رسميًا، وللمرة الثانية في عهد واحد، انتخب 11 عضوًا من أصل 15، اليوم الأربعاء، أحمد قمر الدين رئيسًا لبلدية طرابلس، وذلك بعد سحب الثقة من خلفه رياض يمق مطلع آب الفائت.
وهكذا، كسب قمرالدين جولة الانتقام ممن سحبوا الثقة منه في نيسان 2019 بعد انتخابه رئيسًا في 2016، في أسوأ عهد بلدي شهدته طرابلس، بفعل ممارسات معظم أعضاء مجلسها. ويصفها كثيرون بالخفة والشخصانية. إذ دخل المجلس مرحلة التمديد لسنة واحدة كسائر بلديات لبنان، من دون إنجاز يذكر، سواء بفعل الأزمة أو نتيجة صراعات الأعضاء بين بعضهم البعض ومع الرئيس، وتقاذف شتى أشكال الاتهامات. وعود بالإنجازوفي جلسة دامت أقل من ساعة داخل سرايا طرابلس، برئاسة محافظ الشمال رمزي نهرا، تم انتخاب قمر الدين، بعد توافق مفاجئ بين 11 عضوًا على اسمه، وصوت له بعض من سحب الثقة منه سابقًا.. في حين، فقدت الجلسة نصابها بانسحاب عدد من الأعضاء، إثر طرح نهرا التصويت لانتخاب عضو لمنصب نائب رئيس. بينما صوت 4 أعضاء فقط للمرشح محمد تامر الذي خسر أمام قمرالدين. وفي تصريح عقب انتهاء الجلسة، اعتبر الأخير أن انتخابه هو بداية خلاص لبلدية طرابلس، ووعد بتحقيق الإنجازات والبت بالمشاريع العالقة، وهو ما عجز عن فعله على مدار 3 سنوات من بداية عهده. وقال أنه يريد دخول البلدية بإيجابية و"بعد التعلم من أخطاء الماضي".
وعلى هامش خروجهم من الجلسة، قال أحد الأعضاء لـ"المدن": "إنها جلسة لا داعي لها وكانت شكلية وهزلية، لكن قمر الدين أصر على عقدها حتى يكون تكليفه شرعيًا وغير مشكوك به قانونيًا، وجميعنا يدرك أن الوقت لا يسمح بتحقيق أي انجاز لصالح طرابلس". حال الانحلالوبعد صراعات طويلة مع يمق الذي شكك بشرعية سحب الثقة منه، جاء انتخاب قمر الدين بعد 4 جلسات متتالية دعا إليها نهرا من دون أن يكتمل نصابها. وتفيد معلومات "المدن" أن المحافظ نهرا هو من دفع بقوة بالضغط على الأعضاء بغية انتخاب قمرالدين. وكان قمرالدين يحظى بعلاقة متينة مع المحافظ، وشهد عهده إثارة الكثير من ملفات الفساد التي كشفت عنها "المدن" سابقًا.
في هذا الوقت، تشهد بلدية طرابلس حالة من الانحلال داخل أروقتها، التي لم تُرمم كليًا بعد حادثة إحراقها العام الفائت، كما ينفذ موظفوها إضرابات متقطعة بين حين وآخر.