أعلنت جائزة الأغا خان للعمارة في بيان، "فوز 6 مشاريع في جائزتها، وهي الجائزة الأقدم في مجال العمارة في العالم"، مشيرة إلى أن "مشروع تجديد دار نيماير للضيافة في مدينة طرابلس - لبنان هو أحد الفائزين، ويشكل جزءاً من معرض رشيد كرامي الدولي ويشكل تحفة فنية غير مكتملة للمهندس المعماري أوسكار نيماير، وجاء في بيان الجائزة: "يُمثل تجديد دار نيماير للضيافة قصة ملهمة لقدرة العمارة على الإصلاح، في وقت يشهد حدوث أزمة متشابكة ومذهلة حول العالم، وفي لبنان على وجه التحديد، حيث تواجه البلاد انهياراً غير مسبوق على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية. يقع دار الضيافة على مشارف طرابلس، وهي إحدى أقدم المدن الساحلية وأجملها، والتي اشتهرت في يوم من الأيام بحِرَفها، لكنها تعاني في الوقت الراهن من الفقر المدقع والهجرة ونقص في الأماكن العامة، لهذا يُعد إعادة تأهيل دار الضيافة، الذي هو جزء من معرض رشيد كرامي الدولي، تحفةً فنيةً غير مكتملة للمهندس المعماري أوسكار نيماير".
وأشارت الجائزة إلى "فوز مشروع في بنغلادش تحول من موقع مهجور وغير رسمي لإلقاء النفايات إلى مساحة جذابة ومتعددة الوظائف يمكن الوصول إليها، وتحظى بتقدير مجتمعات الجنيدة المتنوعة. كما مكن المشروع من حدّ التدهور البيئي والمخاطر الصحية للنهر وضفافه، والحث على تحسين البيئة ومنطقة النهر، في واحدة من أكثر البلدان النهرية على وجه الأرض".
وفازت المساحات المجتمعية استجابةً لأزمة اللاجئين الروهينجا، منطقة كوكس بازار التي توفر استجابةً كريمةً وحساسةً ومبتكرةً للاحتياجات الطارئة المتعلقة بالتدفق الكبير للاجئي الروهينجا إلى المجتمعات المضيفة في بنغلادش، مع إيلاء اهتمام خاص لسلامة النساء والفتيات. يهتم تصميم المساحات الست بوضع المخططات المناسبة وإقامة الشراكات القوية وتنفيذ العمليات الشاملة بالتعاون مع اللاجئين وأبناء المجتمعات المضيفة، إضافةً إلى تحديد وتلبية كافة الاحتياجات المكانية والوظيفية (توفير احتياجات الدعم الفكري والنفسي والطبي والبدني للأشخاص).وفاز مطار بانيوانجي الدولي، بليمبينغساري، جاوة الشرقية اندونيسيا المحاط بحقول الأرزّ، ويتناغم في تصميمه مع المناظر الطبيعية المحيطة، الأمر الذي وظّفته الهندسة المعمارية ليقوم بعمله على نحو سلسٍ ومميّزٍ. يتميّز المطار بأنه حديث وفعال من الجوانب كافة، ومكانه مناسب للغاية، ما يسمح لمدينة بانيوانجي بتغيير قواعد اللعبة في هندسة المطارات، لا سيّما بالنظر إلى استعداد الحكومة الإندونيسية لبناء حوالى 300 مطار في المستقبل القريب. ومن الأعمال الفائزة أيضاً متحف أرغو للفن المعاصر في الحي الحضري المكتظ الذي يمثل المركز التاريخي لطهران. يوهو كان مصنعاً للجعة في السابق، وتم نقل أنشطته قبل 10 سنوات من الثورة الإيرانية، لأسباب تتعلق بالتلوث، إلى موقع خارج المدينة. من أنقاض المبنى الأصلي، تم تجديد مصنع الجعة الحالي ليصبح متحفاً للفنون من خلال بناء أسطح جديدة بأسلوب وتصميم دقيقين. بالإضافة إلى تطوير مجموعة متنوعة من المساحات المخصصة لاستضافة المعارض واللقاءات وعرض الأفلام على أربعة مستويات، فضلاً عن بناء مسكن جديد لإقامة الفنان بالقرب من المتحف.وهناك مدرسة كمانار الثانوية في بلدة ثيونك إيسيل في السنغال، وتتمتع بالبنية التحتية والمباني والمناظر الطبيعية والمفروشات، ما يجعل مدرسة كمانار الثانوية فريدةً من نوعها نظراً لاعتمادها المقاييس المتعددة للتوسع الحضري والمناظر الطبيعية والهندسة المعمارية، إضافةً إلى انتهاج تقنيات البناء الملتزم بالأسلوب الفني والمتميّز بشكل متساوٍ. تشكّل التضاريس والنباتات أهمية كبيرةً لتنفيذ المشروع، حيث تم إنشاء الفصول الدراسية المنظمة حول مظلات الأشجار الموجودة مسبقاً، واعتماد ظلها كمساحات اجتماعية تقدم الخدمات للطلاب والمعلمين على حد سواء.جائزة الآغا خانأسس سمو الآغا خان، الإمام الوريث التاسع والأربعين لمجتمع المسلمين الشيعة الإسماعيليين، جائزة الآغا خان للعمارة في العام 1977 لتحديد وتشجيع وتعزيز مفاهيم البناء التي تلبي بنجاح احتياجات وطموحات المجتمعات التي يتواجد فيها المسلمون بشكل كبير. لا تقتصر عملية الاختيار لنيل الجائزة على أهمية المشاريع التي توفر الاحتياجات المادية والاجتماعية والاقتصادية للأشخاص فحسب، بل تتعداها لتشمل الاستجابة لتطلعاتهم الثقافية أيضاً.وتصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ45 لتأسيس جائزة الآغا خان للعمارة، وفي اجتماع عُقد في شباط/فبراير 2022، اختارت لجنة التحكيم العليا المستقلة، 20 مشروعاً من ضمن مجموعة تضم 463 مشروعاً رُشحت لدورة الجائزة الخامسة عشرة (2020-2022). وبعد المراجعات الميدانية لمشاريع القائمة المختصرة التي أجراها فريق من الخبراء، اختارت لجنة التحكيم ستة مشاريع لتفوز بالجائزة.