رحل المعتقل السوري السابق، عماد شيحة، في باريس. وكتبت الروائية السورية روزا ياسين حسن في "فايسبوك": "عماد شيحة، الفارس النبيل، المناضل اللي اعتقل ما يقرب من ثلاثين عاماً في سجون الطاغية الأسد، الكاتب والمترجم والنقي متل المطر والمبدئي وصديقي الغالي رحل اليوم، قلبي يبكيك بقهر يا عماد...إلى اللقاء يا صديقي في حياة أفضل بتعرف قيمة الفرسان اللي مثلك، في العام 2004، إثر إطلاق سراحك، نشرت العزيزة رزان زيتونة لقاء معك وقلت فيه وقتها: (الحرية موجودة داخلي وقد عشتها دائماً. عمق الإحساس بالحرية الداخلية ساعدني في التحليق سريعاً في فضاء الحرية الخارجية.
تغيرت دمشق؟ – كثيراً!
تغيرت: – قليلاً.
ووردة الروح؟ – ظلت كما هي تعبق عشقاً وشتاءً .
من هنا بدأنا … كان زمان آخر ناء، لكنه ليس بعيداً! و ها نحن اليوم هنا…
نغرف الماء نفسه ونسفح الدم ذاته و قلوعنا مشرعة مثل بدايات البحر … و نهايات السماء).
ستبقى يا عماد متل بدايات البحر ونهايات السماء. قلبي معك يا رندة ومع كل أصدقاء ومحبي وأسرة عماد اللي عم يبكوه متلي".وعماد شيحة، روائي وكاتب ومترجم. ولد في دمشق، العام 1954، وتلقى تعليمه في جامعة دمشق- كلية العلوم- قسم الكيمياء، وكلية الآداب- قسم اللغة الإنكليزية. وفي مقتبل شبابه، انضمّ إلى المنظمة الشيوعية العربية، التنظيم اليساري الثوري المناهض للأنظمة، واعتقلَت مخابرات النظام في سوريا 14 عضواً من المنظمة العام 1975، تم إعدام 5 منهم في الثاني من آب/أغسطس من العام نفسه، فيما حُكمَ على 4 آخرين بالأشغال الشاقة 15 عاماً، وعلى 5 بالأشغال الشاقّة المؤبدة. كان عماد من بين المحكومين بالأشغال الشاقة المؤبدة، فيما أُعدم شقيقه غياث. وقد تنقل بين أقسى السجون والمعتقلات، إضافة إلى الكثير من فروع الأمن السورية، وبفعل المدة الطويلة التي قضاها في الاعتقال، أُطلق عليه لقب أقدم سجين سياسي في سوريا.بقي عماد شيحة ما يقارب 30 عاماً في سجون النظام السوري، وخرج في العام 2004 ليواصل حياته في بلد كان قد تغيّرَ كثيراً. وقد واصلَ نضاله بعد خروجه من السجن، روايته الأولى "موت مشتهى" (2005) ذكّرت بالكثير مما يثقل به سجناء سياسيون قدامى وساسة متقاعدون على الرواية بخاصة، وعلى الكتابة بعامة. وتلتها رواية شيحة الثانية "غبار الطلع" (2006).وله عدد من الروايات والكتب المترجمة والمقالات والدراسات: بقايا من زمن بابل (رواية صدرت العام 2008)، وتنمية الموارد البشرية، سوريا مثالًا (2011).وأهم أعماله المترجمة: صدام الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط لبرنارد لويس (2007)، واللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة لجون ميرشايمر وستيفن والت (2007).