كما كان متوقعاً، عقدت الدورة الأولى من جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيما فّقد النصاب في الجلسة الثانية. حضر 119 نائباً، فيما انخفض عدد أصوات الورقة البيضاء من 63 في الجلسة الأولى إلى 55 في الجلسة الثالثة، وهذا يعود إلى أن عدداً من النواب السنّة قد صوتوا بورقة لبنان الجديد، وعدد من النواب الآخرين منحوا أصواتهم لميشال معوض، الذي حقق 42 صوتاً وكان بإمكانه الوصول إلى 44 صوتاً، لو لم يتغيب النائبان شوقي الدكاش وإيهاب مطر. حضر 11 عضواً من نواب التغيير، 10 منهم صوتوا لـ"لبنان الجديد"، بينما النائب ميشال دويهي صوّت بـ"سيادي قيادي إصلاحي".
بقي الصوت الذي منح لميلاد أبو ملهب ضائعاً. وفيما صوت "الديكتاتور العادل" يرجح أن يكون للنائب جميل السيد، كان التصويت بعبارة "لا أحد" للنائب أسامة سعد. من النواب المتغيبين، سينتيا زرازير، بعذر، إضافة إلى النواب شوقي الدكاش، إيهاب مطر، الياس جرادي، أحمد رستم.النصاب وفقدانهوبعدما غادر نواب كتلة الوفاء للمقاومة، وعدد من نواب التيار الوطني الحرّ وعدد من نواب حركة أمل، بقي النصاب متوفراً بتسعين نائباً في القاعة. حينها طالب النواب، ولا سيما بولا يعقوبيان ونديم الجميل، الرئيسَ برّي بتوزيع الأوراق، لكن برّي استمرّ بالقول: "عدّولي النصاب". حينها غادر طوني فرنجية ووليم طوق وفريد الخازن، وندى البستاني، وسليم عون، فانخفض العدد إلى 85، وتوالى خروج النواب ليرسو العدد المتبقي على 77 نائباً، فأعلن برّي تأجيل الجلسة إلى يوم الإثنين المقبل.
خلال الجلسة، سجّل لنواب الاشتراكي تواصل على الخط بين حزب الله والقوات اللبنانية رمزياً. اذ سجلت خلوة مطولة بين وائل أبو فاعور وحسن فضل الله، في مقابل خلوة بين أكرم شهيب وفادي كرم. ففيما شدد حزب الله على ضرورة التوافق، كان نواب القوات والاشتراكي يدعون النواب المستقلين والتغييرين للتصويت لمعوض، وفي حال أضيف 17 صوتاً لمعوض بدلاً من التصويت بـ"لبنان الجديد" يصبح لدى الرجل حوالى 61 صوتاً. ويصبح قريباً جداً من الوصول إلى أكثرية الأصوات أي 65 صوتاً.معوض.. وتوحيد المعارضة بعد الجلسة قال معوض: "إنني لا أنتظر التسويات والمساومات، والكلام عن حرق اسمي غير صحيح، على الرغم من كل الحملات التي أتعرض لها ("يوم حرقوني ويوم اشتروني ويوم باعوني")، إنني المرشح الجدي الوحيد، وأعلن ترشحي بشكل واضح، وكتلتي لا تخجل بترشحي". وأوضح أنه "بالرغم من محاولات القصف، تبيّن أن الترشيح الجدّي الوحيد الموجود هو ترشيحي". وأضاف: "هناك فريق جدّي لانتخاب رئيس للجمهورية، وهناك فريق آخر يحضر إلى مجلس النواب ليس لانتخاب رئيس، بل ليظهر بصورة غير المعطّل".
وتابع: "حققنا تقدمًا نوعيًا وانتقلت من 36 إلى 42 صوتاً في غياب نائبين هما شوقي الدكاش وإيهاب مطر كانا سيصوتان لصالحي". وشدد معوض على "ضرورة توحيد المعارضة والسماح بخلق وفاق وطني حقيقي". وتوجّه معوّض لقوى المعارضة، قائلا: "بعض التبريرات التي قُدّمت فيها الكثير من الازدواجية، وليس هكذا نقوم بالتغيير بل نبدأ بتوحيد المعارضة".مخاطبة التغييرييننائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب ​​جورج عدوان​، وبعد انتهاء جلسة انتخاب رئيس جمهورية، أشار غلى أن "جلسة اليوم أصبحت واضحة، وتبيّن ان هناك 56 نائباً مختلفين مع بعضهم البعض، وليس لديهم أي جرأة للبقاء حتى الدورة الثانية". ورأى عدوان، أن "النائب المرشح ​ميشال معوض​ لديه اليوم 44 صوتاً، اي أنه استطاع إقناع نواب جدد بانتخابه"، معتبراً أن "هناك 22 نائباً من التغييرين (والمستقلين) لم يحسموا أمرهم، وإذا صوتوا يوم الإثنين المقبل لمعوّض، سيستطيع الحصول على 65 صوتاً"، مؤكداً أن "التغييرين يعتبرون أنفسهم ديموقراطيين، لذلك يجب أن يدعموا التغيير".