لم يكن إسقاط رئيس "التيار الوطني الحر"، جبران باسيل، للمقاومة من المعادلة اللبنانية الشهيرة "جيش، شعب، مقاومة" بريئاً، ولم يكن بطبيعة الحال عفوياً. فالرجل أمام استحقاق رئاسي يحفر المتنافسون في الصخر لكسبه، ويقدمون التنازلات لنيل الرضا، إذ قال إن "قوة لبنان بقوة جيشه وشعبه ورئيسه وأحزابه"، متخطياً المعادلة السابقة.
وفي حين قدم المنافس الأبرز لباسيل، سليمان فرنجية، أوراق اعتماده لدى المملكة العربية السعودية، مسلّماً بـ"اتفاق الطائف" ومتعهداً بالحفاظ عليه، يجد باسيل أن الطريق إلى رئاسة الجمهورية يمر عبر الأجندة الأميركية والتي تفرض أن يسقط الرئيس المرتقب "حزب الله" من الأجندة السياسية اللبنانية.
وبإقدام جبران على هذه الخطوة، لا تبدو مستغربة الحملات الإعلامية التي يقوم بها الآن جمهور "حزب الله" في وسائل التواصل الاجتماعي لانتقاده، رغم أن باسيل يصوب أيضاً على مفهوم "الرئيس التوافقي" الذي رفعته قوى سياسية عديدة، كما روّجت له بكركي، في مقابل دعوة باسيل لانتخاب رئيس يحظى بتمثيل شعبي.
لنا الشرف اليوم ان نقول بأن قوة لبنان في قوته لا في ضعفه... قوة لبنان بقوة جيشه وشعبه ورئيسه واحزابه
— Gebran Bassil (@Gebran_Bassil) September 24, 2022
قوة لبنان.. pic.twitter.com/BLO6aC7pdh
— sayed… (@sayedalimousawy) September 24, 2022
يدرك باسيل أن جمهور الحزب سيهاجمه. لطالما بحث "حزب الله" على شرعية سياسية تضفيها عليه الحكومات المتعاقبة في لبنان، وبيانات الرؤساء، ومن ضمنهم بطبيعة الحال خطاب الرئيس ميشال عون في الأمم المتحدة وأمام الموفدين الدوليين في النقطة المتصلة بالمقاومة.
ولطالما تم تأخير تشكيل الحكومات أو التسويف في إعطائها الثقة في المجلس النيابي، لأن برنامجها لا يشمل كلمة "مقاومة" إلى جانب الجيش والشعب، وجرت الاستعاضة عن العبارة في الحكومتين الأخيرتين بعبارات تثبت حق لبنان بالمقاومة، من دون ذكر العبارة نفسها. لذلك، ليس بسيطاً إسقاطها من أجندة باسيل.
بل أبعد من ذلك، قام باسيل خلال مقابلته مع جريدة "النهار" المصورة، بترداد الموقف نفسه من العدو الإسرائيلي، وهو التمسك بالمبادرة العربية للسلام، في محاولة لمخاطبة البلدان العربية أيضاً، رغم أن الحزب لا يعترف بوجود الكيان الإسرائيلي من أساسه.
#جبران_باسيل يكرّر في كلّ لقاء رغبته في السّلام مع "إسرائيل" بحجّة المبادرة العربية!معاليك العرب لحسوا المبادرة ووقعوا اتفاقية #ابراهام وطبّعوا وباعوا #فلسطين وعم يفكروا يبيعوا #البحرين!معاليك كان بدّك تطبيع اقتصادي بالبحر وساومت على الحقوق مقابل العقوبات لولا تدخّل #المقاومة
— Hassan cherkawi (@cherkawi313) September 24, 2022
انا اكيد انو صادق النابلسي ضايع من مبارح كيف بدو يدعم جبران باسيل بموضوع السلام مع اسرائيل ، انطرو عليه شوي ، بس عم يصيغ الفكرة .