أكّد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، أنّ الشخص المصاب بالكوليرا هو من منطقة عكار، وأن وضعه الصحي مستقر، مشيرًا إلى أن وزارته "تعزز تقصي الحالات عبر زيارات نقوم بها إلى المناطق التي نعتبر أنه قد يكون فيها حالات أخرى".
ولفت في مؤتمر صحافي خصص للغاية أن وزارة الصحة تقوم بفحوص لمياه الصرف الصحي، وأصدرت تعاميم للمستشفيات للإبلاغ عن أي حالة تشكو من الوباء.وشدد على أن الوزارة "أمنت أدوية لمعالجة هذه الحالات، وتقوم بتوسيع شبكة الفحوص لنتعامل مع أي حالة يوجد شكّ بإصابتها"، لافتاً إلى أنه يتوقّع ارتفاعًا بحالات الكوليرا في لبنان بسبب التفشّي في سوريا. وحول طبيعة هذا الوباء شرح رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية والمعدية في الجامعة الأميركية في بيروت، البروفسور غسان دبيبو، أن الكوليرا هي باكتيريا تسبب التهاباً بالجهاز الهضمي تؤدي إلى التقيؤ والاسهال، قد يكون حاداً جداً. وحينها يخسر الجسم السوائل بشكل سريع، أي خلال ساعات قليلة، ما يؤدي إلى جفاف الجسم والوفاة. فهذه الباكتيريا تخرج سموماً تشل حركة الخلايا المعوية وتمنع امتصاص السوائل، ما يسبب جفاف الجسم. واعتبر دبيبو أن المفاجئ في الأمر ليس اكتشاف الحالة، بل تأخر الكوليرا بالوصول إلى لبنان. فقد كان متوقعاً الأمر منذ مدة، لأنه لدينا كل العوامل المؤاتية التي تساعد هذا الوباء، كسائر الأوبئة المعوية، على انتشارها. ففي الصيف شهد لبنان حالات تسمم معوي ناتجة عن تلوث المياه والطعام ما يعني وجود بيئة حاضنة لانتشار الأوبئة المعوية والكوليرا منها. ولفت دبيبو إلى أن هذا الوباء اختفى عالمياً في الدول التي تعتمد أجهز صرف صحي وبنية تحتية ومياه صالحة للشرب ووسائل تعقيم ونظافة. بخلاف الدول التي تعاني من عدم وجود تلك الوسائل الصحية، مثل بلداننا. فالكوليرا وغيرها من الأوبئة تجد مناخاً للانتشار. وأضاف أن الكوليرا انتشرت منذ مدة في اليمن، بسبب الحروب والهجرات الجماعية والاكتظاظ السكاني في المخيمات حيث تتلوث المياه بالصرف الصحي. ومؤخراً انتشر في سوريا، والآن وصل إلى لبنان. وشرح دبيبو أن العدوى تنتقل فقط من خلال التلوث بالإفرازات المعوية، سواء من خلال الاحتاك المباشر معها، أو من خلال تلوث مياه الشرب بالصرف الصحي، أو حتى من خلال الري بالصرف الصحي. وشدد على أن ليس جميع الأشخاص الذين يصابون بهذا الوباء يعانون من أعراض حادة. فقد يصاب أي شخص بأعراض عادية ويشفى من دون علمه بالإصابة. وهنا تكمن أهمية تشخيص الحالات الحادة بالسرعة اللازمة.
وشرح أن العلاج الأساسي هو الأمصال، سواء عن طريق الفم أو الوريد، شرط الإسراع به، لعدم حدوث الجفاف للجسم. وهذا يخفف نسب الوفيات. فمن دون التشخيص والعلاج السريع قد ترتفع نسبة الوفيات إلى نحو خمسين بالمئة من الإصابات. أم سرعة العلاج فيجعل الكوليرا مثل أي مرض آخر يصيب الجهاز الهضمي ويشفى المريض منه بسرعة.ولفت إلى أن هناك أدوية عبارة عن مضادات حيوية تأخذ بجرعة واحدة لتخفف الأعراض وانتقال العدوى، ويوجد لقاحات في عهدة منظمة الصحة العالمية، لا يوزع إلا في الدول التي يحصل فيها انتشار للوباء، لكن العلاج الأساسي هو التشخيص ومنع جفاف الجسم.