2024- 09 - 29   |   بحث في الموقع  
logo صحيفة فرنسية تكشف: عميل إيراني سرّب معلومات حساسة قادت لاغتيال نصرالله logo كيف حدّدت إسرائيل موقع الشهيد السيد نصر الله؟ logo بالفيديو: غارة عنيفة على الشويفات logo اغتيال نصرالله يفتح الباب لتوغل إسرائيلي في لبنان.. خطة نتنياهو تتسارع logo بايدن: حان الوقت لوقف إطلاق النار في لبنان logo حسن نصرالله... قائد المقاومة لثلاثة عقود logo تنياهو ينفذ "ضربته الأقوى"... نظام إقليمي جديد عنوانه إسرائيل logo تاريخ حزب الله وأمنائه العامين: من التأسيس إلى اغتيال نصرالله
علي بدر... لماذا لن ينال كونديرا نوبل للآداب؟
2022-10-09 11:26:20

يعلق الكثير من الأصدقاء حول إمكانية حصول الكاتب التشيكي المرموق ميلان كونديرا على جائزة نوبل. من رأيي لا يمكن. لأسباب عديدة، ولكن السبب الرئيس هو تورط ميلان كونديرا في قضية اعتقال المعارض ميروسلاف دفوراسك في مارس من العام 1950، فقد كان دفوراسك محكوماً من قبل الشيوعيين بالإعدام وفاراً، وقد اختبأ عند خطيبته في مهجع الطلاب في جامعة براغ، لكن خطيبته إيفا ميليتك أخبرت صديقتها المقربة دلاسك أن حبيبها سيبيت لديها الليلة ومن ثم سيغادر في الصباح ليهرب إلى خارج البلاد بهوية مزورة، فأخبرت صديقتها ميلان كونديرا بما قالته لها صديقتها فقد كانت تربطها به علاقة قوية وكان كونديرا ذلك الوقت أستاذاً شاباً وشاعراً معروفاً وشيوعياً ستالينياً لا يلين. فهرع إلى الشرطة وأخبرهم بذلك، ألقي القبض على دفوراسك وحكم عليه بالإعدام، ولكن المحكمة خففت الحكم إلى 22 عاماً بالأشغال الشاقة. توفي دفوراسك في العام 2000 وظل يعتقد أن الذي وشى به هي خطيبته لأنه اعتقل في غرفتها من دون أن يعرف أن الذي وشى به هو ميلان كونديرا.
كان علينا أن ننتظر حتى العام 2008 حينما قام المؤرخ والباحث الأكاديمي آدم هراديليك وهو شاب من مواليد 1976 يتعامل مع التاريخ الحديث، كاتب عمود شهير، ومختص بمعسكرات العمل في الاتحاد السوفيتي السابق وفي الكتلة الاشتراكية، بالكشف عن التقرير السري وتوثيقه.
ففي يوم من العام 2008، بينما كان هذا المؤرخ الشاب يدرس الأرشيف في معهد دراسة الأنظمة الشمولية، وبالمصادفة المحضة يقلب إحدى ملفات الشرطة السرية، سقط منها تقرير بلون أصفر مكتوب على الآلة الكاتبة فيه محضر برقم 624/ في العام 1950 صادر عن OVNB (قيادة منطقة الأمن القومي) يسجل حضور الأستاذ الشاب والشاعر الشهير ميلان كونديرا بنفسه لإخبار الشرطة عن وجود دفوراسك الذي تبحث عنه الشرطة السرية مختبئاً في مهجع الطلاب عند حبيبته إيفا ميليتك ويشرح أن له علاقة مع إحدى الطالبات واسمها دلاسك وهي التي أخبرته بالقصة التالية: أن دلاسك طلبت من صديقتها إيفا الذهاب للسهر معها في حفلة لكن إيفا اعتذرت قائلة ان صديقها دفوراسك "المطلوب للشرطة السرية" سيبيت عندها الليلة في مخدعها ليهرب في اليوم التالي الى خارج البلاد.
وهكذا حدد كونديرا الشاب اسم المعارض الهارب ومكانه وتم اعتقاله في اليوم ذاته في حجرة إيفا.
حينما قرأ آدم هردياليك هذا المحضر صدم تماماً، وقد أخبر عمادة المعهد بالموضوع وقد صدموا هم أيضاً، لكنه لم ينشر شيئاً ولم يعلق عليه إنما قام بإرسال فاكس على عنوان كونديرا يستفسر منه عن معرفته بقضية دفوراسك واي تفسير لديه عنه، ويقول آدم هراديليك إنه لم يذكر لكونديرا أي شيء عن التقرير لكي لا يعده ابتزازاً ولم يذكر له ان اسمه مذكور في محضر الشرطة البوليسية لكن كونديرا لم يرد عليه، تعلل كونديرا فيما بعد أنه لم يستلم أي فاكس بهذا الخصوص.
بعدها نشر آدم هراديليك صورة عن محضر الشرطة في الصحافة فأطلقت الصحافة التشيكية العنان بحملة على كونديرا بوصفه مخبراً للشرطة السرية، لكنه لم يعلق كونديرا على هذا الحدث الذي فاجئ الجميع سوى بحديث مقتضب قال فيه أنه فوجئ تماماً بهذا الشيء الذي لم يكن يتوقعه على الإطلاق، وأنه لم يكن يعرف شيئاً عن هذه الحادثة حتى يوم أمس، واعتبر هذه القضية بأنها هجوم عليه لا أكثر مؤكداً أنه لم يتعاون قط مع الشرطة الشيوعية.
ثم أعقبه آدم هراديليك بمقالة طويلة قاسية نشرها معهد دراسة الأنظمة الشمولية في مجلته الشهرية IJH يقول إن كونديرا الى الآن حتى بعد نهاية النظام بقي يخفي حياته الماضية بعناية. فهو لم يجر أي مقابلات طيلة ربع القرن الماضي. حتى حينما يزور بلده الأصلي بعد سقوط الشيوعية فهو يزوره متخفياً ويقيم في فنادق بأسماء مستعارة. ويطلب من أصدقائه القليلين الذين يزورهم أن يقسموا بأن يلتزموا الصمت وعدم الكشف عن هويته.
يعتقد آدم هراديليك أن هذه القصة وربما قصص أخرى لم يكشف عنها هي السبب.
(*) الشكر للصديقة هافا هلبوفا على ترجمتها لي بعض التقارير من اللغة التشيكية.(**) مدونة نشرها الروائي العراقي علي بدر في صفحته الفايسبوكية


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top