شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انهيارات جمهور محور الممانعة، الذي دمعت عيون أفراده بعدما شهدوا بأمّ العين، النصر المظفّر لفخامة الرئيس ميشال عون حين بقي جالساً على كرسيه بينما انحنت السفيرة الأميركية لإعطائه رسالة من المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين حول ترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي. وشكر الجمهور الممانع الرب على تضافر العوامل الفيزيائية والمكانية والزمانية، التي سمحت بالتقاط هذه الصورة، وما لبث أن فتح نقاشاً فلسفياً عميقاً لسبر خلفياتها.

الرئيس عون استقبل سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا وتسلم منها رسالة خطية من الوسيط الاميركي اموس هوكستين حول الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية pic.twitter.com/vQL7WDcpK2
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) October 1, 2022
وبعد بحث معمّق في سيميائيات الصورة، ودراسة أنساق العلامات والأدلة والرموز، وجد الممانعون، ومن دون الحاجة للاطلاع على مضمون رسالة هوكشتاين، أن انحناءة السفيرة شيا، تجسد القوة التي استند عليها لبنان في تفاوضه غير المباشر مع العدو الإسرائيلي، ولسان حال شيا أثناء انحنائها يقول: "رجاءً إقبَل العرض فخامة الرئيس".
لا أعلم إن كان من التقط الصورة يعرف سيميائيتها ام لا، لكنها حتماً تجسد القوة التي استند عليها لبنان في تفاوضه غير المباشر. بعد استهزاء هوكشتاين بمطالب لبنان أتت السفيرة شيا بوضعية"لو سمحت إقبل"لتظهر كيف يمكن للأوطان أن تكون رغم عن أنف أميركا. تجربة أولى لكنها غير مسبوقة في لبنان. pic.twitter.com/LikvWSd2o6
— أحمد ياسين || Ahmed Yassine (@ahmedyassine30) October 1, 2022
أغلب الظّنّ أنّ السّيّد #حسن_نصرالله سيعلن عن انتظار درس مقترح #هوكشتاين ورأي الدّولة فيه قبل أن يتّخذ أي موقف..وفي ناس قرأوا العرض من صورة #شيا مع الرّئيس #عون وحدّدوا موقفهم وخلصت القصّة عندهم!#شعب_فهيم
— Hasan Dor حسن الدّر (@HasanDorr) October 1, 2022
نعم، هنا توقف التاريخ، وكل ما عاشه اللبنانيون تحت عبء الكوارث التي جرّها عليهم فخامة الرئيس وحلفاؤه وشركاؤه السياسيون، خفتت وطأته. أخذنا حقنا والسلام، بعدما انحنت السفيرة الأميركية لتمرّر لفخامته جواب هوكشتاين. يستطيع الرفاق الآن الموت بسلام بعدما وصلوا إلى قمة المجد، كما يستطيع فخامته مغادرة القصر مطمئناً، فالفقراء سينسون جوعهم بعد تعليق صورة شيا المنحنية أمامه على ما تبقى من جدران منازلهم.
فظيعة هذه الصورة! لا اعرف إذا كان من التقط هذه اللحظة تحديداً، يعرف الشحنات التي تحملها والابعاد والمعاني. احتفظوا جيداً، أيّاً كان ولاؤكم السياسي، بهذه الصورة. هنا توقف التاريخ. نعم، هنا، وليس في اي لحظة كارثية أخرى عاشها الشعب اللبناني خلال العقد الأخير، وفي السنوات الماضية! pic.twitter.com/yX87xgVvH1
— Pierre Abi-Saab (@PierreABISAAB) October 1, 2022
نجح الرئيس عون .. باستعمال ورقة المقاومة في عملية التفاوض ..فالصورة حتماً تجسد القوة لرئيس رفض الخضوع ..حيث أتت السفيرة شيا بوضعية لو سمحت إقبل لتظهر كيف يمكن للأوطان أن تكون رغم عن أنف أميركا. تجربة أولى لكنها غير مسبوقة في #لبنان. .. pic.twitter.com/vnVa9Wfs6u
— Hassan Khalifhe (@HKhalifhe) October 1, 2022
انتصارات صغيرة، يبحث عنها الممانعون وسط كومة من الهزائم. إنجازات تافهة يستجديها صاحب الفخامة وأنصاره قبل الخروج النهائي من السلطة بعدما استحق بجدارة لقب أسوأ رئيس جمهورية مرّ على لبنان، وحتى لو لم يكن هو المسؤول المباشر عن الكثير من الكوارث، إلا أنها لسوء حظه ستكون مرتبطة باسمه وبعهده، ولا شك يتحمل جزءً من المسؤولية بحكم وجوده في السلطة وفي ظل فريقه السياسي وخريطة تحالفاته.وأمام البحث الفلسفي والسيميائي العميق للممانعين، نجد أن لا بُدّ من أن ندلي بدلونا، والمساعدة في اكتشاف خلفيات الصورة. فالرأي المنطقي الأول الذي يتبادر إلى ذهن أي منا، هو أنه من الطبيعي جداً نهوض سفير(ة) دولة أجنبية لمناولة رسالة لرئيس الجمهورية، بحكم التراتبية، من دون أن نؤيد طبعاً بعض الخبثاء اللبنانيين الذين سوّلت لهم أنفسهم القول أن كِبَر سن الرئيس عون وأوجاع الظهر والمفاصل، منعته من النهوض عن كرسيه، فسارعت شيا لإعطائه الأوراق بكل احترام وتهذيب.
مش ملاقيين انتصار قدام مناصريننقاموا اعتبرو السفيرة شيا قامت اكتر من عون على انو انتصار