الطلاب حصلوا على منح دراسية، تصل بمعدل وسطي إلى نحو ستين بالمئة من القسط. بمعنى أن الاختصاص الذي يكلف في الفصل عشرة آلاف دولار، أكثر من ثمانين بالمئة من الطلاب يدفعونه بين ثلاثة وأربعة آلاف دولار فقط.طبعاً ما زال الخطر موجوداً، لكن الوضع بات أفضل بقليل من السابق. فالجامعة لن تستدين مثل السنتين الفائتين (استدانت 73 مليون دولار من وقف الجامعة في أميركا)، لتغطية النفقات التشغيلية. ومن المرجح أن لا تستدين أكثر من 15 مليون دولار هذا العام.المقصود من كلامك أن عشرين بالمئة فقط من الطلاب يدفعون القسط كاملاً بالدولار؟تحديداً نحو 18 بالمئة من الطلاب يدفعون القسط كاملاً من أصل نحو 8600 طالب في الجامعة. فهؤلاء إما لا يطلبون أي مساعدة من الأساس، أو لأن الجامعة تأكدت من أن وضعهم المادي لا يؤهلهم للحصول على المساعدة، وذلك بعد دراسة ملفاتهم بشكل تفصيلي. فالجامعة تمحص في ملفات الطلاب، فمنهم من اكتشفت أن ذويه لديهم أملاكاً أو أصحاب مؤسسات تجارية كبيرة، أو يتلقون رواتب مرتفعة بالدولار. أما باقي الطلاب فيدفعون الفرق بين القسط الجامعي والمنحة المقدمة لهم. لكن الدفع بالدولار وليس بالليرة. كيف تتحققون من هذا الأمر؟كل الملفات تخضع لدراسة لمدة طويلة، وتطلب الجامعة مستندات عن عمل ذويهم في لبنان أو في الخارج. وهناك تدقيق بالمداخيل والإيرادات الأخرى للعائلة مثل العقارات والأعمال التجارية وغيرها. وسبق وطلبنا من الطلاب الذين يعمل ذويهم برواتب مرتفعة في الخارج عدم طلب مساعدة الجامعة وحرمان غيرهم من الطلاب المستحقين.إذا كان الوضع كما تصفه، كيف تفسر احتجاجات الطلاب؟ شاهدنا اعتراضات كبيرة من الطلاب وإشكاليات داخل الجامعة ظهرت على وسائل التواصل؟ما تقوله صحيحاً. لقد حصلت اعتراضات. لكن إذا نظرنا إلى عدد الطلاب، فقد ارتفع بخلاف السنوات السابقة والجامعات الأخرى. رغم اعتراض الطلاب، نلاحظ أن اللبنانيين لديهم إمكانيات مالية، غير ذلك لكان العدد سينخفض حكماً. رغم الأزمة الحالية يتبين لنا أن اللبنانيين ما زالوا قادرين على تعليم أبنائهم. ومن هم غير قادرين يتلقون المنح من الجامعة.ما هي أنواع المنح وكيف تمنح للطلاب؟خصصت الجامعة مئة مليون دولار منح وهي بأنواع عدة: منحة للطلاب المتفوقين وأصحاب المعدلات المرتفعة، مثل الطلاب الأوائل في شهادة الثانوي في لبنان، الذين تأخذهم الجامعة على عاتقها. ومنح الجدارة داخل الجامعة، لكنها قليلة. أما غالبية المنح فتذهب للطلاب الذين لا يستطيعون دفع الأقساط كاملة. ويختلف حجم المنحة من طالب إلى آخر حسب مدخول عائلته، مثل موظفي القطاع العام والأسلاك العسكرية وغيرهم. كما أن الجامعة تعطي منحاً للطلاب كقروض ميسرة، نسبة الفائدة عليها نحو واحد بالمئة، تسدد بعد نحو أربعة سنوات من التخرج.ما زال القسم الأكبر من رواتب الأساتذة بالليرة اللبنانية. لماذا لم تنعكس دولرة الأقساط على رواتب الأساتذة والموظفين؟لقد انعكس الأمر منذ العام الفائت. والجامعة بصدد رفع نسبة الدولار النقدي في رواتب الأساتذة والموظفين. كانت نسبة الدولار تتراوح بين 15 و35 بالمئة العام الفائت. وفي شهر تموز، أي قبل تسجيل الطلاب، رفعنا النسبة بعشرة بالمئة إضافية. وبعد إجراء الحسابات الجديدة سيعاد النظر بالنسبة من جديد، وسترتفع إلى معدل جيد بالدولار النقدي.توجه انتقادات للجامعة بأنها تمنع الحياة السياسية داخل الحرم الجامعي. متى ستسمح الجامعة بالعمل السياسي للطلاب؟نريد إبعاد السياسة والمشاكل المصاحبة لها عن حرم الجامعة. لكن في مجلس الجامعة جميع الطلاب من كل الأحزاب ممثلة، ولا نمنع أي حزب من التمثيل. أما الأنشطة الحزبية فممنوعة داخل حرم الجامعة لتجنب المشاكل التي تحصل. لكن عندما انتقلنا إلى تحصيل القسط بالدولار التقينا بجميع الطلاب المنتمين للمجموعات والأحزاب، وتفهموا الوضع عندما وجدوا أن حجم المنح كبير جداً.