اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أن إسرائيل تدرس المقترح الأميركي لترسيم الحدود البحرية مع لبنان، ومسودة اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان تحفظ أمن إسرائيل بشكل كامل. وأضاف لابيد:" ليس لدينا أي اعتراض على تطوير لبنان لحقل غازي آخر، وسنحصل على نصيبنا منه، ونجري مداولات حول اللمسات الأخيرة لترسيم الحدود مع لبنان." وقال لابيد ان الاتفاق، يضعف تبعية إيران ويكبح حزب الله ويعيد الاستقرار؛ وستتم مراجعة القرار وفي النهاية سنعرضه على المصادقة".كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن وجود "تفاؤلٍ" في تل أبيب بشأن التوصل إلى اتفاقٍ مع لبنان حول ملف ترسيم الحدود البحريّة، معتبرة أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أرسل يوم أمس في خطابهِ من بلدة شقرا الجنوبية في لبنان "رسالة مطمئنة مُفاجئة" بشأن الملف المطروح، حينما قال إن "حصول لبنان، السبت، على مسودة خطية للاتفاق على الترسيم هو خطوة مُهمّة للغاية".معادلة ردع جديدةوتقول الصحيفة إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى أنه من المهمّ جداً أن يكون للدولة اللبنانية منصة غاز نشطة بقوة. وانطلاقاً من هذا الوضع، تعتقد تل أبيب إنه بالإضافة إلى إمكانية تحسين الاستقرار الاقتصادي والأمني في لبنان عبر الغاز، فإن وجود منصة لبنانية ستحدّ من أنشطة حزب الله العسكرية.
وتُضيف "معاريف": "في الواقع، فإن أي ضرر يلحق بالمنشآت الإسرائيلية الحيوية بما في ذلك منصات الغاز التي يهددها حزب الله، ستتم مقابلته بردّ فعل مضاد يطالُ المنشآت الحيوية اللبنانية. وعليه، سيتم انشاء معادلة ردع جديدة أساسها أن أي ضرر يطال إسرائيل على صعيد الغاز سيكون في مقابله ضررٌ يطال منشآت الغاز اللبنانية".معايير الاتفاقإلى ذلك، ذكرت القناة "i24" الاسرائيلية أن اقتراح واشنطن النهائي الذي قدمته إلى لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية، يعتبر حلاً وسطياً بشأن الخلاف البحري المُمتد منذ سنوات. ولفتت القناة إلى أنه من المتوقع أن يتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، اليوم الأحد، إلى القضية بالتفصيل في بداية اجتماع الحكومة، موضحة أنه من المنتظر أيضاً أن يجتمع مجلس الوزراء السياسي والأمني المصغر يوم الخميس المقبل (بعد يوم الغفران)، ويوافق على الاتفاقية.
رئيس الاستخبارات الإسرائيلي السابق آموس يادلين، أشار حسب ما نقلت عنه صحيفة "معاريف"، إلى أنه "لم يتم نشر معايير الاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية، لا في إسرائيل ولا في لبنان. الافتراض الذي قد يكون قريبًا من الحقيقة، هو أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله حصل على كل ما يريد، وبالتالي يشعر بالرضا".
وأوضح أنه "مع ذلك، لست متأكدًا من أن هذا هو الحال. آمل أن تعرض الحكومة الإسرائيلية على الجمهور ما هي المعايير. أعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق يستفيد منه الجانبان، كل منهما من زاوية مختلفة ويمكن لكل منهما خدمة مصالحه الخاصة"، وأردف: "لن أتفاجأ إذا لم يتم الاتفاق بين إسرائيل ولبنان".الربح للجانبينواعتبر يادلين، أن "خطاب نصرالله بدا لي وكأنه شخص يعرف الاتفاق، ويعرضه على الجمهور في لبنان على أنه إنجاز له. هناك أشياء معقدة للغاية هنا لا نراها بعد. أعتقد أنه من المهم أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق"، مشيرًا إلى أن "لبنان يحتاج مثل الهواء للتنفس لإنتاج الغاز من البحر الأبيض المتوسط ، لأن البلد ينهار اقتصادياً وهذه فرصته الوحيدة تقريباً، وإسرائيل بحاجة للسلام والعمل، لعل هذا الاتفاق سيقلل النفوذ الإيراني". وتابع: "يجب على كل جانب أن يتخلى عن شيء ما لصالح مصلحة أكبر بكثير، هناك وضع مربح للجانبين هنا وهذا بالتأكيد ما أراه".
ورأى، حسب الصحيفة، أن "الاتفاق مع لبنان هو أيضا تقدم سياسي. ولن أتفاجأ إذا لم يكن في النهاية سلام بين إسرائيل ولبنان، بل اتفاق غير مباشر بين الجانبين مع الأميركيين"، ولفت مكرراً أن "هناك أشياء معقدة للغاية هنا ما زلنا لا نراها، من أجل تقييم ما إذا كانت الاتفاقية جيدة أم غير جيدة على الإطلاق. لكن من حيث المبدأ -وأنا أقول أشياء تبدو متناقضة لكنها ليست كذلك- إسرائيل تخلت عن معايير أكثر من اللبنانيين، ومع ذلك يمكن أن تكون اتفاقية يستفيد منها الجميع".
وعبّر رئيس الاستخبارات السابق، عن اعتقاده، أن "الجمهور الإسرائيلي، ليس فقط لا يعرف تفاصيل الاتفاقية، ولكنه أيضًا ليس مهتماً بها. عندما أوضح رئيس الوزراء يائير لابيد، أو وزير الدفاع بيني غانتس، أن إسرائيل -على عكس أوروبا- لديها أمن للطاقة، سيفضل الجمهور ذلك حتى تدور حرب في الشمال ضد حزب الله، حيث يعلم الجميع أنها لن تكون حربًا سهلة، وأعتقد أنها ستصل في النهاية إلى المحكمة العليا، لأن الوقت الحقيقي هو قرار لابيد بضخ الغاز على أية حال، من دون الرجوع إلى نصرالله".